
احتضن أعمال اليافعات من أسر المغيبين قسرياً.. انطلاق معرض "عدسة وحكاية" في عفرين
شهدت مدينة عفرين، يوم السبت الفائت الموافق لـ 14 حزيران/يونيو الجاري، انطلاق معرض "عدسة وحكاية" بإشراف منظمة Release me، والذي تضمن أعمالاً جديرة بالاهتمام، واستمر لمدة 4 ساعات، وكان موجهاً إلى المجتمع المحلي.
وبحسب تصريح خاص لشبكة شام، قالت يسرا حيدر، مديرة مركز "ريليزمي" في مدينة عفرين، فإن المعرض كان عبارة عن مساحة عرض احتضنت أعمال الفتيات اليافعات من أسر المغيبين قسرياً، والتي كانت نتيجة مشاركتهن في الورشات التدريبية في مجالي التصوير والأعمال اليدوية. وقد شاركت 12 فتاة في الأعمال اليدوية، و8 فتيات في ورشة التصوير.
شمل المعرض صوراً تم التقاطها بعدسات المشاركات، وأخباراً وتقارير صحفية كتبنها بأنفسهن حول تلك الصور. كما ضمَّ منتجات يدوية، بعضها مصنوع من مواد معاد تدويرها.
وأضافت أنه جرى التحضير للمعرض مسبقاً من حيث تنظيم المكان، تجهيز المطبوعات والمنتجات، ودعوة الأهالي والمجتمع المحلي لحضور الافتتاح، وذلك بمشاركة اليافعات أنفسهن.
وأشارت إلى أن المعرض كان موجّهاً للمجتمع المحلي بشكل عام، وخصوصاً للفتيات اليافعات من أسر المغيبين من عمر 12 إلى 18 سنة، وأهاليهن، كاحتفال بالنجاح الذي حققنه خلال التدريب. وامتد المعرض لمدة 4 ساعات.
ونوهت مديرة مركز "ريليزمي" إلى أن الهدف من المعرض هو تمكين اليافعات من أسر ضحايا الإخفاء القسري، وتعزيز ثقتهن بأنفسهن، وتشجيعهن على التعبير عن قضاياهن ومشاعرهن عبر الفن والتصوير.
كما سعى المعرض إلى دمجهن مجتمعياً وتحفيزهن ليكنّ عناصر فاعلة في حمل قضيتهن والتأثير في محيطهن، خاصة وأن التدريب تضمن جلسات حقوقية، من منطلق المعرفة بأن طريق العدالة طويل، ومن المهم أن تكون هذه الأجيال على معرفة حقيقية بالقضية وآليات الدفاع عنها.
وتابعت أن الرسالة الأساسية للمعرض هي: "الفتيات قادرات، ويجب دعمهن وتمكينهن ليصبحن صوتاً قوياً في مجتمعهن، قادراً على التغيير وكسر التحديات والقيود المفروضة عليهن، خاصة المرتبطة بالفقد والإقصاء".
أما بالنسبة للأنشطة التي ركز عليها المعرض، فقد قدم عرضاً لنتائج ورشتين تدريبيتين: ورشة التصوير وصياغة الخبر: التقطت الفتيات صوراً تعبّر عن الواقع من وجهة نظرهن، وكتبن حولها أخباراً صحفية، وورشة الأعمال اليدوية وإعادة التدوير: وشملت صناعة ديكورات منزلية، إكسسوارات، ورسومات باستخدام مواد بسيطة وأحياناً مستهلكة، أعدن استخدامها بطريقة فنية مبتكرة.
ويُشار إلى أن المعرض حظي بحضور شعبي، فضمّ اليافعات المشاركات، أولياء أمورهن، أصدقاءهن، وبعض ممثلي منظمات المجتمع المدني المحلية، ما أضفى على الفعالية طابعاً تفاعلياً وداعماً.
والأهم بالنسبة للإدارة كان احتفال اليافعات ببعضهن البعض، وكلمات الأمل التي سُمعت منهن. وبكل تأكيد، ستستمر الأنشطة والفعاليات في إطار بناء قيادة اليافعات نحو التغيير والعمل في مسار كشف المصير ومسار العدالة الانتقالية.
يشكّل معرض "عدسة وحكاية" خطوة عملية في تمكين الفتيات اليافعات من أسر المغيبين قسريًا، من خلال منحهن مساحة للتعبير عن ذواتهن وقضاياهن عبر الفن والعمل اليدوي. كما يساهم في تعزيز اندماجهن المجتمعي، ويحفّزهن على مواصلة التعلم والمشاركة الفاعلة في محيطهن، ضمن مسار واعٍ نحو العدالة.