وكالة الأنباء الفرنسية: "إسرائيل" تدافع عن الدروز في سوريا لتحقيق أهداف استراتيجية إقليمية
وكالة الأنباء الفرنسية: "إسرائيل" تدافع عن الدروز في سوريا لتحقيق أهداف استراتيجية إقليمية
● أخبار سورية ٩ مايو ٢٠٢٥

وكالة الأنباء الفرنسية: "إسرائيل" تدافع عن الدروز في سوريا لتحقيق أهداف استراتيجية إقليمية

كشف محللون في تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية، عن أن دعم إسرائيل للطائفة الدرزية في سوريا، رغم تبريره جزئيًا بالضغوط السياسية الداخلية، يهدف في الأساس إلى تحقيق أهداف استراتيجية بعيدة المدى تركز على إضعاف سوريا المجاورة.

في ظل الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، كثّفت إسرائيل ضرباتها العسكرية على سوريا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي. وبحسب تقرير الوكالة، تواصل إسرائيل تهديداتها بالتدخل العسكري في سوريا، مشيرة إلى أن الوضع الطائفي المتأزم داخل البلاد، خاصةً في مارس 2025، دفعها للتهديد بحماية الطائفة الدرزية.

في 3 مايو 2025، وفي سياق الاشتباكات المتجددة في سوريا، شنّت إسرائيل غارة جوية على محيط القصر الرئاسي في دمشق، مؤكدة أن الرسالة الموجهة للنظام السوري هي "عدم السماح بتهديد الطائفة الدرزية أو نشر قوات جنوب دمشق". رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أشار إلى أن إسرائيل لن تتهاون في ضمان حماية الدروز في سوريا.

وعن مواقف المسؤولين الإسرائيليين، علق جيرار آرو، السفير الفرنسي السابق، قائلاً عبر منصة "إكس": "إسرائيل التي تغاضت عن المجازر في الحرب الأهلية السورية، تُؤجّج النزاعات الطائفية في المنطقة". من جانبه، دعا وزير المالية الإسرائيلي وعضو اليمين المتطرف، بتسلئيل سموطريتش، إلى تفكيك سوريا، مشيرًا إلى أن الحرب ستنتهي فقط بعد هزيمة حزب الله وإزالة التهديد الإيراني.

وتعتبر إسرائيل، بحسب تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن حماية الأقليات في سوريا ضرورة استراتيجية، لاسيما تلك الطائفة التي تعتبرها إسرائيل "إخوتها في الدم". إسرائيل تدعو إلى تقسيم سوريا إلى كيانات متعددة على أسس طائفية وعرقية، حيث يتزعم ساعر الدعوة إلى "حكم ذاتي درزي" في جنوب غرب سوريا.

من ناحية أخرى، يشير الخبراء إلى أن السياسة الإسرائيلية تجاه الطائفة الدرزية تمثل خطوة لتوسيع نفوذها في المنطقة. إذ تتخوف إسرائيل من تصاعد التوترات الطائفية في سوريا بعد الإطاحة بنظام الأسد، وتسعى إلى استخدام هذه الأقلية لزيادة حضورها الاستراتيجي في المنطقة.

في هذا السياق، يعتبر الباحث في مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، إفرايم عنبار، أن إسرائيل تشعر بأنها "مدينة" للطائفة الدرزية لدورها الكبير في الجيش الإسرائيلي. لكن الباحث أندرياس كريغ، المحاضر في "كينغز كولدج لندن"، يرى أن إسرائيل لا تتحرك من دافع إنساني، بل تستخدم حماية الدروز كذريعة لتعزيز وجودها العسكري في أجزاء من سوريا.

هذا التحليل يعكس استراتيجية إسرائيل التي تهدف إلى الحفاظ على تأثيرها الإقليمي عبر حماية الأقليات في سوريا في مقابل الأغلبية السنية، مما يعزز من دورها في المنطقة في أعقاب التغيرات السياسية والهيكلية التي تشهدها سوريا.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ