
في زيارة هي الأولى إلى دولة أوربية .. الرئيس "الشرع" يصل إلى العاصمة الفرنسية باريس
وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى العاصمة الفرنسية باريس اليوم الأربعاء 7 أيار، في زيارة هي الأولى له إلى أوروبا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر، ومن المقرر أن يلتقي الشرع نظيره الفرنسي في الساعة الخامسة مساءً وفقًا لبيان صادر عن الرئاسة الفرنسية، وذلك في إطار سعيه للحصول على دعم دولي لجهوده الرامية إلى تحقيق المزيد من الاستقرار في سوريا.
وأوضح مسؤولون فرنسيون لوكالة رويترز أن اللقاء سيشهد مناقشة سبل ضمان سيادة سوريا وأمنها، بالإضافة إلى التعامل مع "الأقليات بعد الهجمات الأخيرة على العلويين والدروز"، وجهود مكافحة "الإرهاب" ضد مسلحي تنظيم الدولة، وكذلك التنسيق بشأن المساعدات والدعم الاقتصادي، بما في ذلك تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا.
وأضاف مسؤول في الرئاسة الفرنسية أن "من الواضح أنه نظراً للتحديات الكبيرة التي تواجهها سوريا، هناك توقعات لدعم من فرنسا ومن شركاء سوريا الدوليين الرئيسيين"، مشيرًا إلى أن باريس "ليست ساذجة" بشأن صلات الشرع السابقة مع المتشددين، مؤكداً أن هناك مطالب من جانب فرنسا تتعلق بالعملية الانتقالية في سوريا.
وأشار المسؤول إلى أن "هناك دوراً واضحاً يجب أن يلعبه المجتمع الدولي في سوريا لتمكين استقرارها".
في المقابل، تعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لانتقادات حادة من بعض الأطراف اليمينية والمتطرفة في فرنسا بسبب هذه الزيارة. حيث وصفت زعيمة "التجمع الوطني" مارين لوبان هذه الخطوة بأنها "مذهلة ومقلقة"، واصفة الرئيس السوري أحمد الشرع بـ"الجهادي الذي مرّ عبر داعش والقاعدة". من جانبه، رد بارو على تصريحات لوبان قائلاً: "مارين لوبان ليست في موقع يؤهلها للحديث عن سوريا، فهي نفسها من دعمت بشار الأسد، الجزار الدموي للشعب السوري".
وكان قصر الإليزيه قد أعلن يوم الثلاثاء أن زيارة الرئيس الشرع تهدف إلى "دعم عملية الانتقال نحو سوريا حرة، مستقرة، ذات سيادة، وتحترم جميع مكونات المجتمع السوري".
من جانبه، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن بلاده لن تمنح سوريا "شيكاً على بياض"، مشددًا على أن الموقف الفرنسي سيبقى مرتبطًا بسلوك الإدارة السورية الجديدة وليس بتصريحاتها. وقال بارو في مقابلة مع قناة TF1 الفرنسية إن باريس ترغب في أن تركز سوريا على ثلاثة مسارات رئيسية: مكافحة الإفلات من العقاب، الحد من العنف الطائفي، ومواجهة تنظيم الدولة "داعش".
وأضاف بارو أن "انهيار سوريا اليوم سيكون بمثابة فرش السجادة الحمراء أمام تنظيم الدولة"، مشيرًا إلى أن استقرار سوريا لا يمكن تحقيقه دون معالجة الأسباب الجذرية للعنف والانقسامات. كما شدد على أن الدعوة الموجهة للشرع تهدف أيضًا إلى "محاسبة المسؤولين عن المجازر ضد العلويين على الساحل الغربي لسوريا، وكذلك المجازر الأخيرة التي طالت الدروز".
وأكد بارو أن فرنسا ستواصل تقييم تحركات الإدارة السورية بناءً على الأفعال على الأرض وليس البيانات الرسمية، مشيراً إلى أن باريس تتعامل مع الملف السوري من منظور أمني وإنساني في آن واحد.