
إسرائيل تلقي مناشير تحذيرية جنوب سوريا: "الدرون هدف معادٍ"
ألقت طائرات إسرائيلية، خلال الساعات الماضية، مناشير ورقية فوق عدد من القرى والبلدات في ريف القنيطرة جنوب سوريا، تضمنت تحذيرات مباشرة للسكان من استخدام الطائرات المسيرة (الدرون) في المنطقة، مشيرة إلى أن المجال الجوي مغلق بالكامل، وأن أي طائرة غير مرخصة ستُعتبر هدفاً معادياً وتُستهدف على الفور.
وجاء في نص المنشورات، التي تم توزيعها بشكل محدود وتداولها ناشطون سوريون عبر مواقع التواصل: "السكان الأعزاء، نظراً للظروف الأمنية السائدة في الأيام الأخيرة، يُعلن إغلاق المجال الجوي. أي استخدام للطائرات المسيرة، كطائرات الدرون أو ما شابه، قد يُصنَّف كتهديد، ويُقابل بردّ فوري، ما يشكل خطراً على المستخدم والمحيط".
ويعكس هذا التحذير تصاعد القلق الإسرائيلي من تحركات الجماعات التابعة لإيران في الجنوب السوري، خاصة بعد مؤشرات متزايدة على محاولات هذه الجماعات ترسيخ وجود استخباراتي أو عسكري عبر خلايا نائمة أو نشاطات تقنية من بينها استخدام الطائرات المسيرة، في وقت يتواصل فيه التصعيد بين طهران وتل أبيب.
ويرى ناشطون محليون أن مثل هذه التحذيرات قد تفتح الباب أمام استهدافات عشوائية بذريعة "التصدي للدرون"، خصوصاً في ظل صعوبة التمييز بين استخدامات الدرون الترفيهية أو الإعلامية، وبين الأنشطة العسكرية الفعلية، وسط أجواء أمنية متوترة وانعدام فعلي للسيادة الجوية السورية.
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، بات استخدام الطائرات المسيرة في سوريا متاحاً لعامة الناس، بعد أن كان محظوراً ومراقباً بشدة من الأجهزة الأمنية، لا سيما في مجالات التصوير الجوي وتوثيق المناطق الأثرية والمدن المدمرة.
وشهدت الأشهر الماضية نشاطاً ملحوظاً في حسابات سورية على منصات التواصل الاجتماعي، نشرت محتوى مصوراً جوياً عالي الجودة، يهدف إلى الترويج للسياحة والهوية الثقافية، إضافة إلى التوثيق الإعلامي.
لكن التحذير الإسرائيلي الأخير يسلط الضوء على تحول خطير في طريقة التعامل مع هذا النوع من التكنولوجيا، خاصة في مناطق الجنوب السوري المحاذية للحدود، حيث يشير مراقبون إلى أن أي نشاط "غير مفسّر" قد يعرّض المدنيين لمخاطر جمّة، في ظل واقع أمني هش، وحدود متوترة، وغياب أي إشراف سيادي فاعل على الأجواء السورية.