
تفاصيل الاجتماع السوري – الإسرائيلي في باريس: محاور حساسة ودور أمريكي غير مباشر
كشفت وكالة "ميديا لاين" الأمريكية المستقلة، المتخصصة في قضايا الشرق الأوسط، عن أبرز ما دار في الاجتماع السوري–الإسرائيلي الأخير الذي استضافته باريس، مشيرة إلى أن اللقاء جاء امتداداً لجولة سابقة لم تحقق اختراقاً ملموساً، لكنه حمل هذه المرة وزناً أكبر مع إدراج ملف الانسحاب الإسرائيلي من المواقع التي احتلتها أخيراً في الجولان ضمن جدول المباحثات.
ثلاثة محاور رئيسية
مصدر في الخارجية السورية أوضح أن المباحثات تمحورت حول ثلاثة ملفات أساسية "إعادة تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974، والوضع في جنوب سوريا، خصوصاً في السويداء، والقضايا الإنسانية والأمنية"، وهو ملف حظي باهتمام متزايد من واشنطن.
وأكد متحدث باسم الخارجية أن الحوار يأتي في إطار التزام دمشق بالحفاظ على السيادة ووحدة الأراضي السورية، مشدداً على أن أي تفاهمات محتملة لن تكون على حساب المصالح الوطنية.
أدوار فرنسية وأمريكية
تولت فرنسا الجوانب اللوجستية للاجتماع، فيما لعبت الولايات المتحدة دور المراقب والميسر من دون الجلوس المباشر على الطاولة، ويرى محللون أن واشنطن تسعى من خلال هذه القنوات غير المباشرة إلى منع الجنوب السوري من الانزلاق إلى مواجهات مفتوحة قد تمنح روسيا أو إيران مساحة أوسع للتأثير.
مناورة سياسية أم خطوة استراتيجية؟
المحللة السياسية لمى خليل، من مركز دراسات الشرق الأوسط، اعتبرت اللقاءات أقرب إلى "مناورة سياسية" من كونها تحركاً استراتيجياً، مشيرة إلى أن دمشق حاولت ربط الاجتماع بملفات داخلية حساسة، ولا سيما ملف السويداء، للتأكيد على قدرتها في إدارة الصراع سياسياً وليس فقط عبر الأدوات الأمنية.
رسائل الأطراف الثلاثة
وفق الصحيفة، فقد أظهرت دمشق أنها لاعب لا يمكن تجاوزه، قادرة على فتح قنوات سياسية خلف الكواليس لتعزيز حضورها الدولي، أما إسرائيل، فقد سعت إلى الإيحاء باستعدادها لخفض التصعيد إذا توفرت ضمانات أمنية واضحة، في وقت اكتفت الولايات المتحدة بمراقبة مجريات الحوار من دون إبداء نية لتغيير سياساتها الأساسية تجاه سوريا.