
النقد الصريح.. تصحيح للمسار لا معاداة للدولة
يسعى أبناء الشعب السوري الأحرار من ناشطين وحقوقيين وفئات مجتمعية متعددة إلى متابعة أوضاع البلاد ومكافحة الظواهر السلبية، ويمدحون الإجراءات الإيجابية بعيدًا عن التملق، وينتقدون ما يرونه ممارسات سلبية داخل مؤسسات الدولة مطالبين بإصلاحها بحرية ودون خوف من الاعتقال أو الأذى كما كان يحدث في ظل نظام الأسد البائد.
التفريق بين المؤسسة والدولة
يعتقد البعض أن انتقاد إحدى مؤسسات الدولة يُعد طعنًا في الدولة نفسها أو اصطفافًا مع أعدائها الساعين إلى إفشالها، فيوجّهون إلى الناقدين تُهمًا ظالمة مثل الخيانة أو العمالة أو التخريب، بينما يسلّط النقد الضوء على خطأ محدد بصورة فردية دون تعميمه على بقية مؤسسات الدولة.
اتهامات ظالمة وميراث من القمع
عانى الناشطون من هذه الاتهامات وسعوا إلى توضيح مواقفهم وتصحيح المفهوم الخاطئ عبر منصات التواصل الاجتماعي، وأكدوا أن أسلوب تخوين المنتقدين كان يعتمده نظام الأسد البائد ضد معارضيه، ما أدى إلى اعتقال عشرات الأشخاص أو نفيهم أو حتى قتلهم.
أهمية مواجهة الظلم وعدم إسكات الأصوات
أكد النشطاء أن الدولة لا تتقدم ولا تزدهر إلا بوجود من يتصدى للظلم بالكلام ولا يصمت عن الانتهاكات، ويرفض تحويل المؤسسات التي أُنشئت لحماية الناس وخدمتهم إلى أدوات لقمعهم أو إهانتهم، فالحديث عن الأخطاء دعوة إلى تصحيحها لا محاولة لتشويه صورة الدولة.
خيانة لثورة التضحيات إذا صمتنا
شدّد سوريون على أن الصمت عن الانتهاكات وتجاهل الأخطاء التي قد تؤثر على البلاد وأهلها خيانة للثورة التي خرج الناس من أجلها وضحّوا بأرواحهم دفاعًا عن الكرامة والحرية والعدالة، خاصة أن هذا الحراك الشعبي واجه الممارسات الفاسدة للنظام المخلوع مطالبًا بإسقاطه.
تضحيات أربعة عشر عامًا ومسؤولية الاستمرار
قدّم السوريون في سبيل ذلك تضحيات جسيمة وتحملوا ظروفًا قاهرة طوال 14 عامًا، ويُمثّل الحديث اليوم عن التجاوزات والأخطاء ومحاربتها إخلاصًا لتلك التضحيات والتزامًا بمبادئ الثورة التي سعت إلى إنشاء دولة تخدم أبناء الوطن لا تسيطر عليهم، وكسر جدار الصمت الذي رافق استبداد نظام الأسد البائد عقودًا طويلة.
المحاسبة الصادقة بدل المديح الأعمى
اعتبر مبادرون أن الصمت عن الظلم مهما كانت الجهة المسؤولة يعيد إنتاج النموذج الاستبدادي الذي ثار الشعب ضده، وأن حب الوطن وبناء دولة عادلة لا يتحققان بالمديح الأعمى بل بالمحاسبة الصادقة والنقد البنّاء والدفاع عن حقوق الناس دون تمييز أو معايير مزدوجة.
خلاصة: النقد للإصلاح لا للهدم
اختتم سوريون بالتأكيد أن النقد الصريح للإجراءات الخاطئة لا يعني معاداة الدولة، بل يعبّر عن الحرص على إصلاحها وتعزيز عدالة مؤسساتها، وأن الوقوف ضد الظلم أيًا كان مصدره التزام بمبادئ الثورة السورية وسعي لبناء دولة تحترم كرامة شعبها وتكرّس الحرية والإنصاف.