زيارة الوفد الروسي إلى دمشق: مرحلة جديدة في العلاقات بما يضمن السيادة والمصلحة الوطنية
زيارة الوفد الروسي إلى دمشق: مرحلة جديدة في العلاقات بما يضمن السيادة والمصلحة الوطنية
● أخبار سورية ٩ سبتمبر ٢٠٢٥

زيارة الوفد الروسي إلى دمشق: مرحلة جديدة في العلاقات بما يضمن السيادة والمصلحة الوطنية

شهدت العاصمة دمشق اليوم الثلاثاء، زيارة لوفد روسي رفيع يجري محادثات موسعة مع القيادة السورية، تتناول ملفات السياسة والاقتصاد وإعادة الإعمار، في وقت تمر فيه البلاد بمرحلة مفصلية تسعى من خلالها لطي صفحة الماضي وفتح آفاق جديدة للعلاقات الدولية.

خلال المباحثات، أكدت الدولة السورية أن أي تعاون مع روسيا في المرحلة المقبلة سيكون خاضعاً لمراجعة شاملة لجميع الاتفاقيات السابقة، خاصة تلك التي لم تخدم المصلحة الوطنية أو اتسمت بالغموض، وأن أساس أي شراكة مستقبلية هو الانسجام مع أولويات الشعب السوري ومصالحه العليا.

ووفق مصادر مقربة من دائرة القرار في دمشق، فإن رؤيتهم تتمحور في أن العلاقة السورية – الروسية تنطلق من قواعد واضحة، قوامها الاحترام المتبادل، والشفافية، والاعتراف الكامل بسيادة سوريا ووحدة أراضيها.

وأوضحت المصادر أن الدور الدولي لسوريا لم يعد محكوماً بالاصطفافات التقليدية أو التحالفات الضيقة، بل يتجه نحو سياسة انفتاح متوازن مع الشرق والغرب، بما يعزز السيادة ويحفظ الكرامة الوطنية.

وتبقى الأولوية الوطنية متركزة على إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي، حيث تسعى دمشق إلى بناء شراكات دولية — وفي مقدمتها مع روسيا — على أساس حجم مساهمتها في إعادة بناء البنية التحتية، وتخفيف الأعباء الاقتصادية، وتوفير فرص عمل وتنمية حقيقية للسوريين.

وكان أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن دمشق وموسكو قادرتان اليوم على بناء علاقة تقوم على السيادة والعدالة والمصلحة المشتركة، مشيراً إلى أن المرحلة الجديدة تتطلب شراكات صادقة تعزز الاستقرار وتدعم مسار إعادة الإعمار.

وقال الشيباني، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نائب رئيس الوزراء الروسي ألكساندر نوفاك في دمشق، إن العلاقات بين البلدين "عميقة ومرّت بمحطات تعاون وصداقة، لكنها افتقرت إلى التوازن في بعض المراحل". وأوضح أن أي وجود أجنبي على الأراضي السورية يجب أن يكون هدفه الوحيد مساعدة الشعب السوري في بناء مستقبله.

ورحّب الوزير السوري بتوسيع التعاون مع روسيا في مجالات الطاقة والزراعة والصحة وإعادة الإعمار، شريطة أن يكون ذلك "على أسس عادلة وشفافة"، مضيفاً: "كلما استقرت سوريا، انفتحت أمام الجميع فرص التعاون، أما الضعف فيفتح الباب أمام الفوضى والإرهاب".

وتطرق الشيباني إلى الاعتداءات الإسرائيلية، واصفاً إياها بأنها "تهديد مباشر لاستقرار المنطقة". كما أشار إلى ملف الأسلحة الكيميائية الذي تركه *النظام المخلوع*، مؤكداً أن سوريا الجديدة طوت صفحة الإنكار والمراوغة، وبدأت تعاوناً صريحاً مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لاستعادة صورتها دولياً.

من جانبه، أكد نوفاك أن زيارته إلى دمشق تأتي لمناقشة اتجاهات التعاون الثنائي في ملفات الاقتصاد والدفاع والسياسة، مشدداً على أن "المرحلة التاريخية الجديدة ستقوم على الاحترام المتبادل بين الشعبين"، معبّراً عن تطلع بلاده إلى تعزيز هذه الشراكة لما فيه خير سوريا وروسيا معاً.

وأشار نائب رئيس الوزراء الروسي إلى أن موسكو تولي اهتماماً خاصاً بالزيارة المرتقبة للرئيس السوري أحمد الشرع إلى العاصمة الروسية للمشاركة في القمة العربية – الروسية، مؤكداً دعم بلاده الثابت لسيادة سوريا ووحدة أراضيها.

وكان نوفاك قد وصل إلى دمشق ظهر الثلاثاء على رأس وفد رسمي ضم وزير البناء والإسكان والخدمات العامة إيرك فايزولين، ونائب وزير الدفاع يونس بيك يفكوروف، ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين، حيث يجري الوفد سلسلة مباحثات مع مسؤولين سوريين في ملفات الأمن والاقتصاد والدفاع.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ