دور القوة الإعلامية الناعمة .. خبير يُحلل رسائل "الشرع" في فيديو "كرة السلة" 
دور القوة الإعلامية الناعمة .. خبير يُحلل رسائل "الشرع" في فيديو "كرة السلة" 
● أخبار سورية ٦ مايو ٢٠٢٥

دور القوة الإعلامية الناعمة .. خبير يُحلل رسائل "الشرع" في فيديو "كرة السلة" 

أكد الخبير في المهارات الإعلامية والقيادة والبروتوكول، الدكتور محمد عصام محو، في معرض تحليله لرسائل "الشرع" من فيديو تداول اليوم وهو يلعب "كرة السلة"، بأن وسائل التواصل الاجتماعي قد أتاحت للمسؤولين السياسيين فرصة جديدة لنقل رسائل مباشرة إلى الجمهور، بعيدًا عن الخطاب السياسي التقليدي. 


وذكر الدكتور محو أن ذلك يمكن عبر نشر صور أو فيديوهات لزعماء العالم أثناء ممارستهم لحياتهم اليومية، مثل لعب كرة السلة أو طهي الطعام، تظهر رسائل سياسية واضحة؛ فهذه الظهورات لا تكون مجرد لقطات عفوية، بل هي محملة برسائل استراتيجية، تتضمن عدة جوانب.

ومن هذه الجوانب وفق الخبير السوري، سعي السياسي للظهور بمظهر إنساني قريب من الناس من خلال الصور لإظهار نفسه كشخص عادي، قريب من حياة المواطنين، بعيدًا عن التصور التقليدي للزعيم البعيد، ومثال على ذلك هو الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، الذي نشر صورًا وهو يلعب كرة السلة أو يتحدث مع أطفاله ليؤكد حضوره الشخصي كأب وزوج قبل أن يكون رئيسًا.

أما الجانب الثاني هو "تأكيد للدفء العائلي والقيم الأخلاقية"، حيث يختار السياسيون نشر صورهم في مناسبات عائلية أو اجتماعية، مثل الإفطار في شهر رمضان، لإبراز تمسكهم بالعادات والقيم الأخلاقية، سواء كانت دينية أو اجتماعية.

والجانب الثالث برأي الخبير هي "رسالة التواضع والود" والتي لاتقتصر على ما سبق، بل تشمل أيضًا إشارات إلى التواضع والانفتاح على العامة، بعيدًا عن الصورة الرسمية الجادة والمغلقة.

وتطرق محو إلى "الحالة السورية"، في سياق تعليقه على فيديو تداولته صفحات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، يظهر فيه الرئيس السوري "أحمد الشرع" رفقة الوزير وهما يلعبان كرة السلة، موضحاً أنه ليس مجرد ظهور الرئيس "أحمد الشرع" وهو يمارس لعبة كرة السلة مجرد لحظة عفوية، بل هو "رسالة سياسية ورمزية دقيقة ومدروسة".

ورأى الخبير أن الفيديو يحمل "رسالة التحدي والثقة بالنفس"، حيث أن كرة السلة، وهي رياضة تتطلب تركيزًا عاليًا ولياقة بدنية، تمثل رمزًا واضحًا للثقة بالنفس. إذ أن ممارستها تعكس رسالة مفادها: "أنا لست قلقًا، أستطيع ممارسة حياتي الطبيعية رغم كل الضغوط والهجمات"، وفي هذه صورة قائد يتسم بالثقة، يواجه التحديات بشجاعة، ولا يظهر عليه الخوف أو التوتر، حتى بعد استهداف مواقع حساسة في البلاد.

أيضاً وجد فيها صورة لـ "بناء صورة الزعيم العصري"، فكرة السلة، بما تحمله من طابع شبابي وحديث، تُستخدم كأداة لبناء صورة قائد قريب من جيل الشباب، قائد رياضي وغير رسمي، عكس الصور التقليدية التي تظهر القادة في مكاتبهم أو بزاتهم الرسمية.

كذلك "صناعة رمزية جديدة للقيادة" إذ يسعى الرئيس الشرع  لتقديم صورة قائد مدني شاب، بعيد عن الأنماط التقليدية التي نعرفها. هذه الصورة قد تشبه نماذج غربية، مثل الرئيس الكندي جاستن ترودو أو الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، أو ربما تكون محاولة لتقديم شكل جديد للقيادة لم يُعرف بعد في تاريخ سوريا.

وتحمل أيضاً "رسالة الاستقرار والسيطرة"، حيث تبرز الرسالة الأكثر أهمية "الاستقرار والسيطرة"، عندما يظهر الرئيس في نشاط يومي بعد أحداث أمنية هامة، مثل ممارسة الرياضة أو التنزه، فإنه يبعث برسالة مفادها: "نحن بخير، الأمور تحت السيطرة"، ورأى أنها رسالة تطمئن الشعب السوري بأن الدولة قوية ومستقرة رغم التحديات، وهي أيضًا رسالة سياسية للخصوم مفادها أن النظام ما يزال متماسكًا.

وخلص الخبير في المهارات الإعلامية والقيادة والبروتوكول، إلى أن ظهور الرئيس وهو يلعب كرة السلة يحمل رسائل سياسية ناعمة وذكية، تُعزز فكرة الاستقرار، التحدي، والعصرنة، وتستهدف الجمهور المحلي والدولي على حد سواء. في مرحلة انتقالية دقيقة، يُظهر هذا الظهور القائد المتماسك الذي لا يخاف ولا يهرب، بل يواصل حياته كأن شيئًا لم يكن.

وأشار إلى أن هذه الرسائل المعنوية تهدف إلى رفع الروح المعنوية للشعب السوري، وفي الوقت نفسه، تبعث رسالة واضحة للخصوم مفادها أن "الدولة ما تزال متماسكة، والقائد هو رمز الاستقرار".
 
وكان تفاعل المتابعون مع فيديو تداولته صفحات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع كانت البداية نشره على حساب وزير الخارجية السوري "أسعد الشيباني" على إنستغرام، يظهر فيه الرئيس السوري "أحمد الشرع" رفقة الوزير وهما يلعبان كرة السلة، واللافت في ذلك المقطع أن كليهما كانا يلعبان باحترافية عالية، إلى درجة أنهما لم يخطئا في أي تسديدة، وفي كل مرة كانا يحرزان هدفًا، رأي متابعون أن الفيديو يحمل رسائل داخلية وخارجية ولو برميزتها.

وفي تقرير سابق لشبكة "شام"، سألنا الذكاء الصناعي "Chat GPT"عن رمزية نشر فيديو لرئيس دولة وهو يسدد ضربات موفقة في كرة السلة وماهية الرسائل الدولية الموجهة التي يمكن أن يحملها إلى الخصوم أو الدول المنافسة، فكان الجواب أن بعض الرسائل التي قد يكون المقصود إرسالها تشمل مايلي:

1- إظهار القوة والقدرة على التكيف: فبرأيه يمكن أن يُفهم الفيديو على أنه رسالة موجهة إلى الخصوم تُظهر أن الرئيس يتمتع بالقوة البدنية والذهنية، مما يرمز إلى قدرة القيادة على مواجهة التحديات وتحقيق الأهداف بنجاح. وهذا قد يرسل إشارة إلى قوة الدولة وإرادتها، خاصة في سياق مواجهة التوترات الدولية.

2- التحايل على صورة الضعف أو التراجع: إذا كانت الدولة تواجه تحديات اقتصادية أو سياسية، قد يُستخدم الفيديو كإشارة إلى أن الرئيس يتمتع بالقوة والحيوية، وبالتالي لا يظهر أبدًا ضعيفًا أو متراجعًا أمام التحديات، مما يعزز صورتها في الساحة الدولية.

3- رسالة عن الوحدة والتنسيق الداخلي: في حال كانت هناك قوى معارضة داخلية أو خصوم خارجيين يحاولون زعزعة الاستقرار، قد يُستخدم الفيديو للتأكيد على أن القيادة الوطنية متحدة ومتحركة في تناغم، مما يعكس استقرار الحكومة وقدرتها على الحفاظ على النظام الداخلي. هذه الرسالة يمكن أن تكون موجهة إلى الخصوم الذين قد يسعون للاستفادة من الضعف الداخلي.

4- إشارة إلى التفوق الرياضي والعقل الاستراتيجي: إذا كان الفيديو يُظهر مهارة عالية في الرياضة، يمكن أن يُستخدم كإشارة إلى أن القيادة قادرة على اتخاذ قرارات استراتيجية دقيقة، تمامًا كما هو الحال في كرة السلة حيث يتطلب النجاح تنسيقًا بين الحركات الدقيقة والتوقيت المناسب. هذه الرسالة قد تكون موجهة إلى الخصوم لتأكيد أن القيادة تتسم بالذكاء الاستراتيجي في جميع المجالات، بما في ذلك السياسية والدبلوماسية.

5- رسالة عن التماسك الوطني: إذا كان الفيديو يُظهر الرئيس في سياق رياضي محلي، قد يُعتبر ذلك رسالة إلى الخصوم الإقليميين أو الدول المنافسة، مفادها أن الشعب بأسره، بما في ذلك القيادة، متحد في مواجهة التحديات المحلية والدولية. هذه الرسالة تهدف إلى إبراز استقرار الدولة في مواجهة الضغوط الخارجية.

وأكدت الذكاء الصناعي أن الفيديو يمكن أن يكون وسيلة لتوجيه رسائل رمزية إلى الخصوم، تُظهر أن الرئيس ودولته في حالة من القوة والتماسك، ومستعدون للتعامل مع التحديات على المستوى الداخلي والدولي.

وتمر سوريا في مرحلة ومخاص عسير، يتطلب تكاتفاً كبيراً على المستويات الرسمية والداخلية لعموم فئات الشعب والقوى والأطراف والطوائف، لتستطيع النهوض بالبلد الذي عانى ويلات الحرب لسنوات طويلة، وانتهت مأساته بسقوط الطاغية الذي أعاد سوريا لعشرات السنين للوراء، فالبناء يحتاج اليوم للقوة سواء داخلياً أو في العلاقات الدولية التي تسعى الحكومة لتعزيزها، وسط تحديات كبيرة وخطوب وأفخاخ تحاك في الغرف المظلمة للنيل من سوريا ووحدتها وقدرتها على النهوض.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ