
مقتل شاب تحت التعذيب بسجون "قسد" يسلط الضوء على تصاعد الانتهاكات شمال شرقي سوريا
قُتل الشاب محمد جاسم الحميدي تحت التعذيب في سجون "قوات سوريا الديمقراطية – قسد"، بعد ساعات قليلة من اعتقاله على أحد حواجزها بريف تل تمر شمالي الحسكة.
وقالت مصادر محلية إن الحميدي، المنحدر من بلدة مركدة جنوبي الحسكة، اعتُقل عند حاجز أبو راسين إثر مشادة كلامية مع عناصر "قسد"، قبل أن تتلقى عائلته بلاغاً بوفاته داخل المعتقل. وأوضحت أن الضحية كان وحيداً لعائلته ويعمل في الزراعة.
وأكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير صدر مطلع آب الجاري، توثيق 36 حالة احتجاز تعسفي نفذتها "قسد" خلال الشهر الماضي، بينهم 5 أطفال، إضافة إلى مقتل 5 مدنيين بينهم طفلان. وأشار التقرير إلى أن محافظة الرقة سجلت النسبة الأعلى من حالات الاحتجاز، تلتها دير الزور ثم الحسكة.
وبيّن التقرير أن حالات الاحتجاز في مراكز "قسد" تجاوزت بكثير أعداد المفرج عنهم، لافتاً إلى أن الاعتقالات غالباً ما تطال مدنيين بسبب انتقادهم لممارسات "قسد". كما وثق التقرير استمرار تنفيذ عمليات دهم جماعية بذريعة ملاحقة خلايا تنظيم الدولة، لكنها شملت مدنيين لم تكن لهم أي صلة بالتنظيم.
وأشار التقرير إلى أن جزءاً من حالات الاعتقال استهدف مدنيين بهدف سوقهم إلى معسكرات التدريب والتجنيد، لا سيما في محافظتي دير الزور وحلب. كما شملت حالات أخرى أشخاصاً عبروا عن مواقف ناقدة لسياسات "قسد" أو طالبوا بخدمات أساسية في مناطق سيطرتها.
وسلط التقرير الضوء على أن هذه الممارسات أدت إلى تصاعد القلق بين السكان المحليين، الذين يعيشون بين ضغوط الاعتقال التعسفي ومخاطر غياب المحاسبة، الأمر الذي يعمق شعورهم بانعدام الأمان ويزيد من هشاشة الأوضاع الإنسانية والاجتماعية في شمال شرقي سوريا.