المعلم: باني العقول وصانع الأثر
المعلم: باني العقول وصانع الأثر
● أخبار سورية ١٤ أغسطس ٢٠٢٥

المعلم: باني العقول وصانع الأثر

المعلم ليس مجرد ناقل للمعرفة، بل هو ركيزة أساسية في تشكيل الأجيال وصياغة شخصياتهم، فهو يزرع القيم ويغرس الأخلاق قبل أن يلقن العلوم. حين يؤدي رسالته التعليمية والتربوية بصدق وإخلاص، يتحول إلى قوة خفية تمتد آثارها في كل طبيب يداوي بإنسانية، وكل مهندس يبني بضمير، وكل قاضٍ يحكم بعدل، وكل مهنة شريفة يتولاها تلميذ نشأ تحت جناحه.

قدوة تربوية وحاضنة إنسانية
يتجاوز دور المعلم حدود الصف، فهو مربي النفوس قبل العقول، ومُلهم الطلاب بالقدوة الحسنة، حيث يغرس فيهم الصبر والعطاء، ويشاركهم تفاصيل حياتهم حتى يصبح مرجعاً يُستشار في أمورهم الخاصة. وحين يكسر الحواجز بينه وبين طلابه، يتحول إلى أخ كبير أو أب حانٍ، يرافقهم في مسيرتهم الحياتية كما رافقهم في مسيرتهم التعليمية.

أثر لا يمحى وذكريات خالدة
تمر السنوات، وتبقى لقاءات الامتنان شاهدة على دوره العظيم، إذ يلتقيه طلابه القدامى في الشوارع أو الأسواق أو أماكن العمل، فيحيونه بفخر قائلين: "كنت أدرس عندك"، وهي لحظات تختصر مسيرة عمر من العطاء. وعندما يرحل، يبقى غيابه فجوة عميقة في القلوب، ويصبح عزاؤه مناسبة لسرد سيرته العطرة واستحضار مواقفه النبيلة.

رسالة خالدة وأمانة ثقيلة
مهما تعددت المهن، يبقى المعلم هو الذي يصنع الإنسان الذي يقف خلف كل إنجاز، فمكانته في القلوب أرفع من كل لقب. والتعليم، الذي جاء به أول وحي في قوله تعالى: *"اقرأ باسم ربك الذي خلق"*، هو أساس الحضارة، والمعلم هو حامل هذه الأمانة عبر الأجيال. وكما تثبت التجارب، فإن المعلم المخلص لا يموت، بل يعيش في كل إنجاز يحققه طلابه، وفي كل قيمة سامية تركها في نفوسهم.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ