إدلب.. انفجارات متكررة تهدد الأمن وتعيد إحياء كوابيس الحرب
إدلب.. انفجارات متكررة تهدد الأمن وتعيد إحياء كوابيس الحرب
● أخبار سورية ٢٥ يوليو ٢٠٢٥

إدلب.. انفجارات متكررة تهدد الأمن وتعيد إحياء كوابيس الحرب

أعرب الأهالي في محافظة إدلب عن قلقهم الشديد إثر انفجار وقع صباح يوم الخميس الماضي، الموافق 24 تموز/يوليو الجاري، بالقرب من مدينة معرّة مصرين، قرب تجمّعات المخيمات السكنية، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص، وتسبّب في كارثة على المستويات الأمنية والمادية والإنسانية.

وفقد سكان المنطقة شعورهم بالأمان والاستقرار، وأصبحوا يخافون على أبنائهم من أن يفقِدوهم في أي لحظة، خاصةً في ظلّ تكرار حوادث مماثلة. ويُذكر أن هذا الانفجار هو الثالث من نوعه خلال هذا الشهر؛ فبحسب متابعتنا، في 8 تموز/يوليو الماضي، وقع انفجار في مستودع ذخيرة شمال بلدة الفوعة بريف إدلب، على بُعد كيلومتر واحد من المناطق السكنية.

وبحسب مصادر محلية، كان المستودع يحتوي على ألغام وصواريخ من مخلفات الحرب، ما أدى إلى إصابات خفيفة وحالات إغماء نتيجة شدة الانفجار، دون تسجيل إصابات بالغة وفقاً لوزارة الداخلية. وفي 2 تموز/يوليو الماضي، وقعت انفجارات في موقع عسكري قرب بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب الشمالي، ولم تُسجل أي إصابات أو وفيات لحسن الحظ.

وطالب الأهالي الحكومةَ الانتقاليةَ في سوريا والجهات المعنية بوضع حلّ جذري لهذا الخطر الداهم، الذي قد ينفجر في أي لحظة، فيزهق الأرواح، ويسبب إصابات بالغة، ويُلحق أضراراً جسيمة بالمنطقة، مما يزعزع الأمن والاستقرار، وينشر الرعب بين المدنيين.

ودعا ناشطون إلى إخلاء مخازن الذخائر والأسلحة من محافظة إدلب، مؤكدين رفضهم لعودة مشاعر الخوف والرعب التي عاشوها طوال 14 عاماً من الحرب، خشيةَ أن يتجرعوا مرارة الفقد مجدداً، أو يتعرضوا للإعاقات وغيرها من العواقب الوخيمة الناجمة عن النزاعات المسلحة والاشتباكات والتفجيرات العشوائية.

وخلّف الانفجار الأخير مشاهد مأساوية تذكّر بتلك التي تكررت خلال سنوات الحرب، تمثلت في: أطفال مرعوبين، مستشفيات مكتظة بالجرحى، ضحايا ونعوات، وذعر جماعي انتاب المدنيين، إضافة إلى حرائق مشتولة ودخان كثيف، في مشهد يعكس ضخامة المأساة.

وسبق أن حذّرت منظمة "هالو ترست" البريطانية المختصة بإزالة الألغام من تصاعد حاد في أعداد الضحايا المدنيين بسبب الذخائر غير المنفجرة، بالتزامن مع بدء العطلة الصيفية وعودة أعداد متزايدة من المهجّرين إلى مناطقهم الأصلية، وخاصة في شمال سوريا.

كما أظهرت تقارير صادرة عن منظمة "أطباء بلا حدود" أن الأطفال يمثلون نصف الضحايا المسجلين جراء انفجار مخلفات الحرب، مع تسجيل محافظة دير الزور أعلى نسبة من الإصابات.

وتنتشر مخلفات الحرب – بما فيها الألغام والذخائر غير المنفجرة – في مساحات واسعة من الأراضي السورية نتيجة عمليات القصف المكثفة التي نفذها نظام الأسد البائد وحلفاؤه خلال السنوات الماضية، ما يجعلها أحد أبرز التهديدات المستمرة لحياة المدنيين، وخصوصاً في المناطق الزراعية والمخيمات والمراكز المأهولة.

وتؤدي هذه المخلفات إلى سقوط ضحايا بشكل شبه يومي، معظمهم من الأطفال أو المدنيين الذين يجهلون خطرها، وسط غياب واضح لاستجابة منظمة وشاملة من الجهات الرسمية أو الدولية للحد من هذه المأساة المستمرة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ