بين الجدران المهدمة والكتب على الأرض: طلاب يصرون على التعلم
بين الجدران المهدمة والكتب على الأرض: طلاب يصرون على التعلم
● أخبار سورية ١٥ أكتوبر ٢٠٢٥

بين الجدران المهدمة والكتب على الأرض: طلاب يصرون على التعلم

مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة تدريجياً، تتزايد مخاوف الأهالي على أبنائهم الطلاب في ريف إدلب، خصوصاً أولئك الذين يدرسون في مدارس تفتقر إلى أدنى مقومات العملية التعليمية الآمنة.

فبعض المدارس التي استقبلت الطلاب تعاني من جدران متشققة، ونوافذ مكسورة، وصفوف بدون مقاعد، خصوصاً تلك التي تم افتتاحها بجهود شعبية، في محاولة لإعطاء هؤلاء الطلاب فرصة لاستمرار مسيرتهم التعليمية المستقبلية، وخوفاً عليهم من الانقطاع عن التعليم الذي قد يقودهم إلى التسرب المدرسي.

طلاب بدون مقاعد
وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي صور لطلاب يجلسون على الأرض مع كتبهم وحقائبهم، في مدارس تفتقر إلى المقاعد، بالإضافة إلى صور لجدران مهدمة وألواح مكسرة وغيرها من المشاهد القاسية التي تعكس ضعف الواقع التعليمي في تلك المناطق.

خياران أحلاهما مرّ
يتصاعد قلق الأهالي على أبنائهم مع اقتراب فصل الشتاء وارتفاع احتمالات تعرضهم للبرد القارس، في ظلّ غياب الإصلاحات الضرورية في المدارس، مثل تركيب النوافذ والأبواب، وتأمين المقاعد ووسائل التدفئة. 

ويجد الأهالي أنفسهم أمام خيار صعب: إما إرسال أبنائهم إلى المدارس رغم هذه الظروف القاسية، أو إبقاؤهم في المنزل، ما قد يعرّضهم لخطر الانقطاع عن التعليم والتسرب المدرسي، الذي سينعكس سلباً على مستقبلهم.

المدارس المتضررة وتفاوت حجم الدمار
تأثر القطاع التعليمي بشدة خلال الحرب، إذ طال القصف عشرات المدارس، ما أدى إلى دمار واسع فيها، تفاوتت شدته من مدرسة إلى أخرى. بعض المدارس مدمرة بالكامل، فيما تحتاج مدارس أخرى إلى عمليات ترميم، بينما تحتاج فئة ثالثة فقط إلى صيانة وإصلاحات أبسط من النوع الثاني لإعادة تأهيلها.

ترميم المدارس المتضررة: خطوات وزارة التربية والتعليم
وسبق أن أشارت وزارة التربية والتعليم إلى أنها عملت على إعادة تأهيل المدارس المتضررة، وتم الانتهاء من ترميم 531 مدرسة في مختلف المحافظات، منها 205 مدارس في إدلب. فيما لا تزال 676 مدرسة قيد الترميم، بينها 267 مدرسة في إدلب وحدها.

ومع ذلك، ما تزال هناك مدارس بحاجة إلى ترميم وتأهيل لتصبح جاهزة لاستقبال الطلاب، وتوفير بيئة تعليمية آمنة وسليمة، ومستلزمات التدفئة وغيرها من المقومات التي تمكّن التلاميذ من متابعة تعليمهم بدون تحديات.

وبالرغم من كل الظروف القاسية والإمكانيات المحدودة، يصرُّ الطلاب على مواصلة تعليمهم في القرى التي ينحدرون منها، مسقط رأس آبائهم وأجدادهم. يحملون كتبهم وحقائبهم في كل صباح متجهين إلى المدارس، والابتسامة لا تفارق وجوههم، وهم يحلمون بمستقبل أفضل وأيام أكثر إشراقاً.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ