تحديات الرعاية الصحية للأسر الفقيرة: الاعتماد على الصيدليات بدل الأطباء
تلجأ بعض الأسر الفقيرة في بعض المناطق من سوريا إلى الصيادلة، بدلاً من مراجعة الأطباء المختصين، في محاولة لتجنّب تكاليف المعاينات الطبية وتخفيف الأعباء المعيشية التي ترهقهم. ويأتي ذلك نتيجة ضعف الدخل وندرة فرص العمل، ما يجعل كثيراً من العائلات عاجزة عن تحمّل نفقات الرعاية الصحية لأبنائها.
الاكتفاء باستشارة الصيدلي
في محاولة لتجنب زيارة العيادات المتخصصة، كعيادات الأطفال أو النسائية وغيرها، يتوجه بعض الأهالي مباشرة إلى الصيدلية، حيث يصفون الأعراض التي يعاني منها المريض، ليُعطيهم الصيدلي الدواء الذي يراه مناسباً. وبهذه الطريقة، فيكتفي أفراد الأسرة بدفع ثمن الدواء فقط، دون تكبد رسوم المعاينة الطبية.
في حين يشدد الأطباء على أن هذه الممارسة خاطئة، إذ قد تعرض المريض لمخاطر صحية جسيمة، وتسهم في تفاقم حالته بدلاً من تحسينها.
اللجوء إلى الصيدليات لتخفيف الأعباء المالية
يشير بعض الأشخاص إلى أنهم يلجأون إلى الصيدليات بدلاً من زيارة الأطباء نتيجة عدم قدرتهم على تحمل تكلفة المعاينة. فهم يدركون أن زيارة الطبيب تتطلب دفع رسوم الفحص بالإضافة إلى ثمن الدواء، ما يجعل المبلغ الإجمالي أكبر مما يستطيعون تحمله، فيكتفون بالاكتفاء باستشارة الصيدلي لتقليل النفقات قدر الإمكان.
الثقة في خبرة الصيادلة
في الوقت نفسه، تؤكد بعض الأسر استمرارها في هذا النهج لعلاج أطفالها، مبررة ذلك بثقتها بخبرة بعض الصيادلة الذين يلجأون إليهم. وتشير هذه العوائل إلى أن بعض الصيادلة يمتلكون خبرة واسعة في تشخيص الأمراض ووصف العلاج المناسب، ولم تواجههم أية مشكلات صحية تُذكر نتيجة عدم مراجعة الطبيب حتى الآن.
في المقابل، أكد بعض الأشخاص أن عدم لجوئهم إلى الطبيب أدى في بعض الحالات إلى نتائج سلبية، إذ بدلاً من أن يُشفى المريض، كانت حالته الصحية تتفاقم وتزداد سوءاً بسبب التشخيص أو العلاج غير الدقيق.
الأطباء يحذرون من الاعتماد على الوصفات العشوائية
يشدد الأطباء على أن الوصول إلى التشخيص الصحيح هو الأساس في العلاج السليم، مؤكدين أن الطريقة المثلى تتجلى في زيارة الطبيب المختص، لأنه الأقدر على تشخيص الحالة بدقة، ووصف العلاج المناسب، ومتابعة تطور المريض، ما يضمن سلامته ويقلل من احتمالية حدوث المضاعفات.
ويضيف الأطباء أنه في حال تعذّر زيارة الطبيب الخاص، يُنصح بالتوجّه إلى المشافي العامة والمراكز الصحية الحكومية التي تقدّم خدمات طبية مجانية أو بتكاليف رمزية، وليس الاعتماد على الوصفات العشوائية.
خلاصة القول، يبقى التشخيص الدقيق والمتابعة الطبية من قبل الأطباء المتخصصين السبيل الأمثل لحماية صحة المرضى، مع ضرورة توعية الأسر بأهمية الاعتماد على المصادر الطبية الموثوقة وتجنب الوصفات العشوائية مهما كانت الظروف المالية صعبة.