"الشهباء" تُتوج كعروس التحرير .... لماذا حلب مفتاح النصر ..؟
"الشهباء" تُتوج كعروس التحرير .... لماذا حلب مفتاح النصر ..؟
● أخبار سورية ٢٨ مايو ٢٠٢٥

"الشهباء" تُتوج كعروس التحرير .... لماذا حلب مفتاح النصر ..؟

شارك رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع"، خلال زيارة إلى مدينة حلب، في فعالية "حلب مفتاح النصر"، في زيارة هي الثالثة للمحافظة، كانت الأولى عقب تحرير المدينة مباشرة من حكم نظام الأسد في يوم الأربعاء 4 كانون الأول/ ديسمبر 2024، تلاها بزيارة عقب جولة أجراها بعد تسلمه رئاسة الجمهورية شملت  الساحل السوري وإدلب وحلب.


أجرى "الشرع" أول زيارة للمدينة يوم الأربعاء 4 كانون الأول/ ديسمبر، كانت الأولى إلى مدينة حلب، وجال مصحوباً بمرافقة كبيرة بين المدنيين، ونشرت صور له في "قلعة مدينة حلب الأثرية"، لتكون أول زيارة له إلى المدينة  بعد تحريرها من قبضة النظام ضمن عملية "ردع العدوان".

وكان حقق مقاتلو "إدارة العمليات العسكرية"، يوم الجمعة 29 تشرين الثاني 2024، تقدماً نوعياً ومفاجئاً في معركة "ردع العدوان"، بدخول أحياء مدينة حلب، في مشهد يُعيد أمجاد معارك التحرير لسنوات طويلة مضت، ليتم ذلك في اليوم الثالث من بدء المعركة، مع تحقيق إنجازات كبيرة على جبهات جنوبي حلب وريف إدلب الشرقي بتحرير عشرات المناطق واغتنام دبابات ومدافع وراجمات بالعشرات، قبل التوسع منها كبداية التحرير باتجاه تحرير سوريا كاملة.

وكانت أظهرت إدارة المعركة سواء العسكرية أو السياسية تفوقاً ووعياً كاملاً في طبيعة المرحلة والمواقف الدولية، وأصدرت بيانات طمأنة لكل المكونات والأقليات الكردية - المسيحية - الشيعية وربما لاحقاً العلوية) وبعثت برسالات أظهرت ارتياحاً دولياً من سير العمليات وعدم التعرض لتلك الأقليات، وهذا ماسيكون في بلدات السلمية ومحردة بريف حماة رغم مشاركة أبنائها من الطائفة المسيحية بقيادة "نابل العبد الله" في جرائم الحرب ضد المدنيين، وماينتظر مدينة حماة هو سيناريوا حلب تماماً، ولكن يحتاج لوقت وصبر لا أكثر.

وشكل دخول الفصائل مدينة حلب، مرحلة جديدة في سياق الحرب الدائرة في سوريا على مدار سنوات، بعد أن كانت قوات الأسد وميليشيات إيران سيطرت عليها بعد معارك استمرت لأشهر طويلة، وبقيت حصينة وبعيدة عن مرمى قوى الثورة لسنوات، فجاءت معركة "ردع العدوان" لترسم خارجة جديدة في عموم سوريا، وتعطي الأمل لقوى الثورة في إمكانية استعادة الحقوق وإعادة روح الثورة.

رمزية مدينة حلب في الثورة السورية: بين المجد والتضحيات والانتصار
تُعدّ مدينة حلب من أكثر المدن السورية التي حملت رمزية ثورية مركبة، جمعت بين الثقل الاستراتيجي والرمزية الشعبية والنضال العسكري والسياسي والإنساني، ما جعلها محوراً أساسياً في سردية الثورة السورية منذ بدايتها وحتى لحظة التحرير وما بعدها. ويمكن تلخيص رمزية حلب في الثورة من خلال الجوانب التالية:

حلب، كبرى المدن السورية من حيث الكثافة السكانية والثقل الصناعي، كانت لعقود ركيزة النظام اقتصادياً، لكن انضمامها للثورة منتصف عام 2012 شكّل نقطة تحوّل استراتيجية، إذ كسرت مقولة أن المدن الكبرى ترفض الثورة، وأعادت التوازن للميدان الشعبي والعسكري.

مهدٌ للقادة والمقاومة الشعبية
قدّمت حلب قادة ميدانيين وشخصيات رمزية أصبحت أيقونات للثورة، مثل: (عبد القادر الصالح (أبو صالح) قائد لواء التوحيد، أبو فرات القائد الذي استشهد بعد تحرير مدرسة المشاة، أحمد سندة، وعشرات القادة المحليين، وآلاف الشهداء من أبناء المدينة وأريافها. وتحولت أحياؤها مثل "صلاح الدين" و"الأنصاري" إلى ساحات مواجهة تُذكر في كل رواية ثورية.

كانت حلب عنواناً للمعاناة تحت الحصار والقصف، وخاصة خلال السنوات 2015-2016، حين نفّذ النظام وحلفاؤه (خاصة روسيا) حملة عسكرية شرسة استهدفت المشافي والأسواق والأحياء المدنية، ما جعل المدينة **رمزاً للمأساة السورية** في الإعلام الدولي، ومحرّكاً للرأي العام العالمي.

رمز للخذلان الدولي والمقاومة المتواصلة
مثّلت حلب إحدى أكثر لحظات الثورة إيلاماً حين سقطت بيد قوات النظام في كانون الأول 2016، وسط صمت دولي واكتفاء بالمواقف. لكن هذا لم يُلغِ رمزية المدينة كعنوان للصمود، بل زادها قداسة ثورية لأنها دفعت الثمن الأكبر.

نقطة تحوّل في المعادلة الوطنية بعد التحرير
مع سقوط نظام الأسد في 2024، عادت حلب لتكون العاصمة المعنوية للثورة المنتصرة. احتضنت الفعاليات الوطنية الكبرى مثل "حلب مفتاح النصر"، وأصبحت رمزاً لبداية بناء الدولة المدنية الجديدة، خصوصاً لما تمثله من تنوع سكاني وثقافي، ومن ثقل صناعي يؤهلها لقيادة مرحلة إعادة الإعمار.

رمزٌ للوحدة الوطنية والعيش المشترك
تُعرف حلب بتنوّعها الديني والطائفي والمجتمعي، إذ يعيش فيها المسلمون والمسيحيون، السنة والشيعة، العرب والأكراد، وغيرهم. هذا التنوع جعل من حلب نموذجاً حقيقياً للتعايش السوري، ما منحها موقعاً رمزياً في سردية الثورة باعتبارها الردّ الأقوى على محاولات الطائفية والتقسيم.


بوابة النصر السياسي والشعبي
كان تحرير حلب بداية النهاية الفعلية للنظام، ومنها أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع انطلاق مرحلة الدولة الجديدة. فالمدينة لم تكن فقط ساحة مواجهة، بل أصبحت مفتاح مشروع الدولة الوطنية البديلة، ومنصة انطلاق لمرحلة التغيير المؤسساتي والسياسي.

حلب ليست مجرد مدينة سورية، بل مفصلٌ تاريخي في مسار الثورة، حملت معاناة الناس، صمدت، قاومت، ودفعت الثمن، ثم نهضت مجدداً لتقود مرحلة التحرير والبناء. ومن هنا، كانت وستبقى رمزاً خالداً للثورة السورية، ولإرادة السوريين في الحرية والكرامة والسيادة الوطنية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ