في الذكرى العاشرة للتدخل .. "الشبكة السورية" تُطالب روسيا باعتذارٍ رسمي ودفع تعويضاتٍ وتسليم بشار الأسد
في الذكرى العاشرة للتدخل .. "الشبكة السورية" تُطالب روسيا باعتذارٍ رسمي ودفع تعويضاتٍ وتسليم بشار الأسد
● أخبار سورية ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٥

في الذكرى العاشرة للتدخل .. "الشبكة السورية" تُطالب روسيا باعتذارٍ رسمي ودفع تعويضاتٍ وتسليم بشار الأسد

روسيا قتلت 6993 مدنياً بينهم 2061 طفلاً و984 سيدة ولا بدَّ من المحاسبة

أصدرت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم تقريراً بمناسبة الذكرى العاشرة للتدخل العسكري الروسي في سوريا، طالبت فيه روسيا بتقديم اعتذارٍ رسمي، ودفع تعويضاتٍ للضحايا، وتسليم بشار الأسد الذي فرَّ إلى روسيا بعد سقوط نظامه في كانون الأول/ديسمبر 2024. وقد وثَّقت الشَّبكة مقتل 6993 مدنياً، بينهم 2061 طفلاً و984 سيدة.

وأشار التقرير إلى أنَّ الذكرى العاشرة للتدخل الروسي تحلّ بعد سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، وهو ما أوقف الهجمات الروسية دون أن ينهي آثارها المدمرة من انتهاكات، وتشريد، ودمار واسع.


وأوضح التقرير أنه على مدى تسعة أعوام، وثَّقت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان تلك الانتهاكات في تقارير سنوية، مؤكدةً أنَّ التدخل الروسي منذ أيلول/سبتمبر 2015 شكَّل نقطة تحول خطيرة في النزاع، إذ انحاز كلياً للنظام ضد مطالب الحرية والعدالة، ودعمه سياسياً وعسكرياً، وارتكب انتهاكات جسيمة شملت القصف والتهجير القسري والتدمير واستخدام الذخائر العنقودية ضد المدنيين.

وذكر التقرير أنَّ روسيا قدَّمت دعماً شاملاً لنظام الأسد سياسياً وعسكرياً واقتصادياً؛ فعرقلت المساءلة الدولية باستخدام حق النقض 18 مرة، منها 14 بعد تدخلها العسكري، وصوَّتت ضد الشعب السوري في 21 دورة لمجلس حقوق الإنسان ضد أي إدانة للنظام، مجنِّدةً دولاً حليفة لحمايته.


 كما أسهم تدخلها العسكري في استعادة النظام السيطرة على مناطق استراتيجية مثل حلب والغوطة ودرعا وإدلب، مغيراً خريطة النزاع، ودعمت موسكو النظام لوجستياً وتقنياً، وغطَّت انتهاكاته بما فيها استخدام الأسلحة الكيميائية، مستخدمةً أذرعها الإعلامية ودبلوماسيتها في مسارات جنيف وأستانا وسوتشي لتثبيت بقاء النظام على حساب تطلعات السوريين.

وقال فضل عبد الغني، مدير الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان:"بعد عشر سنوات على إعلان التدخّل العسكري الروسي في سوريا، وما خلّفه من مقتل نحو سبعة آلاف مدني، 44 % منهم نساء وأطفال، واستخدام لأسلحة محرّمة دولياً واستهداف ممنهج للمرافق الطبية والتعليمية، لا يمكننا أن نطوي صفحة الجرائم أو نتجاهل استمرار روسيا في إيواء المجرم بشار الأسد".

وأضاف "لقد أقامت موسكو، سياسياً ودبلوماسياً، سياجاً حال دون المساءلة عبر تعطيل قرارات مجلس الأمن، فيما يؤكد توثيقنا الحقوقي أنّ هذه الانتهاكات ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وعليه، فإنَّ أي حديث عن علاقات جديدة مع روسيا يجب أن يُسبَق باعتراف رسمي بالمسؤولية واعتذار واضح، وتسليم بشار الأسد إلى العدالة، وإطلاق برنامج تعويض وجبر ضرر للضحايا، مع ضمانات عدم التكرار ودعم إعادة الإعمار وفق مقاربة للعدالة الانتقالية تضع حقوق الضحايا في المركز."

حصيلة الانتهاكات الروسية الموثَّقة (30 أيلول/سبتمبر 2015 – 8 كانون الأول/ديسمبر 2024)
وذكر التقرير حصيلة أبرز الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الروسية منذ تدخلها العسكري في سوريا في 30 أيلول/سبتمبر 2015 حتى سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024؛ إذ وثَّقت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 6993 مدنياً، بينهم 2061 طفلاً و984 سيدة (أنثى بالغة). 


وأكد التقرير أنَّ النسبة المرتفعة للأطفال والنساء ضمن الضحايا تُشير إلى أنَّ الهجمات الروسية طالت على نحوٍ واسع مناطق مأهولة بالسكان، بما يثير مؤشراتٍ قوية على احتمال تعمُّد استهداف المدنيين أو إيقاع أضرار غير متناسبة على نحوٍ يخالف قواعد القانون الدولي الإنساني. ووفقاً لقاعدة بيانات الشَّبكة، سجَّلت محافظة حلب الحصيلة الأعلى من الضحايا المدنيين بحسب التوزع على المحافظات، تلتها إدلب ثم دير الزور.
كما وثَّقت الشَّبكة ما لا يقل عن 363 مجزرة ارتكبتها القوات الروسية خلال الفترة ذاتها، وهو ما يدل على اعتمادٍ واسع النطاق على الهجمات العشوائية أو غير المتناسبة، ويؤكد أنَّ التدخل الروسي كان عاملاً أساسياً في تصعيد معاناة المدنيين وارتكاب انتهاكات ترقى إلى جرائم حرب.
ووثَّقت الشَّبكة أيضاً مقتل ما لا يقل عن 70 من أفراد الطواقم الطبية، بينهم 12 سيدة (أنثى بالغة)، إضافة إلى مقتل ما لا يقل عن 24 من أفراد الطواقم الإعلامية على يد القوات الروسية خلال الفترة ذاتها.
وسجَّلت الشَّبكة ما لا يقل عن 1262 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية، بينها 224 مدرسة، و217 منشأة طبية، و61 سوقاً، على يد القوات الروسية منذ تدخلها وحتى سقوط نظام بشار الأسد. وقد جاءت محافظة إدلب في صدارة المحافظات من حيث عدد حوادث الاعتداء، تلتها حلب ثم حماة، بما يعكس نمطاً ممنهجاً في استهداف المرافق المدنية.

ومنذ أواخر أيلول/سبتمبر 2015 عملت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان على توثيق انتهاكات روسيا عبر قاعدة بيانات شاملة ترصد الهجمات ونتائجها من ضحايا ودمار، بما في ذلك المجازر واستهداف المرافق الحيوية واستخدام الذخائر العنقودية، ومن أبرزها مجزرة إدلب وتدمير محطة كهرباء في تشرين الأول/أكتوبر 2024.


 كما رصدت الشَّبكة الدور السياسي لروسيا في تعطيل قرارات مجلس الأمن، والتصويت ضد إدانة نظام الأسد، والتلاعب بآليات المساعدات، إضافة إلى حملات التضليل الإعلامي. ورغم ما تعرَّضت له من هجمات وتشويهٍ منظَّمَين، واصلت الشَّبكة إصدار تقارير دقيقة أسهمت في توثيق انتهاكات ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

التوصيات الموجَّهة إلى الجهات الفاعلة محلياً ودولياً
أوصت الشبكة السورية بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الروسية: يتعيَّن على المجتمع الدولي والجهات القضائية الوطنية المختصَّة، بالتعاون مع المؤسسات الحقوقية السورية، متابعة التحقيقات في الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الروسية، بما يشمل القادة العسكريين والسياسيين، لضمان مساءلة كل من تورَّط في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.

وشددت على ضرورة تعزيز الشفافية وحفظ الأدلة: ضرورة الاستمرار في جمع الأدلة والشهادات من مناطق النزاع السابقة وحفظها وفق معايير قانونية راسخة، بما في ذلك توثيق سلسلة الحيازة وتدقيق المصادر، تمهيداً لتقديمها أمام الجهات القضائية الدولية أو الوطنية المختصة.

وأكدت على أهمية دعم حقوق الضحايا وتعويضهم: إنشاء برامج تعويض عادلة وشاملة للضحايا المدنيين، تجمع بين التعويضين المادي والمعنوي، وتتضمَّن إعادة بناء المرافق الحيوية والخدمات الأساسية، بما يضمن استعادة الحقوق الأساسية للسكان المتضررين.

كذلك حماية المدنيين والمنشآت الحيوية مستقبلاً: وضع آليات وطنية ودولية فعّالة لمنع تكرار الهجمات على المدنيين والمرافق الحيوية، وتعزيز القواعد والإجراءات التي تكفل حماية السكان المدنيين في سوريا من أي تدخل عسكري خارجي أو داخلي.

ودعم المسارات السياسية والعدالة الانتقالية: تعزيز مسارات العدالة الانتقالية في سوريا، بما يشمل المحاكمات وآليات كشف الحقيقة والمصالحة وجبر الضرر وضمانات عدم التكرار، لمعالجة الانتهاكات السابقة على نحو يحمي حقوق الجميع ويعزِّز سيادة القانون.

ودعت الشَّبكةُ الحكومةَ السورية إلى تنظيم أي علاقات أو تعاون مستقبلي مع روسيا ضمن إطار يلتزم بالمساءلة عن الانتهاكات السابقة، بما يشمل مطالبة روسيا بتحمُّل مسؤولياتها القانونية تجاه المدنيين المتضررين، وإلزامها بالتعويض والمساهمة في إعادة إعمار ما دُمِّر خلال تدخلها العسكري في سوريا، مع ضمان عدم تكرار انتهاكات مماثلة ضد المدنيين أو المرافق الحيوية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ