“الإعلام الدامج”: جهود تطوعية لمواءمة الخطاب الإعلامي مع حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
“الإعلام الدامج”: جهود تطوعية لمواءمة الخطاب الإعلامي مع حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
● أخبار سورية ٧ ديسمبر ٢٠٢٥

“الإعلام الدامج”: جهود تطوعية لمواءمة الخطاب الإعلامي مع حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة

غالباً ما يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة في سوريا صوراً نمطية وخطاب شفقة يحدّ من حضورهم ويعمّق تهميشهم. وفي مواجهة هذا الواقع، انطلقت قبل أشهر مبادرة “الإعلام الدامج” لتغيير طريقة تناول قضايا الإعاقة عبر تعزيز خطاب حقوقي وشامل.

تركز المبادرة على تدريب الكوادر الإعلامية، وتحسين اللغة والسرد، وضمان وصول المحتوى للأشخاص ذوي الإعاقة، بهدف تقديم تغطيات عادلة تحترم الكرامة الإنسانية وتواجه الوصمة المجتمعية.

وفي تصريح خاص لشبكة شام الإخبارية، تقول شغف البري، صحفية سورية وناشطة في حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وعضو مؤسس بمبادرة الإعلام الدامج، إن تناول قضايا الإعاقة في الإعلام السوري لا يزال يقتصر على الاختزال والنمطية، مع غياب المنظور الحقوقي المبني على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

وتوضح أن الإعاقة غالباً ما تُعرض إما في إطار البطولات الفردية أو من منظور الشفقة، ما يعزز التمييز الرمزي ويقصي أصحاب الشأن عن تمثيل أنفسهم. وترجع هذه الحالة إلى ضعف التكوين المهني للصحفيين، وغياب الأدلة التحريرية، وانعدام السياسات المؤسسية التي تكفل الدمج الإعلامي.

وتتابع أن اللغة المستخدمة، والصور المختارة، وأساليب السرد المتبعة، قد تؤدي إلى انتهاكات غير مرئية لكرامة الأشخاص ذوي الإعاقة، وتساهم في ترسيخ الوصمة بدلاً من تفكيكها. لذلك، أُطلقت مبادرة "الإعلام الدامج" استجابةً للحاجة الملحة إلى تطوير خطاب إعلامي أكثر عدالة وشمولية.

وتشير البري إلى أن المبادرة تطوعية ولا تتلقى أي دعم محلي أو دولي، وتضم مجموعة من النساء الصحفيات والناشطات في هذا المجال. وتهدف إلى تعزيز النهج الحقوقي في التغطيات الإعلامية، ومواءمة الأداء المهني مع المبادئ الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

وتسعى المبادرة إلى تمكين المؤسسات الإعلامية من إنتاج محتوى يحترم كرامة الأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال توعية الكوادر، وتقديم أدلة تحريرية متخصصة، وتوجيههم لوضع سياسات تراعي متطلبات الإعلام الدامج. وترى المبادرة أن الإعلام ليس مجرد ناقل للمعلومة، بل أداة للتغيير المجتمعي وكسر حلقات الإقصاء والتمييز.

وتستهدف المبادرة وسائل الإعلام والصحافة المحلية والإلكترونية، بالإضافة إلى الناشطين والناشطات في المجال، والفرق المسؤولة عن إدارة مواقع التواصل الاجتماعي لدى الجهات الفاعلة، ومنظمات المجتمع المدني المتخصصة في حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

وفيما يخص فريق العمل ونشاطاته، تقول البري إنه مكوَّن من نساء من ذوات الإعاقة ومن غيرهن، ويمتلكن خبرات متنوعة في مجالات مختلفة. وتتسم المشاركة ضمن الفريق بالمرونة نظراً لغياب الدعم، ويعمل الأعضاء بدافع الإيمان بالقضية والتزامهم بها.

وتشير البري إلى أن الفريق تعاون مع عدة مؤسسات إعلامية، وقدم جلسات توعوية لتعريف الكوادر بالمصطلحات الحقوقية، وتعزيز الشمولية في تناول قضايا الإعاقة بطريقة منصفة، كما أطلقوا مرجعاً إرشادياً إلكترونياً حول الإعلام الدامج يضم أهم الإرشادات والمبادئ الواجب مراعاتها في التغطيات الصحفية، بالإضافة إلى التوعية بإمكانية الوصول إلى المحتوى الإعلامي.

وفي ختام حديثها، تؤكد البري أن الكثير من الأشخاص ذوي الإعاقة يواجهون تحديات كبيرة في الوصول إلى المعلومات بمختلف أنواعها، لأن معظم المحتوى المتاح لا يُراعي احتياجاتهم المتنوعة. ووجهت رسالة للجهات الإعلامية ومؤسسات المجتمع المدني للعمل على تسهيل الوصول، وتطبيق الترتيبات التيسيرية اللازمة لضمان مشاركة عادلة للأشخاص ذوي الإعاقة.

الكاتب: فريق العمل - سيرين المصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ