الاكتظاظ يحاصر الطلاب والمعلمين في مدارس المناطق المتضررة
الاكتظاظ يحاصر الطلاب والمعلمين في مدارس المناطق المتضررة
● أخبار سورية ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٥

الاكتظاظ يحاصر الطلاب والمعلمين في مدارس المناطق المتضررة

لم يكن العام الدراسي الحالي في سوريا عاماً عادياً، خاصة في المناطق التي عاد إليها سكانها بعد سنوات طويلة من النزوح. ففي القرى والمدن الواقعة في ريفي حماة وإدلب، التي شهدت قصفاً أدى إلى ودمار واسع، يحاول الأهالي استعادة حياتهم وسط واقع ما زال مثقلاً بتبعات الحرب.

ومن العقبات تضرر الكثير من المدارس بفعل القصف، وافتقارها إلى التجهيزات والمستلزمات الأساسية، مما يجعل من استئناف الدراسة تحدياً يومياً للطلاب والمعلمين على حد سواء. ويشكّل اكتظاظ الصفوف أبرزها، إذ يؤثر مباشرة في جودة العملية التعليمية ويحدّ من قدرة الطلاب على التركيز والحركة داخل الفصول.

مدارس محدودة وطلاب كُثر
تعود أسباب الازدحام الذي تشهده بعض الصفوف في المدارس إلى الدمار الواسع الذي لحق بعدد كبير من المنشآت التعليمية، مما جعلها غير صالحة لاستقبال الطلاب. ومع تزايد أعداد العائدين إلى ديارهم، يجد المعلمون والأهالي أنفسهم مضطرين لتوجيه أبنائهم إلى المدارس القليلة المؤهلة، مما يؤدي إلى ازدحامها.

تحديات المعلمين في ظلّ الاكتظاظ
ويلقي الاكتظاظ في الصفوف بظلاله الثقيلة على كل من المعلم والطالب في ٱن معاً، حيث يشير المدرسون إلى أن اكتظاظ الصفوف يضعف قدرتهم على ضبط الفصل، ويجعل من الصعب متابعة كل طالب أو تكييف الشرح بحسب احتياجاته الفردية.

كما أن هذا الوضع يضاعف الجهد البدني والذهني عليهم، إذ يضطرون لبذل مزيد من الوقت والطاقة للتعامل مع العدد الكبير من الطلاب، في ظل موارد محدودة وظروف تعليمية صعبة.

الطلاب بين الزحام وضعف التركيز
وينعكس اكتظاظ الصفوف سلباً على الطلاب أيضاً، إذ يضعف قدرتهم على الفهم والتركيز، لا سيما مع الضجيج والزحام الذي يصعب عليهم متابعة الدروس بفاعلية. كما تقل فرصتهم في المشاركة، إذ لا يستطيع المعلم التفرغ لكل طالب على حدة، ما يحد من التفاعل ويؤثر على جودة التعلم بشكل مباشر.

بيئة صفية غير مريحة
وينعكس الاكتظاظ على البيئة الصفية بشكل ملموس، إذ يؤدي إلى زحام جسدي ونقص في التهوية، ما يقلل من راحة الطلاب ويؤثر على قدرتهم على الانتباه. كما يزداد التوتر والمشاكل السلوكية نتيجة كثافة الطلاب والاحتكاكات بينهم.

مناشدات الأهالي
وكان الأهالي في المناطق المتضررة قد وجهوا مناشداتهم إلى الجهات المعنية، مطالبين بالإسراع في ترميم المدارس وتأهيلها لاستقبال الطلاب، وتأمين بيئة تعليمية آمنة، مع توفير كافة المستلزمات الدراسية الضرورية لضمان استمرارية العملية التعليمية بشكل فعال.

وسبق أن أشارت وزارة التربية والتعليم إلى أنها عملت على إعادة تأهيل المدارس المتضررة، وتم الانتهاء من ترميم 531 مدرسة في مختلف المحافظات، منها 205 مدارس في إدلب. فيما لا تزال 676 مدرسة قيد الترميم، بينها 267 مدرسة في إدلب وحدها. وما تزال الجهود مستمرة في العديد من القرى والبلدات.

ختاماً، يواجه الطلاب خلال العام الدراسي الحالي العديد من العقبات، أبرزها حالة الاكتظاظ في الصفوف، التي تؤثر بشكل مباشر على المعلمين وتلاميذهم على حد سواء. وتستدعي هذه التحديات إيجاد حلول عاجلة تضمن للطلاب تؤمن لهم بيئة آمنة ومريحة يتلقوا خلالها تعليمهم بدون تحديات.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ