
الخارجية الأمريكية: تعليق العقوبات على سوريا خطوة استراتيجية لهزيمة داعـ ـش
قالت تامي بروس، رئيسة الخدمة الصحفية في وزارة الخارجية الأمريكية، إن تعليق العقوبات على سوريا يعدّ خطوة استراتيجية تصب في إطار تحقيق الهزيمة الدائمة لتنظيم "داعش".
وأكدت بروس خلال مؤتمر صحفي دوري عقد مساء الثلاثاء، أن هزيمة تنظيم داعش في سوريا "هدف أساسي للولايات المتحدة"، مشيرة إلى أن هذا القرار يمنح السوريين فرصة حقيقية لبناء مستقبل أفضل، موضحةً أن إدارة الرئيس الأمريكي تعمل حاليًا على حشد الدعم الدولي لإعادة تنشيط الاقتصاد السوري، والتعاون مع شركاء إقليميين وعالميين لجذب الاستثمارات إلى سوريا.
وكان المبعوث الأمريكي إلى سوريا قد أكد في تصريحات نُشرت عبر حساب السفارة الأمريكية على منصة "X"، أن عهد التدخلات الغربية ورسم الخرائط وفرض الوصايات قد انتهى، مشددًا على أن المرحلة المقبلة ستكون مرتكزة على الحلول الإقليمية القائمة على الشراكة والدبلوماسية والاحترام المتبادل، بعيدًا عن الإملاءات أو الهيمنة.
وأشار المبعوث إلى أن الغرب فرض حدودًا مصطنعة قبل قرن من الزمان بموجب اتفاقية "سايكس بيكو"، ما أدى إلى كوارث وأزمات تحملتها أجيال، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لن تسمح بتكرار مثل هذه الأخطاء، وأن مستقبل المنطقة سيكون عبر التعاون والشراكات الإقليمية، مضيفًا أنه مع سقوط نظام الأسد أصبح باب السلام مفتوحًا، وهذا ما أكد عليه الرئيس دونالد ترامب خلال خطابه في الرياض بتاريخ 13 أيار الماضي، عندما أعلن نهاية زمن الإملاءات الغربية.
واعتبر المبعوث الأمريكي أن المأساة السورية نتجت عن الانقسامات، وأن إعادة إحياء سوريا يجب أن تعتمد على الوحدة والكرامة والاستثمار في شعبها، مؤكدًا أن قرار تعليق العقوبات هو الخطوة الأولى التي ستساعد السوريين على إعادة بناء بلدهم وتحقيق مستقبل مزدهر.
وختم حديثه بالقول: "نقف اليوم إلى جانب تركيا والخليج وأوروبا، والأهم أننا نقف مع الشعب السوري وليس فوقه، وندعمه ليس بجنود ولا حدود وهمية، بل عبر خيارات سورية مستقلة وشراكات حقيقية".
وفي ذات السياق، أكد روبرت أرليت، المستشار الاستراتيجي في الحزب الجمهوري الأمريكي، أن قرار رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا يمثل محطة مفصلية في عملية استعادة الاستقرار في البلاد، مشددًا على أهمية هذه الخطوة لدعم الشعب السوري في تجاوز ما عاناه خلال العقود الماضية.
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع، يرافقه وزير الخارجية أسعد الشيباني، قد عقد لقاءً رفيع المستوى مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك في مدينة إسطنبول، ضمن جهود الحكومة السورية الجديدة لإعادة بناء العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.
وفي تغريدة مطوّلة على حسابه الرسمي، قال باراك إنه التقى الرئيس الشرع ووزير الخارجية الشيباني لمناقشة تنفيذ "القرار الجريء" للرئيس ترامب بشأن رسم طريق واضح للسلام والازدهار في سوريا بعد رفع العقوبات، مضيفًا أن الرئيس الشرع رحّب بإعلان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيرو حول تعليق عقوبات "قانون قيصر" لمدة 180 يومًا، وإصدار وزارة الخزانة الأمريكية الترخيص العام رقم 25 (GL 25)، إضافة إلى إجراءات أخرى لتخفيف العقوبات.
وتأتي هذه التطورات عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، بعد اجتماعه مع الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض، حيث دعا الشرع خلاله إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل وفتح آفاق جديدة للتعاون الإقليمي.
وكانت وزارة الخارجية السورية قد رحّبت رسميًا، في بيان صدر الجمعة 24 أيار 2025، بالقرار الأمريكي القاضي برفع العقوبات الاقتصادية بموجب الترخيص العام رقم 25، معتبرةً إياه خطوة إيجابية ومهمة نحو تخفيف المعاناة الإنسانية والاقتصادية للشعب السوري.
يُذكر أن وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت يوم الجمعة 23 أيار، عن دخول الترخيص العام رقم 25 الخاص بسوريا حيّز التنفيذ، ما أدى فعليًا إلى إنهاء منظومة العقوبات التي استمرت منذ عقود، وسمح بإجراء معاملات تجارية ومالية واستثمارية كانت محظورة سابقًا في عهد نظام الأسد البائد.