
بورصة دمشق تُسجّل مكاسب قوية وتتجاوز تداولاتها 21 مليار ليرة في أسبوع
سجّلت سوق دمشق للأوراق المالية أداءً لافتاً خلال الأسبوع الثاني من تموز 2025، وسط تحركات نشطة في معظم القطاعات المدرجة، لا سيما المصارف والصناعة، وهو ما انعكس بوضوح على ارتفاع المؤشرات الرئيسية إلى مستويات قياسية جديدة.
وأنهت مؤشرات البورصة أسبوعها على مكاسب قوية، حيث ارتفع مؤشر DWX بنسبة 19.81% ليغلق عند 174,592.61 نقطة، فيما قفز مؤشر DLX بنسبة 21.21% مسجلاً 19,239.30 نقطة. أما مؤشر DIX فكان الأبرز من حيث نسبة الارتفاع، بصعود 27.31% ليصل إلى 3,302.01 نقطة، ما يعكس اتساع قاعدة النشاط في السوق.
وبحسب التقرير الأسبوعي الصادر عن البورصة، بلغ حجم التداولات الإجمالي نحو 8.2 مليون سهم، بقيمة تجاوزت 21 مليار ليرة سورية موزعة على 919 صفقة عادية، دون تسجيل أي صفقات ضخمة خلال الأسبوع.
وحافظ القطاع المصرفي على الصدارة من حيث النشاط، بتداولات قاربت 18.8 مليار ليرة سورية من خلال 527 صفقة، وجاء بنك بيمو السعودي الفرنسي (BBSF) في المقدمة بقيمة تداول تجاوزت 13.7 مليار ليرة، تلاه بنك البركة (BBSY) وبنك الائتمان الأهلي (BASY).
وحقق القطاع الصناعي تداولات بقيمة 1.58 مليار ليرة سورية، مدعوماً بأداء قوي لسهم إسمنت البادية (ABC) الذي ارتفع بنسبة 27.62%، لترتفع قيمته السوقية إلى أكثر من 1.53 مليار ليرة سورية.
في المقابل، سجّل قطاع التأمين تراجعاً في الأداء، مع تداولات بلغت 358 مليون ليرة سورية عبر 239 صفقة، وسط هبوط ملحوظ في أسعار عدد من الشركات. أما قطاع الخدمات فشهد نشاطاً ملموساً بتداولات تجاوزت 312 مليون ليرة، بفضل صعود سهم الأهلية للنقل (AHT) بنسبة 27.30%.
رغم إدراج أسهم شركات الاتصالات وسندات الخزينة الحكومية، غابت التداولات عنها تماماً خلال الأسبوع، ما يُسجّل كمؤشر سلبي يعكس محدودية التنوع في أدوات الاستثمار المتاحة داخل السوق.
وتعكس نتائج الأسبوع الثاني من تموز تحسّناً تدريجياً في المزاج الاستثماري داخل السوق السورية، مع بروز واضح للقطاعات المصرفية والصناعية غير أن غياب التداولات في بعض القطاعات الحيوية يسلّط الضوء على الحاجة لتوسيع أدوات الاستثمار المتاحة، بما يعزز من عمق السوق وجاذبيته.
وشهدت العاصمة دمشق انطلاق، يوم الاثنين 2 حزيران/ يونيو حفل إعادة افتتاح سوق دمشق للأوراق المالية، بعد توقف استمر قرابة ستة أشهر، في خطوة وُصفت بأنها تحمل دلالات اقتصادية واستثمارية مهمة على تحرّك عجلة الاقتصاد السوري.
وأكد وزير المالية حينها أن إعادة افتتاح السوق تمثل رسالة بأن الاقتصاد السوري بدأ يستعيد حيويته، وجاء الافتتاح وسط حضور رسمي رفيع ومشاركة واسعة من رجال الأعمال والمستثمرين
وأشار الوزير إلى أن الرؤية الاقتصادية للحكومة ترتكز على العدالة والإنصاف، وتستند إلى دعم القطاع الخاص وتمكينه، إضافة إلى جذب الاستثمارات وخلق فرص عمل دون مزاحمة هذا القطاع بل بالشراكة معه.
وكان حقق سوق دمشق للأوراق المالية قفزة نوعية مع ختام جلسة جاءت عقب الافتتاح، حيث تجاوزت القيمة السوقية للسوق 20 تريليون ليرة سورية، أي ما يعادل أكثر من 2 مليار دولار أميركي
وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بمكاسب كبيرة سجلتها شركة إسمنت البادية (ABC)، التي اخترقت قيمتها السوقية حاجز 4 تريليونات ليرة خلال الجلسة، إلى جانب بنك قطر الوطني – سورية (QNBS) الذي حقق مكاسب ملحوظة.
يُذكر أن سوق دمشق للأوراق المالية تأسس عام 2009، ويضم حالياً 21 شركة مدرجة في قطاعات مختلفة تشمل المصارف والتأمين والاتصالات، وبلغ متوسط قيمة التداول اليومي فيه خلال عام 2024 نحو ملياري ليرة سورية.