صحة دير الزور تنفي تسجيل وفيات للأطفال بسبب الإنفلونزا وتوضح ملابسات حالتين
نفت مديرية الصحة في محافظة دير الزور، اليوم الأربعاء، الأنباء المتداولة حول وفاة أطفال في المحافظة نتيجة الإصابة بفيروس الإنفلونزا، مؤكدةً عدم صحة تلك المعلومات.
وجاء في تصريح رسمي للدكتور يوسف السطام، مدير صحة دير الزور، ردّاً على ما تم تداوله بشكل واسع في بعض الوسائل المحلية، أن حالات الإنفلونزا تُعدّ أمراضًا موسمية تظهر سنوياً في مختلف أنحاء العالم، وأن الفيروس يخضع لتطور مستمر، مشيراً إلى أنه على الرغم من وجود إصابات بفيروس الإنفلونزا في سوريا هذا العام، إلا أنه لم يتم تسجيل أي حالة وفاة ناجمة عن الفيروس في دير الزور حتى الآن.
تفاصيل الحالتين المتداولتين
وأوضح الدكتور السطام ملابسات الحالتين اللتين نُشرت بشأنهما أنباء وفاة بسبب الإنفلونزا، مبيناً أن كل حالة تحمل أسباباً مرضية مستقلة لا علاقة لها بالفيروس:
الحالة الأولى تخص طفلاً رضيعاً يبلغ من العمر ثلاثة أشهر، وكان يعاني من سوء تغذية شديد حيث بلغ وزنه 2.5 كغم فقط، إلى جانب إصابته بـذات رئة جرثومية، وهو ما فُسّر سبب الوفاة الحقيقي، بعيداً عن الإنفلونزا.
الحالة الثانية تخص طفلاً محولاً من مناطق سيطرة قسد، وكان يعاني من التهاب قصيبات شعرية شديد مع آفة قلبية مزرقة، وقد مثلت هذه الحالة السبب الفعلي للوفاة وليس الإنفلونزا.
تحذيرات منظمة الصحة العالمية
في سياق ذي صلة، أفادت منظمة الصحة العالمية بانتشار سريع لسلالة فرعية من فيروس الإنفلونزا، مع بداية مبكرة لموسم الإنفلونزا في نصف الكرة الشمالي، خصوصاً في المناطق التي بدأ فيها فصل الشتاء.
وركزت المنظمة في تقرير نشرته على موقعها الرسمي على أن التطعيم ما يزال الوسيلة الأكثر فاعلية للوقاية من الإنفلونزا، لا سيما للفئات الأكثر عرضة للمضاعفات، مشيرة إلى أن نشاط الإنفلونزا الموسمية ارتفع عالمياً منذ تشرين الأول الفائت، مع هيمنة فيروس الإنفلونزا من النوع A(H3N2) في عدد من المناطق.
وزارة الصحة: تصاعد حالات الإنفلونزا الموسمية ورفع الجاهزية في المشافي
أعلنت وزارة الصحة السورية، عن استمرار الارتفاع في أعداد الإصابات بالأمراض التنفسية الحادة، وخاصة الإنفلونزا الموسمية، خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك استناداً إلى بيانات نظام ترصد الإنفلونزا الوطني والتحليل الوبائي والمخبري الوارد من المشافي والمراكز الصحية والمخابر المعتمدة.
وأشارت الوزارة، في بيان، إلى أن نسبة الإيجابية المخبرية ارتفعت إلى 45.3% حتى الأسبوع الوبائي 48 من عام 2025، مقارنة بـ28% في التحديث السابق، ما يعكس نشاطاً متزايداً للإنفلونزا. وأظهرت التحاليل المخبرية أن معظم الإصابات ناتجة عن فيروس الإنفلونزا A، خاصة النمط الفرعي H3N2، وهو النمط السائد حالياً في المنطقة وعلى المستوى العالمي، مع تراجع واضح في انتشار فيروس كورونا.
ووفقاً للبيانات، فإن فيروس الإنفلونزا A شكّل نحو 93% من الحالات الإيجابية خلال الأسبوعين الأخيرين، مقابل 7% فقط لفيروس SARS-CoV-2، ما يؤكد أن موجة الإصابات الحالية تُعزى بشكل رئيسي إلى الإنفلونزا الموسمية.
وفي إطار الاستعداد لمواجهة الحالات الشديدة، أعلنت الوزارة عن توسيع عدد من أقسام العناية المشددة والمتوسطة في المشافي، وتزويدها بستة أجهزة تهوية آلية واثني عشر جهاز تهوية بالضغط الإيجابي، لتعزيز قدرة النظام الصحي على الاستجابة السريعة.
وأكدت الوزارة أن عدد الإصابات الشديدة لا يزال ضمن المعدلات المتوقعة مقارنة بالسنوات السابقة، مشيرة إلى الاستمرار في تطبيق البروتوكولات العلاجية المعتمدة، بما في ذلك بدء العلاج بالمضاد الفيروسي أوسيلتاميفير للحالات الشديدة والفئات الأكثر عرضة للمضاعفات دون انتظار نتائج التحاليل.
كما شددت الوزارة على أن المعلومات الصحية الرسمية تصدر فقط عبر قنواتها المعتمدة، وتتم متابعة وتدقيق كافة التقارير المتداولة حول الإصابات والوفيات من مصادر موثوقة.
ودعت المواطنين إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية، ومراجعة المراكز الصحية فور ظهور الأعراض التنفسية، لا سيما لدى الفئات الهشة كالأطفال وكبار السن والحوامل والمصابين بالأمراض المزمنة، لضمان الكشف المبكر والحد من المضاعفات.