عماد جماعي في كنيسة مار إلياس بدمشق.. رسالة حياة بعد مأساة حزيران
عماد جماعي في كنيسة مار إلياس بدمشق.. رسالة حياة بعد مأساة حزيران
● أخبار سورية ١٠ سبتمبر ٢٠٢٥

عماد جماعي في كنيسة مار إلياس بدمشق.. رسالة حياة بعد مأساة حزيران

داخل أروقة كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، ارتفعت أصوات التراتيل واختلطت بزغاريد الأمهات وصلوات الآباء في مشهدٍ بدا أنه إعلان عن عودة الحياة إلى مكان شهد واحدًا من أكثر الهجمات دموية قبل أشهر قليلة. 

في هذا اليوم، عمدت الكنيسة 22 طفلًا دفعة واحدة، في طقسٍ وصفه الأهالي بأنه «ولادة جديدة» بعد التفجير الذي استهدف الكنيسة في 23 حزيران وأسفر عن مقتل 25 شخصًا وإصابة أكثر من 60 آخرين.

المشهد في الكنيسة، كما وصفه الأب بطرس بشارة في تسجيل مصور على فيسبوك، جمع بين الألم والأمل: "الشمس تخترق النوافذ الملونة وتلقي ظلالها على أطفال يرتدون الأبيض، كأن الزمن توقف ليحمل المعنى المزدوج للحزن والاحتفال". ويضيف: "اختيار 22 طفلًا للعماد لم يكن رقمًا عابرًا، بل رمزًا لـ22 شهيدًا ارتقوا في التفجير الإرهابي".

التفجير الذي استهدف الكنيسة نفذه مسلحون مرتبطون بتنظيم "داعش" بينهم انتحاري، وأدى إلى أضرار واسعة داخل المبنى، ورغم ذلك، أقيم قداس الأحد الأول بعد ستة أيام فقط بحضور مئات الأهالي في مشهد اعتُبر تحديًا للخوف وإصرارًا على مواصلة الحياة، ومنذ ذلك الحين بدأت أعمال الترميم، حيث تلقت «بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس» تبرعات من الداخل والخارج لتغطية تكاليف الإصلاح.

في نهاية الاحتفال خرج الأهالي وأطفالهم وقد ارتسمت على وجوههم ملامح الفرح الممزوجة بالدموع، فيما بقيت صورة الأطفال الـ22 وهم يعبرون إلى مياه المعمودية رمزًا للإيمان والصمود في وجه المأساة. هكذا تحولت كنيسة مار إلياس، بعد أقل من ثلاثة أشهر على التفجير، إلى مساحة تحمل معنيين متوازيين: ذكرى الشهداء من جهة، وفرح الولادة الجديدة من جهة أخرى.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ