عندان تنهض من جديد: حملة تشجير شعبية تعيد الحياة إلى مداخل المدينة
عندان تنهض من جديد: حملة تشجير شعبية تعيد الحياة إلى مداخل المدينة
● أخبار سورية ٢٤ مايو ٢٠٢٥

عندان تنهض من جديد: حملة تشجير شعبية تعيد الحياة إلى مداخل المدينة

أعلن مركز عندان الإعلامي عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك عن استمرار العمل في حملة تشجير المدينة، ونشر مقطع فيديو يظهر الغرسات التي تمت زراعتها على جانب الطريق عند مدخل المدينة في ريف حلب، مرفقاً بتعليق قال فيه: "تشجير مدخل عندان، مسافة 500 متر أصبحت مشجرة على مدخل المدينة وما يزال العمل مستمراً".

كما نشر المركز مشاهد توثّق تعاون الأهالي خلال عملية التشجير، حيث أظهر الفيديو أحد المواطنين المشاركين وهو يوضح أن الحملة تهدف إلى زراعة 300 غرسة على امتداد 600 متر، لتعويض الضرر الذي سببه النظام البائد باقتلاع الأشجار خلال سنوات احتلاله.

ووفقاً لتصريح أحد أعضاء المجلس المحلي لتلفزيون سوريا، فإن هذه المبادرة هي جهد اجتماعي محلي بحت، قام به أهالي المدينة الذين بادروا بزراعة الأشجار وتشجير الطرقات بهدف تحسين المشهد الجمالي العام. كما شملت الجهود تركيب إنارة على الطرقات وتأهيل بعض المباني الحكومية، وتأتي هذه الخطوات في سياق الاستعداد لعودة النازحين الذين ما زالوا يعيشون في المخيمات.

كما تحدث أحد المشاركين في الحملة عن مراحل العمل، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى كانت إضاءة المدخل، تليها زراعة الأشجار لتعويض نقص المساحات الخضراء، حيث كان مدخل المدينة في السابق غنياً بالأشجار التي اقتلعتها قوات الأسد المجرم.

ويُذكر أن العديد من الأهالي العائدين إلى قراهم ومدنهم بعد التهجير، عبّروا عن صدمتهم من الدمار الذي لحق بالبيئة الطبيعية، خاصة بعد أن اكتشفوا أن قوات الأسد قد قامت بقطع معظم الأشجار كانتقام من أبنائها المعارضين، ما أفقد مناطقهم طابعها الطبيعي وأفقدهم قدرتهم على جني مواسمها كما كان يحصل قبل رحلة النزوح الطويلة.

في ظل الدمار الكبير الذي خلفه احتلال نظام الأسد للعديد من المدن والقرى السورية، انطلقت حملات ومبادرات تطوعية متعددة بجهود الأهالي والمنظمات المدنية، في محاولة لإعادة الحياة إلى تلك المناطق المنكوبة. هذه المبادرات شملت مشاريع خدمية وتنموية تهدف إلى تحسين واقع البنية التحتية، وتوفير الخدمات الأساسية، وإعادة الأمل إلى السكان. من بين هذه المبادرات تبرز "مبادرة الوفاء لحلب" التي سعت لإعادة تأهيل المرافق العامة وتحسين البيئة التعليمية، و"صندوق المعرة الخدمي" الذي أُنشئ لدعم مشاريع النظافة والصرف الصحي وتأهيل الشوارع في معرة النعمان، إضافة إلى حملة "حمص بلدنا" التي شكّلت نموذجاً حيّاً في إعادة إعمار ما دمرته الحرب عبر جهود تطوعية وشراكات محلية. هذه المبادرات وغيرها تؤكد إصرار الأهالي على العودة إلى مسقط رأسهم، وتحدي الظروف الصعبة التي خلفتها سنوات القصف والتهجير، معبرين بذلك عن تمسكهم بأرضهم وحقهم في حياة كريمة رغم كل ما واجهوه من معاناة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ