مسابقة «أفضل قصة شهيد» تشعل جدلاً واسعاً على مواقع التواصل وتثير انتقادات لشروطها
مسابقة «أفضل قصة شهيد» تشعل جدلاً واسعاً على مواقع التواصل وتثير انتقادات لشروطها
● أخبار سورية ١٨ ديسمبر ٢٠٢٥

مسابقة «أفضل قصة شهيد» تشعل جدلاً واسعاً على مواقع التواصل وتثير انتقادات لشروطها

أثارت المسابقة التي أعلنت عنها وزارة الأوقاف في الجمهورية العربية السورية حالة من الاستياء بين المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر كثيرون أن شروطها غير مناسبة، فقد حملت المسابقة عنوان «أفضل قصة شهيد»، وهو ما رأى متابعون أنه توصيف إشكالي، مؤكدين أنه لا يمكن المفاضلة بين قصص الشهداء أو اعتبار إحداها أفضل من الأخرى.

كما عبّر المتابعون عن انزعاجهم من موضوع القصة والشروط المرافقة لها، ولا سيما اشتراط أن يكون الشهيد من الدعاة إلى الله خلال الثورة السورية، إلى جانب إلزام المشاركين بتضمين القصة مواقف دعوية، وهو ما اعتُبر تضييقاً لإطار المشاركة وإقصاءً لتجارب أخرى لا تقل قيمة أو أهمية.

وذكر الصحفي علي عيد تعليقا على الموضوع بعض ما جاء فيه: "أفضل شهيد هو الشهيد الذي ارتقى من غير قصة، كأن يكون تمت تصفيته فقط لأنه كان يحمل رغيف خبز من دمشق إلى المعضمية، أو إبرة بنج لجريح في دير الزور، ولم يعلم عنه أحد. أفضل شهيد هو من مات قهراً وكمداً ربما لأنه رأى زوجته تغتصب أو تهان في المعتقل، لا تميزوا بين الشهداء".

وأكد رواد مواقع التواصل الاجتماعي أنه في حال كان قصد الوزارة التمييز بين القصص من حيث الأسلوب والسرد، وليس بين الشهداء أو طريقة استشهادهم، كان من المفترض توضيح ذلك بدقة قبل إطلاق الإعلان، ولا سيما أن آلاف العائلات في سوريا لديها شهداء، ولا يمكن بأي حال من الأحوال القول إن هناك شهيداً أفضل من آخر.

ورأى متابعون أنه لا يمكن التفريق بين الشهداء أو المفاضلة بينهم، سواء بين شهيد وآخر، بغضّ النظر عمّا إذا كانت قصته معروفة أو مغمورة. وأشاروا إلى أن آلاف الأشخاص قدّموا حياتهم نصرةً للثورة، فيما قضى آخرون قهراً في مخيمات النزوح، أو توفوا تحت الأنقاض، أو ماتوا خلف القضبان في أقبية نظام الأسد. 

كما أن هناك من حمل السلاح وشارك في المعارك، ومنهم من توفي حزناً على أحبّته أو على أبنائه المعتقلين، أو قهراً على ممتلكاته التي فُقدت، أو متأثراً بظروف اللجوء القاسية التي عاشها لسنوات.

ولذلك شددوا على أنه لا يمكن تفضيل قصة على أخرى، فلكل قصة تفاصيلها وقيمتها الإنسانية الخاصة، وكل حكاية تمثل أشخاصاً بعينهم وعائلة فقدت أحد أفرادها، ولها طبيعتها وأهميتها التي لا تقل عن غيرها.

وأكد معلقون أنه إذا كان المقصود هو تخليد الشهداء حقاً، فإن هذا التخليد لا يُشترى بالجوائز المالية، ولا يُختزل في مسابقات أو تصنيفات، بل يُبنى على تحقيق العدالة الانتقالية، وصون كرامة الشهداء جميعاً من دون تمييز، إلى جانب محاسبة القتلة والمجرمين.

هذه الانتقادات التي طالت الإعلان المتعلق بإطلاق مسابقة أدبية بعنوان مسابقة "قصة أفضل شهيد"، وحالة الجدل الواسعة التي أثارتها دفعت وزارة الأوقاف إلى حذفه من على صفحاتها في منصات التواصل.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ