
"الشرع" يستقبل وزير الخارجية البريطاني في دمشق لبحث التعاون الثنائي والتطورات الإقليمية
استقبل رئيس الجمهورية العربية السورية، السيد أحمد الشرع، اليوم في العاصمة دمشق، وزير خارجية المملكة المتحدة، السيد ديفيد لامي، وذلك بحضور وزير الخارجية السوري السيد أسعد الشيباني.
وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين سوريا والمملكة المتحدة، وسبل تطويرها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، بما يعكس تطلعات البلدين إلى تعزيز أطر التعاون المتبادل بعد مرحلة التحولات الإقليمية الجذرية.
كما تناولت المباحثات آخر المستجدات الإقليمية والدولية، وسبل التنسيق المشترك في الملفات ذات الاهتمام المشترك، ولا سيما الأوضاع في الشرق الأوسط، وتداعيات النزاعات الممتدة في المنطقة على أمن واستقرار الشعوب.
وأكد الرئيس أحمد الشرع خلال اللقاء على أهمية الحوار والانفتاح على المجتمع الدولي، مشددًا على أن سوريا تتطلع إلى علاقات متوازنة تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، معربًا عن تقديره للدور البريطاني في دعم العملية السياسية والمساهمة في إعادة الاستقرار.
من جانبه، عبّر الوزير البريطاني ديفيد لامي عن حرص بلاده على فتح صفحة جديدة من العلاقات مع دمشق، مشيرًا إلى أن زيارة اليوم تأتي في إطار جهود لندن لتعزيز التعاون مع الحكومة السورية في ملفات محورية أبرزها مكافحة الإرهاب، وإعادة الإعمار، وملف اللاجئين.
وشدّد الجانبان على ضرورة استمرار التواصل والحوار المباشر، والتنسيق في المحافل الدولية بما يخدم السلم الإقليمي ويدعم جهود إعادة الاستقرار في سوريا بعد سنوات من الحرب والانقسام.
وتُعدّ زيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إلى دمشق، الأولى من نوعها منذ أكثر من عقد، وتشكل خطوة دبلوماسية لافتة في سياق الانفتاح الدولي على الحكومة السورية الجديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول 2024.
وتحمل الزيارة دلالات سياسية مهمة، أبرزها اعتراف ضمني من لندن بشرعية السلطة الانتقالية في سوريا، وبدء تفكيك العزلة الغربية التي فُرضت على دمشق طوال سنوات الحرب، كما تعكس رغبة بريطانية في الانخراط الفاعل في مسار إعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي، وتعزيز التعاون الثنائي في ملفات إعادة الإعمار، وعودة اللاجئين، ومكافحة الإرهاب، فضلاً عن دور محتمل للمملكة المتحدة في دعم مسار العدالة الانتقالية، ومواكبة التحولات الإقليمية الجارية في المنطقة.