
تحذير من مخاطر التقسيم والاضطراب الإقليمي.. حمد بن جاسم يدعو لرؤية خليجية موحّدة
في ظل تصاعد الاضطرابات الإقليمية وتزايد المؤشرات على تفكك محتمل لبعض الدول، أطلق رئيس الوزراء القطري الأسبق، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، تحذيرًا لافتًا بشأن تداعيات التطورات الأخيرة في المنطقة، واضعًا سوريا ودول الخليج في صدارة المتضررين المحتملين.
وفي تدوينة نشرها على منصة "إكس"، دعا الشيخ حمد إلى ضرورة التوافق داخل مجلس التعاون الخليجي على رؤية سياسية موحدة، معتبرًا أن غياب هذا التوافق سيفتح الباب أمام سيناريوهات خطرة، أبرزها مشاريع تقسيم قد تستهدف دولاً مثل سوريا، أو فرض وقائع طويلة الأمد من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي.
وقال الشيخ حمد: "من الواضح أن هناك تبعات ستتخذ عدة اتجاهات، من ضمنها مخططات لتقسيم بعض الدول، مثل سوريا الشقيقة، أو فرض أوضاع تجعل هذه المنطقة تدفع أثمانًا باهظة لسنوات طويلة قادمة"، مشيرًا إلى أن دول الخليج ستكون أول المتأثرين ما لم تُبادر إلى بلورة موقف موحد.
الاتحاد الخليجي.. بين الرغبة والواقع
ورغم إيمانه الراسخ بأهمية الاتحاد الخليجي، أبدى الشيخ حمد شكوكًا بشأن إمكانية استمراره في ظل الظروف الراهنة، مشددًا على أن "الاتحاد لا يمكن أن ينجح إلا حين تكون كلمة القانون هي السائدة، وليس منطق القوة"، في إشارة إلى التوترات المتكررة بين بعض الدول الأعضاء.
وأوضح أن أي اتحاد سياسي فاعل يتطلب استقلال القرار السيادي للدول الأعضاء، واحترام شؤونها الداخلية، منبهًا إلى أن البديل عن الوحدة القانونية والسياسية هو الضعف والانكشاف أمام التدخلات الخارجية.
رسالة إلى الأجيال القادمة
وفي ختام رسالته، أبدى حمد بن جاسم تفاؤله بإمكانية بناء اتحاد خليجي قوي، قائلاً: "ربما لن أراه أنا، ولكن سيراه أولادنا وأحفادنا في المستقبل"، داعيًا إلى العمل بجد ومسؤولية لتسليم المنطقة للأجيال القادمة في وضع أفضل مما هي عليه اليوم.
ويأتي هذا التصريح في توقيت حساس، تتشابك فيه ملفات الوضع في سوريا، والتغيرات الجيوسياسية في الخليج، مع تصاعد التحذيرات من فراغات سياسية وأمنية قد تتحول إلى بوابة لصراعات جديدة، ما لم تتبلور مبادرات إقليمية تنطلق من الداخل وتستند إلى رؤى مستقلة واستباقية.