أُشبعت خلال الأيام القليلة الماضية بالكم الهائل من المبادرات و الإجتماعات و الإتفاقات و التوافق على بنود و تعليق البقية إلى مراحل أخر .
أرهقتني مقالات التحليل و التسريبات و الكلام عن أن الحل إرتسم ، و بات في مرحلة التنفيذ ، و أن أي شيء يحدث في الكرة الأرضية هو بادرة تحسب على الحل في سوريا .
إيران تطرح بنود رباعية للحل .. روسيا تقترح حلف دولي للحل .. أمريكا تتفق على أسس ممهدة للحل .. الأمم المتحدة ستقر الحل .. مجلس الأمن يعمل على الحل.. السعودية تتمترس بالحل الذهبي .. الائتلاف يجوب بحثاً عن الحل ..
يقولون أن موسكو تخلت على الأسد ، وأن إيران ستسحب حزب الله من سوريا ، أيضاً السعودية ستُغير على القصر الرئاسي في قاسيون ، كما هنالك اقتحامات عنيفة للجيش التركي على الأراضي السورية لتخليصيها من الدنسين "داعش و الأسد" ، و تكف يد القوات الكردية الإنفصالية عن أقتطاع "روج أفا" من سوريا ، ويوجود نية أردنية طموحة لأن تكون درعا أول منطقة محررة و محمية و منظمة و البيئة الأفر لإستيعاب السوريين .
و في النهاية لايوجد شيء على الأرض .. هو حراك سياسي دولي معتاد في كل عام أو كل بضعة أشهر تبعاً للتطورات العالمية و الصفقات التي تبرم سياسية كانت أم إقتصادية أو عسكرية .. و دائما يكون الملف السوري حاضراً كطاولة يتم التوقيع عليها ثم تركن في جانب الغرفة ليتم استدعائها عند حدوث أمر يتطلب صفقة .
هناك قائمة قد أحتاج لصفحات لأعرض الخطوط العريضة للمبادرات و مجلدات لكامل بنودها و تفاصيلها ، و لكن كلها لاتساوي شرارة إنطلاق رصاصة من بندقية ، ولاحتى "فراغية" قذيفة مدفعية ، فالصوت الأوحد ، الأوضح ، الأجدر هو صوت السلاح ، و لن يطفئ صوته إلا نهاية أحد الطرفين ، و النهاية إما أن تكون بالإستسلام أو بالإبادة ، وأي كلام عن سياسة مجرد غثاء حملان ، أمام زمجرة السلاح ، في كفريا و الفوعة مثال على الإجبار للرضوخ والإستماع و تلبية المطالب ، و ليس في جنيف أو موسكو أو القاهرة أو الرياض ، فهناك الغثاء .. الذي تُصمته مجرد زمجرة .
من المتاريس العسكرية في الجبهات الساخنة أو المتجمدة إلى المتاريس الأيدلوجية التي تتكاثر وتتزايد كل دقيقة في عالمنا الأزرق الافتراضي، سدود فكرية أذابت احتمالية تطور سريع في مجال الفكر والثقافة في مجتمعنا السوري، حتى ظهر سد فولاذي ضخم يفصل كل شيء عن الأخلاق واحترام الذات والآخر.
لعل أحد أسباب عرقلة الثورة واجهاض ولادة حرية أكثر شياكة، هو موهبة البعض الفذة في ممارسة السعار الأخلاقي، حيث أُحتل واقعنا أو مواقعنا الافتراضية وخصوصا "فيسبوك" بنسبة كبيرة لا يستهان بها من الانحطاط الأخلاقي والموت الفكري حتى صارت تلك المواقع التي خُلِقت للتواصل الثقافي والتبادل الفكري إلى سجن كبير يُشبّح فيه كل من لا ينطبق رأيك على مزاجه واعتقاده، وينتظر فرصة واحدة لكي يُعرّي أخلاقه ليُريك قباحة أسلوبه معك، حتى أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي هي بمعناها الأدق والصحيح مواقع للتشبيح الأخلاقي، وصارت أقل حرية من حرية البعث المزعومة وأكثر استبدادا من استبداد داعش.
بينما الغرب "الكافر الملحد والزنديق" يتمتع بالتطور الحضاري وسحر التكنولوجيا والفضاء، وحرية التعبير، وبآخر ما توصلت إليه البشرية من أساليب التمدن والتأمين الصحي والضمان الاجتماعي، يحترف مجتمعنا بالغياب عن كل تغيير يطرأ على الحياة من تجديد وتحول من حال إلى حال أفضل، تائهون عن كل المعايير التي توصلنا إلى غايات الثورة النبيلة، مهنتنا هي حصر الفكر بين التخوين والتكفير، والتجرد من الأخلاق.
تلعن الأسماء الوهمية في "فيسبوك" كل الأفكار التي تتعارض معها، جاعلة من صاحب الرأي المعارض لها خائن أو عديم الفائدة للوطن والثورة، أو فقط كائن منظّر لموضوعات لا منطقية، تهرول إلى الكتابات التي تلقي إعجابا كبيرا بغض النظر عن المعنى الحقيقي لمحتوى ما كُتِب، لتنقلب النقاشات إلى حروب دموية لا مغزى منها سوى اغتصاب الأخلاق والعقول، يستخدم (المختبئ خلف الاسم الوهمي) الأشخاص اللذين يبحثون دوما عن الأحاديث التي تجلب المعجبين أداة له، لكي يهاجمون من يعارضه دون التأكد من مدى فعالية وفائدة فكرته ورأيه، ويشتم أمه وأخته وجميع أجداده!!، ليرصد هو الأمور ويحللها من وجهة نظره ويفرض اعتقاداته على سائر أفكار المجتمع، هذا المشهد السوداوي الكئيب يعيدنا إلى عفن البعث المستبد، ويضعنا في بؤس الحاضر المرعب، الذي يعاني منه معظم أصحاب الرأي في مواقع التواصل الاجتماعي وتعمي عيون المبدعين والوسطيين العقلانيين، وكل من يقدم العقل والمنطق في كل كلمة يقولها عن إدراك الطريق للخروج من جحيم الواقع، ويقتل روح ابتكار أفكار جديدة، فكل فكرة جديدة قد تتعارض ربما مع معتقدات الغير ستكون ضحية لشياطين المجتمع ثم تُسجن في هلاكها التام، ويكون عادة قطع الأفكار من جذورها بمثابة قطع الرؤوس من أعناقها.
تخرج إلى شرفة المنزل لترى الدنيا التي تلفها العتمة كلها، خاوية من كافة الضمانات المستقبلية للأجيال القادمة، واقع مظلم أفكاره مضطربة وأعصابه في غاية التوتر، يسبح بتكوينات أساسها الضغينة والطغيان، تتضاءل المعرفة فيه وتنعدم الثقافة، فتتفرق النشاطات السياسية والفكرية إلى ملامح ضبابية غير واضحة، ينخر الدود ضريح أخلاقنا، وتئن قبور الشهداء، حتى صارت ثورتنا سوداء كالعار.
انطلقت في شوارع اللاذقية قبل قليل ما قيل انها مظاهرة استنكار لقتل أحد ضباط قوات الأسد على يد أحد أفراد عائلة الأسد ، و شملت المظاهرات عدة أحياء موالية للأسد ، في لاذقية الأسد ، داعية الأسد للجم قريبه ، وإعادة العدالة الأسدية للحاضنة الشعبية للنظام الأسدي .
بما أن الأمور تدور حول محور "الأسد" ارضاً و جمهوراً ، فنحن كمراقبين و متابعين ، ومن خلال خبرتنا فيما مضى ، يبدو أن من واجبنا مطالبة الأسد بالضرب من يد من حديد لكل من يخرج عن الطاعة ، أو يحاول الهروب من سكين الموت الأسدية التي يجب أن تقضي على جميع من يقف معه.
فلا داعي للإنتظار بضعة شهور ، وبذل الجهود في تصنيع الدلائل على المؤامرة الكونية الجديدة التي ستضرب هذا الكيان المقاوماتي التاريخي ، فالقضية واضحة ، حاضنة افتعلت مشكلة مع ابن ابن عم الأسد ، لتوريط الأسد ، في صدام مع بيئة الأسد ، لتدمير حلم الأسد بدوبة الأسد الجديدة ، او تحطيم محاولت اعادة تعويم الأسد على شكل نظام مأسدسد .
ولا يمكن لنا أن نتوقع أن يكون هناك أي رد فعل ، اطلاقا باستثناء بعض الصرخات هنا و هناك ، يستفاد منها في اخفاء حجم الخسائر الكبيرة التي يمنى بها على جبهات الغاب ، أرضاً و بشراً ، و اختزال الأمر أن ابن ابن العم قد أخطأ و تم معاقبته ، إما بالنفي إلى الإمارات أو لحضن الأصدقاء في لبنان ، ليعود الأسد نصيراً لشعب الأسد ، و نعود من جديد لحرب الإرهاب و التكفيرين ، الذين ضربوا بالكيماوي و قتلوا العقيد ، و يهددون العيش المشترك .
شكل بيان حركة أحرار الشام أمس عن توقف المفاوضات مع الجانب الايراني بشأن وقف الحملة على الزبداني مقابل وقف قصف القرى الشيعية في ادلب "كفريا و الفوعة" ، اعلان رسمي للاحتلال الايراني لسوريا ، بحيث لم نعد نقاتل لنيل الحرية من نظام مستبد ، بل بتنا أمام احتلال واضح كامل الاركان ، و اسوء أنواع الاحتلال و أشنعها .
الزبداني تمر عليها لحظات عصيبة في مواجهة الموت على ايد اقذر المخلوقات ، تواجه الموت وهي واقفة ، غير راضخة ، غير متراجعة ، فالموت هنا لا يخيف ، و إنما البقاء أحياء ، ومشاهدة الغزاة يدخلون البيوت ، هو ما يميت من الرعب .
نداء حركة الاحرار باشعال الجبهات للجميع ، و إن كان مخصص لأهل الغوطة ، كونها الهدف القادم بعد الزبداني ، و ان شخصناه فهو موجه لشخص زهران علوش ، بأن يصحو قبل أن يتحول السيف اللامع من بعيد ، إلى ملاصق للرقبة ، لامكان هنا لاي مبرر ، فالإقدام على ضرب الأسد و ايران بعمق دمشق ، لايعني الموت ، كما يجده مبرر جيد للصامتين في الغوطة ، فاليوم أفضل من انتظار الموت الآتي إلى أرضك في الغد .
أنا على يقين أن أكبر أخطاء جيش الإسلام هو الهالة الاعلامية التي أحاطه به نفسه على أنه جيش متكامل الأركان ، ويقيني أكبر وجود سوء تعامل اعلامي مع الهجمات المتلاحقة على جيش الاسلام ، و بيانه الأخير حول فتح كل الجبهات نصرة للزبداني إلا الغوطة ، هو خطأ لا يغتفر ، فحال جيش الإسلام ليس بأسوء من رجالات داريا ، لا مميت كأبطال الزبداني ، ولامكان لأي مبرر ، فإن كان الاسلام هو المرجع فقول تعالى يكفي (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) [ البقرة 249] ، فالتحرك اليوم و الآن ، و الضرب بكل ما نملك ، إن لم يكن نصرة لأحد ، فلتكن نصرة لجيش الإسلام و مقاتليه و عوائلهم ، و دفع الموت عنهم أو الموت بشرف ، و ألا نكتفي ببيانات و اجتهادات و تفسيرات و تشجيع الجميع ، فمن يصمت اليوم عن قتل أخيه ، سيموت غداً بصمت .
ولا أقصد هنا جيش الإسلام فحسب ، فكل فصيل معني و مطلوب منه الوقوف ، و توجيه الصفعة لايران في كل مكان يملك قيمة عندهم ، ابتداء من المقام المزعوم "السيدة زينب" ، و انتهاءً بأصغر منزل يحتويهم.
داريا و رجالها لطالما علمونا ، أن الحصار ليس موت ، و أن تكالب الجميع لايعني الركون ، فكل السلبيات توظف لتكون دوافع لأعمال كبيرة و لهيب داريا بالأمس أبلغ رسالة ، بأن الزبداني ليست وحدها ، و أن داريا ستهاجم قبل أن تدافع .
الزبداني تصرخ و تدعوا الجميع للتحرك ، مدنيين و عسكريين و سياسيين ، فنصرتها مطلوبة من الجميع ، و خسارتها يعني خسارة الجميع فلن نخسر الزبداني ، و إنما "سوريا" بكامل تفاصيلها .
بما أن العالم قرر التعامل مع الموت الإعتباطي و المجاني الذي يفتطك بالشعب السوري طوال السنوات الماضية ، دون أن يحرك ساكناً كأنه جماد لا روح فيه ، فإن مخاطبته تشبه مخاطبة أي مثيل له ، و لنخاطب أحد آلات الموت الغاية في الفتكة ألا وهو "البرميل" عله يستطيع أن يفهم و يدرك هول ما يحدث.
ما يحدث لدرايا ، جعلني اعود بالذكرة لعامين مضوا كتبت حينها عن درايا ، قصة حقيقية ، جرت معي تقول القصة :
جلس يتابع الدخان الكثيف المتصاعد منذ أشهر من داريا، و يستمع لأصوات القذائف و تحليق الطيران المتواصلان ، وقال بحسه الحمصي الظريف: شو تل أبيب ما سقطت، طبعا أتبع تعليقه بضحكة ملؤها ألم و شجن، فقد شهد تدمير مدينته، و ها هو يشاهد مدينة أخرى واقعة في براثن نظام أثبت جدارة و قدرة فائقة على إلحاق الدمار بكل أرجاء الوطن.
داريا أو أطلال داريا مازالت صامدة و إن تشهد بعض الانتكاسات في البشر و الحجر إلا أنها مازالت صامدة.
صحيح أن داريا ليست المدينة الوحيدة التي تدمر أو دمرت بمنهجية النظام، لكن لها خصوصية معينة، فبطولات رجالاتها شكلت الأرق الذي لا ينتهي والغير محدود للنظام، فكانت نبع الألم و دليل العجز عن كسب أي انتصار ولو على الركام، فداريا في مرمى كافة أنواع المدفعية للفرقة الرابعة "سرايا الصراع" ومطار المزة وكثير من وحدات الحرس الجمهوري، ورغم كل ذلك مازالت صامدة.
عقدة داريا أفقدت النظام كثيرا من معنوياته و ما تبقى من عقله، فكانت أبواقه الإعلامية تتحدث عن إعادة السيطرة على درايا عشرات المرات، من ثم انخفضت المساحة إلى شوارع، ثم إلى أحياء، وكل هذا لم يفيد النظام في تحسين معنويات مقاتليه.
ولذا لجأت هذه الأبواق إلى حديث عن سيطرة وحدات أشباه الجيش على منزل أبو محمد و أن الاشتباكات تدور حول غرفة الابن الأصغر، بيت بيت عسى يلتمسوا بصيص نصر و لو على غرفة السفرة.
داريا باتت السبب الوحيد الذي يؤرق النظام و تساقط المدن التي تحيط بها، فكلما خسر منطقه يتهم مقاتلي داريا بأنهم وراء السقوط، وكلما تم قطع طريق من طرق الإمداد أو الهجوم على حاجز ما يتم اتهام داريا و أبطالها.
لا أعرف إن كان ما قاله ذلك الحمصي نكته أم حكمة، فقد تحولت هذه المدينة إلى تل أبيب التي تنسب لها كل الهزائم و الخسائر.
يمكن القول أن الفترة الماضيها و التي تعود لأربع سنوات خلت ، لم يكن الظهور الإيران فجاً ووقحاً و ظاهراً كما ظهر خلال اليومين الماضيين في سهل الغاب ، فبالكاد تجد من يتحدث لغتنا ، أو من كانت سوريا تجمعنا مرغمين معهم ، فاللغة الفارسية هي الحاضرة و على العلن و الملئ .
ماحدث في سهل الغاب ، هو مؤشر حقيقي على أن المعركة المفصلية و المباشرة قد بدأت بالفعل ، فالعدو الذي كان يتخفى هنا و هناك ، بهذا اللباس أو ذلك ، قد خلع عباءته و قرر الدخول على العلن لمواجهة الثورة التي ستطيح بكل ما بناه منذ عشرات السنين ، و تجعل حلمه الإمبراطوري أياً كان فارسي أم شيعي ، مهدد بالضياع و الإنتهاء.
600 غارة جوية في 48 ساعة ، وتوظيف كامل لكل شيء لدى النظام الغبي ، ابعاد كل الضباط و العناصر ، و الدخول بالحرث الثوري ، و بعض المرتزقة اللبنانيين و العراقيين ، فالأمر بالنسبة لهم أن الاسد و حاضنته و المناطق التي يسعى للحفاظ عليها قد باتت قاب قوسين أو أدنى من السقوط بيد الثوار الأحرار ، وهذا السقوط يعني ان الحلم بات كابوس .
اليوم الناطقون باسم النظام ، يعلنون أن الاستعادة التي تمت في سهل الغاب ، بمساعدة مباشرة و خالصة و قوية من الأصدقاء"الإيرانيين" ، و أن الإيرانيين جاءوا ليدافعوا عن أهل سورية الأصليين من الطائفة العلوية و مالف لفيفها من بقية الطوائف التي مدت النظام و ساندة ايران بتحقيق حلمها ، الاعلان الذي يعتبر بمثابة ، اعلان رسمي لانتهاء سوريا كدولة و تحولها لمستعمرة .
في وسط هذا الاحتلال العلني ، تنطلق الأبواق هنا و هناك ، عن ضرورة محاربة التطرف ، و الإرهاب و ضرب داعش و النصرة و كل فصيل أو أي شيء يتحرك على الأرض ، و لكن يتعامون عن الاجرام الغير موصوف ، وهنا تبرز الأهمية في محاربة التطرف ، فهم ينمونه ، يكبرونه ، و يجعلون من التطرف هو الوسيلة لمواجهتم .
و لكن التطرف المتولد لن يكون كما سابقه ، و ماسبق عبارة عن تطرف مخفف ، فالعدو بات في المواجهة المباشرة وجهاً لوجه ، و لامكان للتراجع ، إلا باتجاه الهجوم .
يملؤنا الأسى والحزن بل والغضب بأن جلكم لا يفكر ولا حتى لحظة للقيام بواجبه الوطني والأخلاقي والإنساني تجاه بلده وأهله الذي يذبح من الوريد للوريد فمنكم من يمول مؤتمرات لصناعة دكاكين( للمعارضة)بناء على تعليمات من دمشق أو أركان الفساد فيها ومنكم من اشترى مقعدا في المجلس ( الوطني ) أو الائتلاف و صنع منبرا و اتحادا (معارضا) بغية البحث عن مكاسب شخصية ولعب دور ما للركوب على الموجة في حين أن أغلبكم كان يسبح بحمد النظام حتى رأى أن لا أمل يرتجى في الوقوف إلى جانب الأسد ونظامه ومنكم أوفد للخارج للعمل كغسالة لتنظيف أموال الفساد في مشاريع بالخارج ودعم ماكينة التشبيح لمحاولات إنقاذ النظام ومنكم من خرج ويترقب المقطورة الأخيرة قبل التغيير للقفز فيها للدخول في مشاريع إعادة البناء والظفر فيها ومنكم ومنكم ومنكم بل ومنكم من تحول من لغة البزنس والأعمال إلى شخصيات سياسية تتناطح على المناصب و في المؤتمرات والمفاوضات وعلى شاشات التلفزيون إلا أن عددا محدودا للغاية يكاد لا يذكر من ساعد في دعم الاغاثة ومساعدة المنكوبين وربما دعم العمل المسلح المقاوم للنظام إلا أننا وللاسف لم نر واحدا منكم سارع لدعم مشروع وطني لإنقاذ البلاد والعباد بل ومنكم من يعلن تذمره من المال السياسي والوصايات الخارجية وكأن الدول أو الأطراف الإقليمية والدولية أو حتى الأحزاب والجماعات المختلفة ستدعم دون شروط ودون وصايات وهذا تتحملون مسؤولية أخلاقية كبيرة عنه فلو كنتم سباقين لدعم العمل الوطني لما وجدنا اليوم تعدد الرايات رغم أن قسما منها تقف وراءه إيران والنظام السوري وأجهزة مخابرات متعددة ولو كنتم سباقين لدعم العمل الوطني لما عرف أهلنا و أطفالنا و شيوخنا الذل والتجويع والمهانة والفاقة والبرد والمرض في دول الجوار وفي مناطق نزوحهم بالداخل ولما تم الاتجار ببعض أخواتنا وبناتنا في بلدان التشرد ولما وجدنا ثلاثة ملايين طفل دون تعليم للعام الخامس على التوالي.
كان يكفي أن يتكفل بعضكم بأهله وشعبه حتى لا يتحولوا إلى مشاريع معوزين مشردين مهانين تتاجر بمأساتهم عشرات المنظمات وتتسول على مأساتهم بعض الدول.
إننا نقولها صراحة اليوم لقد بلغ السيل الزبى وللشعب السوري حق في أموالكم وثرواتكم فإما أن تسارعوا لتصحيح أخطاء الماضي وإلا فإننا نقسم بالله لن نرحمكم وسنحاسبكم كما نحاسب قتلة الشعب السوري ولا تظنوا أن إعادة الإعمار والمشاريع في مرحلة مابعد الأسد وحكمه ستنالون منها شيئا ولن تتبؤوا المناصب والمكاسب إلا إن كفرتم عن ذنوبكم وخطاياكم بالتي هي أحسن.
إننا اليوم عازمون على إطلاق مشروع الإنقاذ الوطني بقياداته العسكرية والمدنية وبهيئاته ومؤسساته الوطنية وبشفافية كاملة لقيادة المرحلة الإنتقالية ونطالبكم بحق الشعب السوري في دعم هذا المشروع الذي سيعلن قريبا وبقياداته العسكرية والوطنية فإما أن تبادروا من تلقاء أنفسكم أو سنفرضها عليكم فرضا أينما كنتم ونحن قادرون وستدعمون حينها وأنتم من الصاغرين وللعلم فقد أعددنا لكل واحد منكم ملفه وسجله. وهنا نحن لا نستجديكم بل نجبركم على واجبكم وحق الناس في أموالكم ولأننا نتطلع دعم العمل الوطني وإنقاذ سوريا وأهلها بمال سوري لتجنب الوصايات والمال السياسي.
طرحنا في الحلقتين الماضيتين عن وضع جيش النظام عبر المرحلتين السابقه و خلال الفترة التالية لانطلاق الثورة و زجه في مواجهة أهله .
في هذا الجزء سنركز الحديث عن الفترة التي تمتد لأشهر قليله مضت:
شهدت الأشهر الماضية اتساع المناطق التي سقطت بيد الجيش الحر ، الذي حقق انجازات ميدانية لافته، مع حدوث تطورات من حيث امتلاك الجيش الحر لأسلحة تضاهي النظامي تقريبا طبعا باستثناء الناحية الجوية .
هذه الأمور استشعر معها عناصر جيش النظام بمدى قوة الجهة المقابلة ، سيما بعدما شاهدوه أو سمعوا عنه من بسالة و اقدام و تضحيات أبداها الجيش الحر، وبات الأمر أكثر صعوبة و ألما .
هذه المرحلة التي تنتمي للأشهر القليلة الماضية ، شكلت عاملا و مفصليا و رئيسيا في بداية الإنهيار الفكري و المعنوي لا بل و التنظيمي .
فبات وضع المتواجدين في الخدمة بجميع رتبهم و اختلاف مللهم و طوائفهم مذري و على حافة الانهيار ، فساعدت الأمور الأنفة الذكر ، أمور أخرى من توارد الأخبار عن سقوط هذه القطعه أو محاصرة تلك أو ضرب أخرى ، وما يزيد اليأس وصعوبة الأمر هو عجز القيادة عن تقديم المساعدة للمحاصرين من الفصائل الثورية ، وتركهم يواجهون مصيرهم وحدهم إضافة إلى الاخفاقات التي لا تعد في المعارك مع الأحرار و وضوح الجهل بأبسط الأمور التكتيكية والعملياتية العسكرية .
هذه الأمور في مجملها وضعت جيش النظام في مهب الريح و بات هرما ، كريها ، يكره حتى ذاته و لا يرى سببا لوجوده ، و يتلمس الفرصه أيا كانت ليترك مكانه مهما بلغت الخسائر حتى لو وصلت لخسارة الحياة .
لن أغالي اذا ما قلت أن هذه المؤسسة باتت في رمقها الاخير و لم تعد قادرة على التحمل أكثر ، و يكفيها أن تتلقى الضربه الأخيرة التي بحاجه لتتكاتف جميع قوات الجيش الحر ليوجهوا ضربتهم القاضية كضربة رجل واحد .
وكي لا أبخس الناس حقها ، فليس جميع من بقي سيئ و قاتل و مصدر للشر و الأذى ، بل لا يزال هناك أناس متواجدين و ينتظرون اللحظه التي سيقدمون فيها خدمة قد لا تقدر بدون أي مقابل وحتى بدون ذكر اسمهم فسوريا الحرة بقلب كل من انتمى لهذا البلد .
أخيراً ......
قد أكون لم أحط بالأمور جميعها و خفاياها ، و انما اجتهدت قدر المستطاع لأظهر جانب قد يكون مغفل أو لم يعطى الأهمية المطلوبة ، خصوصاً مع التغيرات التي طرأت على البينية القيادية للجيش مع ادخال الخبراء الإيرانيين و الروس و اتخاذهم مناصب القرارات كاملاً ، غضافة لسلطة حزب الله و أخيراً المبليشيات الشيعية ، و كلها جعلت من الجيش عبارة عن آلة يُقتل الشعب بها ، ويقتل نفسه أكثر .
في الحلقة الأولى تحدثنا عن الجيش و مرحلة الاهمال و الاستهزاء بعد انتهاء الحرب في لبنان، و عن وجود حالة من التململ من هذا الكهل.
ومع منتصف آذار 2011 انطلقت شرارة الثورة من درعا المليئة بالجيش من فرق و وحدات، وبعد شهر من اندلاع الثورة وعجز من يدعون أنهم يمسكون بزمام الأمور عن اعادة الثائرين إلى ديارهم ، تم اتخاذ القرار بزج الجيش لتخفيف الضغط على الأجهزة الأمنية، فالجيش ضخم و يعمل بما يشبه المجان و على مبدأ الاستفادة منه بدلا من جلوسه "عالة" .
تلك البدايات كانت بمثابة النافذة التي خرج منها المارد المريض نفسياً و المعقد من الاهمال واشاحة النظر، و وجد في هذا الخروج السبيل في العودة للحياة، لكن هذه العودة مع أمراضه المادية و المعنوية و النفسية، لم تكن محمودة و لا مرغوبة.
تم شحن العناصر وإدخال الأفكار وضخ السموم بأن من يقاتلوهم هم حثالة المجتمع، و يسعون لتدمير ما بناه النظام و قائده الخالد و المؤبد في الذاكرة، و طبعا تلك المؤامرة الكونية و... و..
في تلك المرحلة حصلت كثير من الأحداث و الأمور التي تعبر عن مدى حقد قادة و ضباط الجيش على عناصر الأجهزة الأمنية، و ازداد الأمر سوء بعد وضع الجيش في المقدمة و وقوف عناصر الأمن في الخلف، الأمر الذي تسبب بصدامات كلامية و آخرى بالسلاح تم اخفاؤها أو ارجاعها إلى أخطاء في التخطيط و التنسيق.
مع انتشار نور الثورة أرجاء سورية بات من الضروري على النظام أن يفك اللجام عن كتلة الأمراض ليخمد نور الثورة.
دخل هنا الجيش مرحلة مختلفة كليا عن كل ماشهده في تاريخه ،فالثورة في كل مكان و التركيبه الداخلية للجيش معقده كان يجمعها كذبه العقائدية، لتتكشف الحقيقة عن أنها خدمة مذهبية لطائفه معينه.
صحيح أن الأشهر الأولى لم تظهر فيها هذه الأمور ،إلا أن هنالك قلة ممن فهموا و قرروا ترك الخدمة ليتحولوا إلى منشقين ، الذين وضعوا اللبنة الأولى للجيش الحر.بعدما شاهدوه من مجازر ارتكبتها القوات النظامية والميلشيات التابعة لبشار الأسد وقصفها المدن والقرى والاعتقالات الهمجية والسرقات التي قاموا بها.
أمر الانشقاق كان شيء مستهجن لا لشيء ، و إنما لشدة الخوف الذي عاشه و يعيشه جميع المواطنين و عناصر الجيش منهم و على الوجه الأخص المجندين الالزاميين.
وكلما اتسعت رقعة الثورة كانت تتكشف الأمور أمام المجندين ، و باتت نسبة الانشقاق ترتفع أكثر فأكثر و تصل إلى أعداد مهولة.
لعب هاجس الخوف على الأسرة و العامل المادي دورهما في الابقاء على عدد كبير من الأفراد في صفوف الجيش النظامي، فقد تحول جميعهم تقريبا إلى عناصر تحت قائمة الاحتفاظ يستحقون راتب كامل بدلا من فتات المال و الطعام.
صحيح أن هذين العاملين لعبا دورا في تثبيت أقدام كثيرين، لكن الأمر لم يدم طويلا مع اتساع الانتشار العسكري وبدء الانتقال إلى استخدام الأسلحة الأثقل و الأفتك و ضرب كل المناطق التي ينتمي إليها الذين بقوا في الخدمة.
الجيش العربي السوري هو الجيش الذي صدح اسمه في أرجاء عديده ، و شارك بحروب و أزمات كان له فيها ومضات لا يمكن نسيانها أو إخفاءها .
صحيح أن هذه المقدمة تثير اشمئزاز جميع من يقرأها ، إلا أنها كانت واقعية قبل انطلاقة الثورة و زج الجيش بمواجهة أهله ، الأمر الذي كشف حقيقته ليتحول من جيش الشعب والوطن إلى جيش النظام .
هذا الجيش مرت عليه ظروف عصيبة جدا منذ اعلان الاستقلال و حتى الآن ، فكان أداة ناجعة في الانقلابات و تنقل السلطة.
دخل حروب مع إسرائيل و تدخل مرات عديده في مشاكل لبنان و عند غزو الكويت و ... و... ، سفك دماء أهل بلده في ثمانينيات القرن الماضي في حماه و حلب و إدلب ، إلا أن هذه الظروف لم تؤثر عليه.
فقد تم البدء في بداية السبعينات بإعادة بناءه و هيكليته وفق غايات و مآرب معينه لخدمة شخص بذاته، هذا البناء كان يتم بهدوء و دراسه و خبث .
قبل الثورة وفي الفترة مابين انتهاء الحرب في اللبنان و الانسحاب منه ، كان الجيش عبارة عن البؤرة الأقذر و المكان الأصلح للفساد و الرشوة و الصفقات المشبوهة و سرقه ألاف المليارات، بل وكان المنفى الذي يرمى فيه القاذورات التي تخطأ أو تخرج عن السيطرة من الأجهزة الأمنية.
هذه الأجهزة التي مارست سطوتها عليه و على عناصره بجميع الرتب، مما ولد حقد دفين اتجاهها من قبل أفراد المؤسسة العسكرية.
فتحول الجيش من مارد إلى مسخ وبات مجالا ًرحبا للاستهزاء و إطلاق النكت و ضرب المثل بالغباء و الترهل و غياب التأهيل.
هذه المرحلة أثرت كثيرا في تكوينه و أسسه و بنيانه ، وإن كانت لعبة المحافظه على صبغة قادته جارية و تنفذ وفق برنامجها الموضوع و هدفها المرسوم ألا هو خدمة النظام بشخص من يقوده ، وإبقاء مفاتيح العمل بيد أزلامه.
سنين طويلة مضت على الاهمال و كانت الخدمة الالزامية هي السبب في بقاءه ، وكان الملتحقين بالخدمة هم الحلقة الأضعف حيث يجب عليهم أن يتحملوا كل الضغوط سيما من قادة و ضباط تم تهميشهم بشكل كلي وباتوا يبحثون عن طريقه لتفريغ أمراضهم ومرارة حرمانهم.
ظلت الأمور على حالها إلى اجبار الجيش على الخروج من لبنان و العودة إلى ثكناته في أرض سورية ، ظاهريا بدا الأمر كأنه إعادة شد الانتباه له و العناية به ، لكن في الأروقة كان يدور الحديث عن العبء الكبير و زادت حالة التململ من وجود هذا الكهل الضخم في اطار الدولة.
إلا أن أصوات الحرس الوفي للنظام أكدت ضرورة تحمله و تحمل أعباءه، و الاتجاه نحو ضبط نفقاته لأقل حد و تفضيل بعض القطعات عن البقية، الأمر الذي زاد من مشاكل الجيش وضعفه.
يتبع ...
بعد ساعات من استهداف المدفعية التركية والطيران الحربي التركي لمواقع حزب العمال الكردستاني، وبشكل مفاجئ بمشاركة عشرات الطائرات الحربية، من طراز "اف16" ، و الذي تزامن مع قصف بري بالمدفعية الثقيلة من نقاط الجيش التركي المتمركزة قرب الحدود مع العراق ، و بالتزامن أيضا مع قصف "مواقع لتنظيم الدولة" على الحدود مع سوريا، بالقرب من محافظة حلب شمال سوريا ، اتصل رئيس الوزراء التركي داود اوغلو برئيس إقليم كردستان "مسعود البرزاني" في محاولة منه لكسب صوت الشارع الكردي المعارض لسياسة حزب العمال في العراق و سوريا و إيران و تركيا.
هذا الاتصال كان هام جداً لصالح الحكومة التركية ولم يكن موقفهم محرج امام الحلفاء بالمنطقة ونجحوا في ذلك من خلال كسب شرعية الشارع المحلي المعارض لحزب العمال الكردستاني، قبل كسب الشرعية الدولية .
حزب العمال الكردستاني وسياساته المعادية للشعب الكردي بشكل "غير مباشر" كان سبب تصريحات البرزاني : "يحق لتركيا أن ترد على حزب العمال الكردستاني" .
فتدخّل حزب العمال الكردستاني بكل ما يحدث وكأن هذا الحزب، هو الأب الروحي "للقومية الكردية"، التدخل بالشأن السياسي والعسكرية بـ مدينة شنگال "سنجار"، وتشكيل قوة عسكرية ما تسمى بـ "وحدات حماية شنگال الـ YPG" على الشكل الذي اعلنوا في سوريا، وتحريض أهالي مدينة شنگال ضد حكومة الإقليم، واتهام البيشمركة، بأن هم من قاموا بتسليم المدينة "لتنظيم الدولة" ، يعتبر الدافع الوحيد لهكذا تصريحات من جانب رئاسة إقليم كردستان العراق ، حيث يأتي كرد على ما يقوم به "الكردستاني" من لعب دور سياسة التفرد بالمنطقة وخدمة أجندات غير وطنية ، تريد التدخل بالشأن الكردستاني .
هذا وأكد الوزير أوغلو في تصريح لـ وكالات إعلامية أن التنسيق مع حكومة إقليم كردستان العراق، والرئيس البرزاني على مستوى عالي جداً .
لم يدرك المعتوه " بشار الأسد " ما قاله في خطابه الأخير أن الأرض والوطن لمن يدافع عنه ويحميه مهما كانت جنسيته أو هويته فهو لم يأت بشيىء جديد على الإطلاق ففصائل جيش الفتح المتنوعة الإنتماءات والتي تضم عناصر من اغلب المحافظات في مقدمتها إدلب وحماة وحلب وحمص وبينهم عشرات المجاهدين من محافظات درعا وريف دمشق والحسكة ودير الزور يشاركون إخوتهم في إدلب في الزود عن الأرض وحماية العرض من دنس أذناب حزب الله ومللة طهران.
واليوم وبعد خمسة أشهر من المعارك التي بدأ ربيعها في شهر أذار بتحرير مدينة إدلب وعودة الحق والأرض لأصحابها ثم سلسلة الإنتصارات في المسطومة وأريحا وجسر الشغور ومحمبل كان لابد للفصائل من استكمال السيطرة وتأكيد مقولة الأسد أن الأرض لمن يدافع عنها ويحميها لا من يدنسها ويسرقها ويستنزف خيراتها ثم يفر هارباً منها تحت ضربات المجاهدين فكان بالأمس نصراً مؤزراً لفصائل جيش الفتح من كل المكونات وكل المحافظات وكل الأطياف نصراً لإدلب كونها اقتربت من إعلان التحرير الكامل وتطهير كامل أراضيها بعد تحرير قرى المشيرفة وفريكة وسلة الزهور وتل اعور وتل إلياس وحواجز المنشرة والعلاوين وعدد من النقاط العسكرية الأخرى خلال أقل من أربعة وعشرين ساعة لتستكمل حماة النصر وتتقدم جحاف المجاهدين متابعة المسيرة فتحرر محطة زيزون الحرارية وقرية زيزون وعدة بلدت في سهل الغاب من أرض حماة المتعطشة للحرية وتندحر جحافل العدو مهزومة مذعورة باتجاه بلدات قرقور وجورين مع اقتراب المجاهدين منها وتوجيه بنادق مدفعيتهم باتجاهها لتغدو أرض إدلب حرة من دنس العدو ويستعيدها من دافع عنها وحررها فتتحقق مقولة الأسد في أن الأرض لمن يدافع عنها ويحررها فها هي إدلب الطاهرة تعانق اهلها وتحتضن أبنائها من حمص وحماة وحلب وكل المحافظات ممن شاركوا بدمائهم في تحريرها والذود عنها وعيونهم تترقب ذلك اليوم الذي تعود فيها سوريا بكل محافظاتها وكل شبر منها لمن يدافع اليوم عنها وإن اختلفت انتمائاتهم وهوياتهم ومحافظاتهم.
وبعد سلسلة التحرير بالأمس والتي ما زالت مستمرة حتى اليوم تغدو محافظة إدلب الأقرب للتحرير الكامل وكل ما بقي فيها نقطتين عسكريتين إحداهما كفريا والفوعة والتي تعتبران ورقة رابحة بيد جيش الفتح يمكنه ان يستخدمها في الوقت الذي يريد للضغط على مللة طهران وحزب الله ونظام الأسد المجرم لما تحويه هذه البلدات من عناصر أجنبية من الحرث الثوري وجنسيات أخرى بالإضافة لأذناب النظام من شبيحة وعناصر من جيش الأسد وسط قصف يومي يستهدف هذه البلدات وأنباء عن اقتراب تحريرها واعادتها لحضن أمها إدلب والأم الكبرى سوريا لتكون من حق من يحررها ويطهر أرضها من دنس البغاة أما النقطة الثانية فهي مطار أبو الظهور العسكري المحاصر من قبل جبهة النصرة في أقصى الجنوب الشرقي من المحافظة وهو عبارة عن نقطة عسكرية ثابتة لقوات النظام خرج عن الخدمة منذ العام 2013 ولا يغدو كونه نقطة عسكرية لقوات النظام تحاصرها جبهة النصرة من كل الإتجاهات ريثما يكتب الله لها التحرير الكامل في القريب العاجل لتعلن إدلب الخضراء أرض لكل السوريين تزهوا بخضرتها وتتألق بشموخ جبالها وتحتضن من دافع عنها فتكون أرضاً لهم ومنطلقاً لتحرير محافظاتهم وبلداتهم من دنس عصابة غدت الهزيمة من شيم رجالهم فكانوا كالجرذان يهرولون أمام أساد جيش الفتح باتجاه القرى العلوية التي ستعلن في القريب العاجل سنية سورية تعود لإسلامها وسوريتها ووطنيها وتمسح العار عن جبينها والذل عن وجنتيها.
حقاً بشار الأرض لمن يحميها ويدافع عنها لا لمن يدنسها ويسلبها ويهرب مهزوماً منها.