
الحسكة تستقبل دفعات من السوريين العائدين من إقليم كردستان بعد منعهم من قبل "قسد"
بدأ صباح اليوم الأربعاء، دخول عشرات السوريين القادمين من إقليم كردستان العراق إلى محافظة الحسكة عبر معبر سيمالكا الحدودي، بعد نحو 24 ساعة من منعهم من الدخول من قبل سلطات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، بذريعة عدم انتمائهم القومي.
وكانت الحادثة قد أثارت موجة غضب واسعة على المستويين الشعبي والإعلامي، عقب انتشار مقاطع مصورة وشهادات لعشرات العائلات السورية بينهم نساء وأطفال، تم طردهم من المعبر بذريعة أنهم "ليسوا أكراداً"، رغم انتهاء إقاماتهم في الإقليم وعجز كثير منهم عن دفع الغرامات المترتبة عليهم، أو تكاليف تذاكر العودة جواً.
طرد عنصري وضغوط شعبية
ووفقاً لشهادات متقاطعة، قامت سلطات "قسد" يوم أمس بمنع دخول السوريين القادمين من الإقليم عبر المعبر، وسمحت فقط لحملة الهوية الكردية بالعبور، وسط تجاهل لمعاناة كثير من العائلات التي كانت عالقة لساعات طويلة عند النقطة الحدودية، دون مأوى أو خدمات.
ونشر ناشطون شهادات توثّق وجود سيدة حامل وأخرى مع أطفالها وغيرهم من العالقين على الحدود، بعد أن غادرت بياناتهم سجل الإقامة في كردستان ورفضت سلطات الإقليم استقبالهم مجدداً، ما فاقم معاناتهم، وأفادت إحدى السيدات التي كانت من بين العالقين: "كنا نظن أننا عائدون إلى وطننا، لكننا صُدمنا عندما قيل لنا: أنتم عرب، لا يمكنكم الدخول. أُهنا على أرضنا."
وكانت حكومة إقليم كردستان العراق قد استجابت لمناشدات السوريين، وقررت إعفاءهم من رسوم التأخير في الإقامة، بل تكفّلت بتكاليف عودة من لا يملكون ثمن التذاكر، وسيرت حافلات لنقلهم إلى معبر سيمالكا الحدودي، باعتباره المعبر البري الوحيد الذي يربط الإقليم بسوريا.
تراجع قسد وإلغاء شرط "الكفيل"
تحت ضغط الحملة الإعلامية والانتقادات الشعبية، تراجعت سلطات "قسد" اليوم عن قرارها السابق، وسمحت بدخول السوريين دون فرض شرط وجود كفيل، وهو أحد القيود المثيرة للجدل التي كانت تفرضها على الداخلين إلى مناطق سيطرتها.
ووصلت شركات النقل البري إلى المعبر لنقل العائدين إلى المحافظات السورية الأخرى، في خطوة لاقت ترحيباً واسعاً، وسط مطالبات بإلغاء جميع السياسات التمييزية التي تعيق عودة السوريين إلى بلدهم.
دعوة للعودة عبر المنافذ الرسمية
من جهته، دعا مازن علوش، مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، جميع السوريين الراغبين بالعودة إلى دخول البلاد عبر معبر البوكمال الحدودي، باعتباره المنفذ الرسمي الذي تشرف عليه الدولة السورية بشكل مباشر.
مشيراً إلى أن الجهات الحكومية على استعداد لتقديم جميع التسهيلات والخدمات اللازمة للعائدين، وأضاف "علوش"، "نرحّب بأهلنا من العراق وإقليم كردستان، ونأمل أن تتم العودة بشكل آمن وكريم، دون عوائق أو تمييز".