
الطبيب السوري الأميركي أكرم المكي: نخدم سوريا بخبراتنا مهما ابتعدنا
لطالما حرص السوريون حول العالم على الوقوف إلى جانب وطنهم في أحلك الظروف، مسخّرين إمكاناتهم العلمية والمهنية لدعم أبناء بلدهم، ومن بينهم الطبيب السوري الأميركي أكرم المكي، الذي كرّس خبرته الطبية لمساعدة مرضى الكلى في سوريا خلال سنوات الحرب.
وفي لقاء مصوّر مع تلفزيون سوريا، أكّد المكي، الحاصل على رتبة بروفيسور في طب الباطنة وأمراض الكلى منذ بداية تموز 2025، أن الأطباء السوريين في الولايات المتحدة يشعرون بمسؤولية كبيرة تجاه بلدهم الأم، وقال: "كل ما تعلمناه في أميركا، وكل ما يمكن أن نقدّمه لأطباء الداخل، نحن مستعدون لتقديمه دون تردد".
وأشار المكي إلى أن نشاطه مع عدد من زملائه الأطباء بدأ قبل الثورة السورية من خلال مشاركتهم في منظمة "السامز"، حيث اعتادوا زيارة سوريا لتقديم المحاضرات والتدريبات، إلا أن اندلاع الثورة وتفاقم المعاناة الإنسانية دفعهم إلى التركيز على دعم المناطق المحاصرة والكوادر الطبية فيها.
وسرد المكي بدايات المبادرة الخاصة بأطباء الكلى، موضحًا أن زميله الدكتور محمد سكرية كان من أوائل من زاروا سوريا بعد الثورة، حيث عمل كطبيب باطني وساهم بمساعدة الجراحين، وبعد عودته إلى الولايات المتحدة التقيا في أحد المؤتمرات وقرّرا تشكيل مجموعة أطباء متخصصة في أمراض الكلى لتقديم المساعدة ضمن اختصاصهم.
وبالرغم من المخاطر التي كانت تهدد حياة كل من يسعى لدخول مناطق خارجة عن سيطرة النظام في عام 2012، شكّل الفريق نواة ما أُطلق عليه لاحقًا "المؤسسة السورية الوطنية لأمراض الكلى" (SNKF)، وبدأوا بتوثيق أعمالهم لبناء مصداقية مهنية تتيح لهم توسيع نشاطهم.
ولفت المكي إلى الدور الشجاع الذي لعبه عدد من الأطباء الذين دخلوا الشمال السوري في ظروف بالغة الصعوبة، مثل الدكتور أسامة الرفاعي والدكتورة لينا مراد، حيث أسهموا في تدريب الكوادر المحلية على تركيب القساطر الطبية وطرق إجراء جلسات الغسيل الكلوي، مضيفًا: "في بعض الأوقات كان هناك طبيب واحد مسؤول عن علاج ثلاثة ملايين شخص في الشمال، وكانت التحديات هائلة".
واستعرض المكي تجربة إطلاق برنامج تدريبي لزمالة اختصاص أمراض الكلى، تخرّج منه أطباء بارزون، بينهم الدكتور معاوية الأحمد، الذي أصبح لاحقًا مديرًا للبرنامج في إدلب، مؤكدًا أن هذا المشروع مثّل نقلة نوعية في تطوير قدرات الكوادر الطبية السورية.
وتحدث المكي بإعجاب عن الابتكارات التي طورها الأطباء داخل سوريا، مثل ابتكار الدكتور أسامة الرفاعي طريقة لغسل الكلى باستخدام مضخة مربوطة ببطارية سيارة، وهي تجربة تم توثيقها ونشرها في مجلات علمية مرموقة، أبرزها مجلة "Kidney International".
وختم المكي حديثه بتأكيد التزامه وزملائه بمواصلة الدعم، قائلاً: "نحن كأطباء أميركيين من أصول سورية، على استعداد دائم لمشاركة خبراتنا مع الأطباء داخل سوريا، والعمل معهم جنبًا إلى جنب لخدمة أهلنا رغم بُعد المسافات".