شهادة من حيالين: شاب يروي حادثة مقتل أسرته أمام عينيه خلال اقتحام لقوات الأسد
بالرغم من سقوط النظام البائد وتلاشي رموزه، ما تزال معاناة آلاف العائلات السورية قائمة، ولا سيما المتضررون من جرائمه. فالذكريات المؤلمة لا تزال حاضرة بقوة في أذهانهم، ويصرّون على نقلها واستذكارها عبر منصّات التواصل الاجتماعي، لكشف حجم الانتهاكات التي ارتكبها الأسد خلال فترة حكمه، والدعوة إلى محاسبته.
في هذا السياق، تبرز قصة شاب من قرية حيالين الواقعة في سهل الغاب، ظهر في مقطع مصوّر وهو يقف أمام قبور أفراد من عائلته الذين قضوا خلال اقتحام قوات النظام السابق للقرية. وقد استعاد الشاب تفاصيل ما جرى لعائلته، في محاولة لتوثيق ما حدث وإبقاء هذه الوقائع حيّة في الذاكرة العامة.
وقال الشاب وهو يشير إلى مقبرة جماعية إنها تضم والدته وشقيقتيه وابنة أحد الجيران، موضحاً أنهنّ قضَينَ على يد قوات الأسد المخلوع خلال اقتحام القرية، وقد دُفِنَّ فيها بعد مقتلِهنّ. وذكر أن الحادثة وقعت في اليوم السابع من شهر حزيران/يونيو عام 2014، حين دخلت قوات النظام المخلوع المنزل بحجة التفتيش.
وتابع أنّ العناصر دخلوا منزل الجيران وطلبوا المال والذهب، ثم أطلقوا النار داخل البيت، فارتبكت ابنة الجيران الراحلة شمسة محمد الفارس، وهربت باتجاه منزل عائلته. فاعتقد العساكر أنّ ما يبحثون عنه بحوزتها، فلحقوا بها.
وأردف راوي الحادثة أنّ والدته، الراحلة عبيد السبعاوي، التقت بالعناصر وسمحت لهم بالتفتيش بعد طلبهم ذلك. وخلال التفتيش عثروا على حقيبة تحتوي على نقود وذهب، وحين حاولوا أخذها اعترضت، فأطلقوا النار عليها وقتلوها.
ثم قتلوا شقيقته هبة التي حاولت الدفاع عن والدتها، قبل أن يقتلوا أخته الأخرى بتول وشمسة ابنة الجيران. وأوضح الشاب أنّه كان في السابعة من عمره آنذاك وشاهد ما جرى بعينيه.
وتُشكّل هذه الحادثة واحدة من سلسلة طويلة من القصص التي رافقت اقتحامات قوات الأسد للقرى والمدن والبلدات، حيث كانت عمليات التفتيش تترافق في كثير من الأحيان مع الانتهاكات، من نهبٍ للممتلكات وترويعٍ للمدنيين واعتداءاتٍ أوقعت ضحايا أبرياء. ويؤكد المتضررون وذوو الضحايا على تمسّكهم بحقّهم في كشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم، وعدم تركها طيّ النسيان.