الألغام والذخائر غير المنفجرة في سوريا: خطر يلاحق الأطفال والمدنيين رغم انتهاء القتال
الألغام والذخائر غير المنفجرة في سوريا: خطر يلاحق الأطفال والمدنيين رغم انتهاء القتال
● أخبار سورية ١٠ سبتمبر ٢٠٢٥

الألغام والذخائر غير المنفجرة في سوريا: خطر يلاحق الأطفال والمدنيين رغم انتهاء القتال

ما تزال مخلفات الحرب والذخائر غير المتفجرة كابوساً يؤرق الأهالي في مختلف أنحاء سوريا، وخصوصاً المناطق التي شهدت صراعات وأحداث دامية خلال سنوات الثورة السورية، لتسرق الأمان من حياة المدنيين وتحرمهم الراحة والاطمئنان.


مرَّ على تحرير سوريا من قوات النظام البائد تسع شهور، ومع ذلك لا تزال الحوادث الناجمة عن انفجار مخلفات الحرب، ولا سيّما الألغام والذخائر غير المنفجرة، تتواصل في سوريا مزهقة أرواح، وملحقة إصابات جسدية بٱخرين، ومحظوظ من ينجو منها دون خسائر. 

 ومع تكرار الحوادث الماساوية أصبح الموضوع خطراً جداً، لدرجة أن العديد من منصات التواصل تناولته، والمنظمات الإنسانية صارت تحذر، ومن بينها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، التي حذرت من الخطر المميت الذي تشكّله الذخائر غير المنفجرة على أطفال سوريا.


وأكدت يونيسيف في تقرير صدر في وقت سابق من هذا العام أن الفتيان والفتيات لا يزالون يعانون من آثارها الخطيرة بمعدّل يبعث على القلق. وفي ٱخر هذه الحوادث الواقعة يوم الاثنين الفائت، 8 أيلول/سبتمبر الجاري، قُتل مدني وأُصيب آخر إثر انفجار مقذوف أثناء قيامهما بأعمال زراعية قرب قرية الهزة شرقي مدينة حمص.


وفي حادث آخر في نفس اليوم، لقي عنصر في فرقة الهندسة العسكرية التابعة لوزارة الدفاع السورية، يُدعى عمر الحابون، حتفه إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب أثناء تفكيكه للألغام في بادية دير الزور شرقي البلاد.


كما تعرض طفل يبلغ من العمر 13 عاما لإصابة بسبب انفجار مقذوف عند أطراف بلدة المجاودة شرقي المحافظة، مما أدى إلى فقدانه ذراعه. مما يشير إلى مدى خطورة المخلفات على الأطفال وحياتهم، لعدم امتلاكهم المعرفة الكافية لحماية أنفسهم منها وعدم إدراكهم خطورتها.

 

تعمل فرق الدفاع المدني "الخوذ البيضاء" التابعة لوزارة الطوارئ والكوارث في سوريا، على التعامل مع الموضوع سواء من ناحية إزالة المخلفات وتفكيك الألغام، وتوعية الأهالي حول خطورتها وكيفية الوقاية منها.

ومن خلال معرفتها الرسمية، أعلنت المؤسسة، في يوم الاثنين الماضي، أنّ فرقها الميدانية تخلصت خلال الأيام الفائتة من قنابل عنقودية غير منفجرة في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، وقذيفة هاون في قرية حنتوتين جنوبي إدلب، بالإضافة إلى قنبلتَين عنقوديتَين في حرش تجمع الواحة - سفيرة بريف حلب الجنوبي الشرقي.

وأضافت أنّ هذه الجهود تسهم في إنقاذ الأرواح وإعادة الأمان إلى مساحات واسعة من الأراضي السورية، التي خلفت فيها الحرب مئات آلاف الذخائر غير المنفجرة، مع الإشارة إلى أن هذه المخلفات ما تزال تشكل تهديداً مباشراً لحياة السكان وتُعيق عودة النازحين إلى قراهم وأراضيهم.

كما ذكرت في منشور منفصل أن مدينة خان شيخون قد شهدت، يوم الجمعة الماضي، حادثة انفجار واحد من المخلفات الحربية، مما أدى إلى مقتل طفل وإصابة أربعة آخرين، من بينهم إصابات بليغة، في أثناء لعبهم بأحد أحياء المدينة. وشدّدت الخوذ البيضاء على أنّ الألغام والمخلفات الحربية تمثّل خطراً كبيراً على حياة المدنيين، بخاصة الأطفال.


يبقى الأطفال والمدنيون الأبرياء الأكثر عرضة للخطر، ما يجعل جهود التوعية وإزالة المخلفات ضرورة عاجلة لا غنى عنها. فبينما تواصل فرق الدفاع المدني عملها في تفكيك الألغام والذخائر غير المنفجرة، يبقى المجتمع الدولي والمواطنون أمام مسؤولية جماعية لضمان سلامة الأرواح وإعادة الأمان إلى حياة السوريين بعد سنوات من الحرب والدمار.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ