
بتهمة الاستهتار بدماء الضحايا .. دعوى قضائية ضد "باسم ياخور" أمام المحاكم السورية
تقدم المحاميان السوريان "رائد كنجو وعمر الجاسم"، المنتسبان إلى فرع نقابة المحامين في حلب، بدعوى قضائية أمام الجهات المختصة ضد الممثل باسم ياخور، متهمين إياه بارتكاب أفعال تمسّ هيبة الدولة وتستهين بدماء الشعب السوري، وتُعدّ تحريضاً على العنف بين أبناء الوطن.
وكان عاد الممثل المعروف بدعمه لنظام الأسد البائد "باسم ياخور" إلى العاصمة دمشق، في خطوة أثارت موجة من الغضب والاستياء بين السوريين، خصوصاً مع رفضه المستمر للاعتذار عن دعمه للنظام البائد، وإنكاره المتكرر لجرائم النظام بحق المدنيين.
وأصرّ "ياخور" على إنكار مسؤوليته الأخلاقية، بل ويجدد في كل ظهور إعلامي دعمه العلني لما يسميه "الدولة"، متجاهلاً سجلًا داميًا من الانتهاكات، ما دفع ناشطين وإعلاميين للمطالبة بمحاسبته كونه شخصية عامة كانت شريكًا في التغطية على الجرائم، إن لم تكن أحد أبواقها الناعمة.
وجاء في نص الدعوى أن المدعى عليه باسم ياخور، "المعروف لدى الشعب السوري الحر"، بحسب تعبيرهما، "قد ارتكب الجرائم آنفة الذكر، ضارباً بعرض الحائط القوانين والأنظمة المرعية وحرمة الشعب السوري ودمائه".
وأضافت الدعوى، أنه لم يراعِ المدعى عليه حرمة دماء شعبنا والأمة، وظهر في عدة فيديوهات مصورة وموثقة ومسجلة على مواقع التواصل الاجتماعي، تثبت استحقاقه للمحاسبة على ما بدر منه، وأكد المحاميان استعدادهما لإبراز كافة تلك الفيديوهات أمام المحكمة، وخاصة الفيديو الذي ظهر فيه عبر برنامج بودكاست مع نايلا، حيث بدأ يمدح النظام المخلوع ورئيسه القابع الهارب، ويرتل له الأشعار والمديح، ويقوم برثاء بشار الأسد قائلاً: (حسبالك من رحت نرتاح، حسبالك)، وأصبحت عيناه تدمع من شدة تأثره رحيل المجرم.
كما استند المدعيان في دعواهما إلى مقطع آخر ظهر فيه باسم ياخور أثناء زيارته لسوريا، وصف فيه الوضع بعبارة: "بطاطا، كلو بطاطا، وكل واحد يفسر على كيفو"، واعتبرا أن هذه الأقوال تمثّل استفزازًا لمشاعر السوريين، وخصوصاً أهالي الشهداء، وتُعبّر عن نوع من الشماتة بآلامهم، إضافة إلى ما وصفاه بـ"توبيخه للاجئين السوريين الذين يقبعون في المخيمات والملاجئ"، حيث "يعيب عليهم إنجاب الأطفال ويلومهم على عدم قدرتهم على تأمين الطعام والشراب".
واعتبرت الدعوى أن تصرفات المدعى عليه تشكل "جرماً يعاقب عليه القانون"، مشيرين إلى أن "القضاء هو مؤسسة للعدل والإنصاف"، وأن "عدم معاقبته قد يؤدي إلى عواقب لا تُحمد عقباها"، وطالبت الدعوى المحكمة بتحريك دعوى ضده، والإحالة إلى قاضي التحقيق لإجراء المقتضى القانوني اللازم أصولاً، بإنزال "أقصى العقوبات الرادعة" بحق المدعى عليه، وتلزم ياخور بتعويض مادي ومعنوي، إضافة إلى تغريمه بالرسوم والمصاريف القضائية.
"باسم ياخور" يعود لدمشق دون اعتذار
ويُذكر أن ياخور المعروف بدعمه لنظام الأسد البائد "باسم ياخور" عاد إلى العاصمة السورية دمشق قبل أيام قليلة، في خطوة أثارت موجة من الغضب والاستياء بين السوريين، خصوصاً مع رفضه المستمر للاعتذار عن دعمه للنظام البائد، وإنكاره المتكرر لجرائم النظام بحق المدنيين.
ظهور مفاجئ دون محاسبة
تداولت صفحات محلية وموقع "سوريا دراما أوفيشال" صورة لباسم ياخور في أحد مطاعم دمشق، ما أثار تساؤلات حول السماح له بالدخول من مطار دمشق دون أي إجراء قانوني، رغم تصريحاته العدائية تجاه الدولة الجديدة ومواقفه الداعمة لماهر الأسد، أحد أبرز المتهمين بجرائم ضد الإنسانية.
ردود الفعل لم تتأخر، إذ انهالت التعليقات على مواقع التواصل مطالبة بمساءلة باسم ياخور، خاصة بعد تصريحاته التي اعتبر فيها أنه "ابن هذا النظام"، ودفاعه عن علاقته الوثيقة بالهارب ،"ماهر الأسد". "لم يعتذر ياخور عن موقفه الأخلاقي المخزي أبداً، لم يتحدث عن بشار الأسد بجملة، عن جيشه بكلمة، عن جرائمه ولو بحرف، وأصر على اعتبار كل ما سبق شيئًا يشبه خلافاً بالرأي".
ومع عودة باسم ياخور إلى سوريا دون مساءلة، تكشف حجم الفجوة بين تطلعات الشارع السوري نحو العدالة، وبين واقع "اللامحاسبة" الذي لا يزال يظلل بعض الوجوه العامة. أما اعتذاره، فهو مؤجل.. أو ربما لن يأتي أبداً، وفق إصداره على دعم نظام الأسد البائد.