
اغتيال القيادي السابق في الجيش الوطني "الفاروق أبو بكر" برصاص مسلحين شمالي حلب
أقدم مسلحون مجهولون على اغتيال القيادي السابق في الجيش الوطني السوري "علاء عدنان أيوب" الملقب بـ "الفاروق أبو بكر"، قرب مقر "جامعة حلب الحرة" في مدينة إعزاز شمالي حلب، في حدث شكّل صدمة في الأوساط المحلية، وسط غموض يكتنف ظروف الحادثة والجهات التي تقف وراءها.
وفي التفاصيل أظهرت مشاهد متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي الضحية مضرجاً بدمائه داخل سيارته، بينما رجحت روايات أولية أن الاستهداف وقع مباشرة بعد خروجه من قاعة امتحان جامعي كان يتقدّم له.
ويعرف عن "الفاروق أبو بكر" كونه من القادة العسكريين في الثورة السورية وجرى اعتقاله على أيدي المخابرات الجوية في حلب مطلع الثورة، قبل أن يلتحق بالكفاح المسلح عقب الإفراج عنه.
وانضم بداية إلى كتيبة مصعب بن عمير التي اندمجت لاحقاً في لواء العباس، ثم ساهم في تأسيس حركة الفجر الإسلامية التي أصبحت جزءاً من حركة أحرار الشام، وفي عام 2014، تولى ملف العلاقات وشؤون الأسرى والمبادلات في حلب، وكان أحد أبرز الوجوه المشاركة في تشكيل مجلس القيادة الموحد عشية حصار المدينة عام 2016.
كما اختارته الفصائل ممثلاً لها في المفاوضات مع الحكومة السورية، وهو الدور الذي ارتبط مباشرة بعملية خروج مقاتلي المعارضة والمدنيين من شرق حلب في كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه.
وفي وقت لاحق، ومع تهجيره إلى إدلب، واصل نشاطه ضمن صفوف أحرار الشام، قبل أن يعلن انشقاقه عنها في حزيران/يونيو 2018 لينضم إلى فرقة المعتصم التابعة للجيش الوطني.
لم تخلُ مسيرة "الفاروق" من إشكالات داخلية ففي تقرير سابق أثيرت تساؤلات حول تورطه في حادثة استهداف مقر قيادة فرقة المعتصم في بلدة أخترين، حين سلّم نفسه للشرطة العسكرية في كفرجنة لقرابة 24 ساعة قبل أن يفرج عنه حينها وُصف الرجل بأنه وقع ضحية "مخطط مدبر" ليكون كبش فداء في صراع نفوذ داخلي، لصالح بروز شخصيات أخرى على حسابه.
وتجدر الإشارة إلى أن حادثة اغتيال الفاروق أبو بكر تفتح المجال على توجيه الاتهامات نحو جهات عديدة ومختلفة مع تعدد الأطراف الساعية إلى بث الفوضى، ما يرفع احتمال أن تكون العملية مدبرة من قبل جهات مختلفة تسعى إلى زعزعة الاستقرار وإحداث انعدام للأمن ومن المتوقع أن يتولى الأمن الداخلي مهامه في التحقيق بالكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة، لضمان عدم إفلات المسؤولين عن هذه الجريمة من العقاب وإعادة الطمأنينة إلى الأوساط المحلية.