
حملة الوفاء لإدلب: إعادة الأمل والخدمات للأهالي بعد سنوات الحرب والدمار
شهدت محافظة إدلب شمال غربي سوريا حدثاً مميزاً مؤخراً، إذ أطلق محافظها السيد محمد عبد الرحمن حملة "الوفاء لإدلب"، وجاء ذلك خلال اجتماع موسع جمعه مع الفعاليات الرسمية والشعبية في مقر المحافظة.
وتبنى فكرة الحملة على جمع التبرعات المالية على مستوى المحافظة، ثم استخدام الأموال في تنفيذ مشاريع تسهم في تحسين واقع الحياة للأهالي والمنطقة، حيث تسعى هذه المبادرة إلى تحقيق أهداف إنسانية وصحية وتعليمية في ريف إدلب الشرقي والجنوبي، لاسيما أن هذه المناطق عانت بشكل كبير خلال سنوات الثورة السورية بسبب القصف والنزوح.
وتركز حملة "الوفاء لإدلب" على إعادة المهجرين المقيمين حالياً في الخيام إلى قراهم ومدنهم في ريف إدلب، وخاصة أولئك الذين تمنعهم ظروفهم المادية والاقتصادية الضعيفة جداً من العودة بسبب دمار منازلهم. كما تسعى الحملة إلى بناء المشافي والمراكز الصحية التي تقدم خدماتها مجاناً للأهالي، بهدف تحسين الواقع الصحي في المنطقة.
كما تهتم الحملة بـ المدارس المتضررة جراء القصف الممنهج، سواء البري أو الجوي، من خلال دعم العملية التعليمية وتأمين بيئة آمنة للطلاب، بما يعزز فرصهم في تحصيل العلم ومواجهة التحديات التي يمرون بها.
وعقدت اللجنة المتخصصة اجتماعها الأول لوضع خطة شاملة لتنفيذ حملة "الوفاء لإدلب"، بحضور جميع أعضائها، لمناقشة الأولويات وتحديد آليات العمل بما يضمن نجاح الحملة وتحقيق أهدافها الإنسانية والتنموية، وفق ما أعلنت عنه محافظة إدلب عبر معرفاتها الرسمية.
أعرب أهالي مدينة إدلب عن سعادتهم بإطلاق حملة "الوفاء لإدلب"، معربين عن أمنياتهم بأن تحقق نجاحاً واسعاً يسهم في تحقيق أهدافها، وأكدوا أن هذه المبادرة تصب في مصلحة الأهالي وتلبي احتياجاتهم الأساسية، مشيرين إلى استعدادهم للمشاركة بكل الإمكانيات المتاحة لديهم.
يحمل اسم حملة "الوفاء لإدلب" رمزية كبيرة، إذ يعكس الإخلاص للمدينة وسكانها والوفاء لتضحياتهم خلال سنوات الثورة السورية. فقد شهدت إدلب معاناة كبيرة جراء الحرب والقصف الممنهج، وأُجبرت آلاف العائلات على النزوح والعيش في المخيمات، كما قدمت العديد من الشهداء دفاعاً عن حرية سوريا ومناصرة للثورة.
ويأتي اسم الحملة ليؤكد الوفاء لهذه التضحيات والالتزام بإعادة الحياة الكريمة للأهالي ودعمهم في جميع المجالات، وكان الناشطون، خاصة من قاموا بجولات في الريف المتضرر من الحرب وشاهدوا الدمار والمشاكل الخدمية التي يعاني منها الأهالي، قد دعوا إلى إطلاق حملات تبرعات لحل المشاكل التي تعيق عودة النازحين.
وتهدف هذه المبادرة إلى تجميع الموارد واستخدامها لتحسين الخدمات ومواجهة المشكلات في الريف، لا سيما المناطق المتضررة جراء الحرب. ويأتي ذلك أسوة بالحملات السابقة مثل حملة "أبشري يا حوران" ومؤتمر "أربعاء حمص التنموي"، وغيرها من المبادرات الخيرية التي تهدف إلى النهوض بالمجتمع السوري والارتقاء بمستوى الخدمات والحياة اليومية للأهالي.