
وزير الإعلام في جامعة كولومبيا: بناء الدولة يبدأ من استعادة الثقة والإعلام الشفاف
استضاف معهد السياسات العالمية (IGP) في جامعة كولومبيا بولاية نيويورك، ندوة حوارية خاصة جمعت وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى مع مجموعة من طلاب الدراسات العليا في المعهد، ضمن سلسلة اللقاءات الأكاديمية التي ينظمها المعهد لمناقشة التحولات السياسية والاجتماعية في الشرق الأوسط.
أدار الندوة كل من ليزا أندرسون، عميدة كلية الشؤون الدولية والعامة (SIPA) السابقة، وجون فاينر، الزميل المتميز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي والمستشار السابق للأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
إعادة بناء الدولة ومواجهة إرث الحرب
تحدث الوزير المصطفى خلال اللقاء عن التحديات التي تواجه المرحلة الانتقالية في سوريا، مؤكداً أن الحكومة الجديدة تعمل على إعادة بناء مؤسسات الدولة بعد سنوات من التدمير المنهجي الذي خلّفه النظام البائد والحرب الطويلة.
وأوضح أن "المؤسسات التي ورثتها الحكومة تعاني ضعفاً هيكلياً وبيروقراطية متجذّرة"، وهو ما يتطلب عملاً طويل الأمد لإعادة الثقة بين المواطن والدولة وإرساء قواعد الحوكمة الرشيدة.
إعلام جديد قائم على الشفافية والمهنية
وأشار الوزير إلى أن الإعلام السوري يعيش اليوم مرحلة تحول حقيقية، هدفها الانتقال من الخطاب التبريري إلى إعلام مهني وموضوعي يعبّر عن المجتمع بمختلف أطيافه.
وأضاف أن الوزارة تعمل على وضع ميثاق وطني للإعلام يكرّس مبادئ الشفافية والمسؤولية، ويجعل من الصحافة شريكاً أساسياً في عملية الإصلاح وإعادة الإعمار، لا مجرد ناقل للأخبار الرسمية.
انفتاح على العالم وشراكات من أجل الإعمار
وفي محور السياسة الخارجية، شدد المصطفى على أن سوريا تسعى إلى إعادة الاندماج في محيطها الإقليمي والدولي، وتعمل على تعزيز علاقاتها مع الدول الشريكة والمؤسسات الدولية بهدف دعم مشاريع إعادة الإعمار والتنمية المستدامة.
ودعا الوزير المجتمع الدولي إلى تبني مقاربة واقعية قائمة على الشراكة لا الإملاء، مؤكداً أن استقرار سوريا سيكون له أثر إيجابي مباشر على استقرار المنطقة بأسرها.
رسالة أمل من جامعة كولومبيا
وفي ختام الندوة، عبّر جون فاينر عن تفاؤله بمستقبل سوريا، واصفاً اللحظة الراهنة بأنها "فرصة تاريخية لإعادة بناء وطن أنهكته الحرب"، مضيفاً: "التغيير ليس طريقاً مستقيماً نحو النجاح، لكنه يبدأ من الإرادة والرؤية، وسوريا اليوم تمتلك كليهما".
يأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة من الفعاليات الدولية التي تشارك فيها شخصيات سورية رسمية، تعكس اتساع نطاق الحضور السوري في المحافل الأكاديمية والدبلوماسية العالمية، وتؤكد أن صوت دمشق يعود من جديد إلى المنابر الدولية بلغة الحوار والانفتاح.