صعوبات تأمين الحليب الصناعي تدفع للأمهات إلى بدائل شعبية
صعوبات تأمين الحليب الصناعي تدفع للأمهات إلى بدائل شعبية
● أخبار سورية ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٥

صعوبات تأمين الحليب الصناعي تدفع للأمهات إلى بدائل شعبية

تواجه العديد من العائلات في سوريا صعوبات مادية تحول دون قدرتها على شراء حليب الأطفال الصناعي لأبنائها، خصوصاً عندما لا يكون حليب الأم كافياً لتغذية الطفل. هذا الواقع يدفع بعض الأمهات إلى البحث عن بدائل أخرى غالباً ما تكون غير آمنة، وقد تضر بصحة الطفل، ولا سيما إذا كان عمره أقل من عام.

وتتمثّل تلك الصعوبات في عدم امتلاك العائلات المال الكافي، وقلّة الموارد المالية مقارنة بمتطلبات الأسرة الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الأسعار الذي يطال مختلف المواد — بما فيها علب الحليب — الأمر الذي يضع الآباء أمام حيرة قاسية بين تأمين الغذاء الأساسي لطفلهم والتنازل عن احتياجات أخرى.

وفي ظلّ هذه الظروف، تضطرّ الأسر إلى استدانة المال من الآخرين لتأمين الغذاء للأطفال، أو بيع شيءٍ من مقتنياتهم إن وُجد، والاستغناء عن بعض الاحتياجات الأخرى، أو البحث عن أرخص نوع متوافر في الصيدليات وشرائه.


تقول مروة حاج سليمان، أم لثلاثة أطفال وتقطن في أحد مخيمات مشهد روحين: "زوجي مدرس وراتبه 150 دولاراً، ولا تكفينا تكاليف الطعام والشراب. عندما أخبرني الطبيب أن ابني بحاجة إلى حليب صناعي، اضطررنا لاستدانة المال من الآخرين لشرائه، وغالباً نختار أرخص نوع متاح".

في المقابل، عندما تعجز الأمهات عن اللجوء إلى تلك الخيارات، يلجأن إلى بدائل أخرى، مثل إعطاء الطفل حليب الأبقار أو الأغنام، أو خلط الماء مع النشاء، أو الشاي، أو إطعامه الخبز المنقوع بالشاي، أو استخدام مغلي اليانسون، وغيرها من البدائل التي تكون أرخص بكثير من علب الحليب الصناعي.

إلا أن هذه البدائل قد تسبب مشاكل صحية، لا سيما للأطفال دون عمر السنة. وتشير التقارير الطبية إلى أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 شهراً يجب أن يتلقوا إما حليب الأم أو الحليب الصناعي المخصص لهم، وليس حليب الأبقار، لأنه يحتوي على بروتينات يصعب على الطفل هضمها، ويفتقر إلى الفيتامينات والمعادن الأساسية مثل الحديد الضروري لنمو الطفل.

وتشير سهام الصالح، التي عملت في مجال التوعية الصحية المجتمعية لمدة ثلاث سنوات مع المنظمات الإنسانية في مخيمات شمال غربي سوريا، إلى أن النشاء المطبوخ بالماء لا يحتوي على البروتينات الضرورية أو الدهون أو الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الرضيع، كما أن الإفراط فيه قد يسبب سوء تغذية. 

وتضيف الصالح خلال حديثها معنا، أن اليانسون يُستخدم شعبياً من قبل العديد من الأمهات لتهدئة الطفل، لكنه لا يوفر أي قيمة غذائية. أما الشاي، فلا يوفّر تغذية للرضيع، ويحتوي على مادة الكافيين التي قد تؤثر على جهازه العصبي، كما يساهم في تقليل امتصاص الحديد، ما يزيد خطر الإصابة بفقر الدم.

تمنع الصعوبات المادية بعض الأسر من تأمين الحليب الصناعي لأطفالها، ما يؤدي إلى اللجوء إلى بدائل شعبية لا توفر العناصر الغذائية الأساسية لنمو الرضع، وقد ترتبط بمشكلات صحية للأطفال دون عمر السنة، بما في ذلك نقص البروتينات والفيتامينات والمعادن الضرورية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ