بين الدمار والبرد.. واقع التعليم في ريف إدلب
يشهد الواقع التعليمي في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي ظروفًا صعبة، نتيجة الدمار الذي لحق بالعديد من المدارس بفعل القصف، ما جعلها غير صالحة لاستقبال الطلاب. كما تعاني هذه المنشآت من نقص حاد في التجهيزات الأساسية، مثل المقاعد والأبواب والنوافذ، ما يعرقل سير العملية التعليمية بالشكل المطلوب.
تفاقم المعاناة مع اقتراب فصل الشتاء
ومع اقتراب فصل الشتاء واشتداد البرد يوماً بعد يوم، تتصاعد معاناة الطلاب في هذه المدارس، إذ يجدون أنفسهم في صفوف غير مجهزة تفتقر لأبسط وسائل الحماية من الطقس القاسي، ما يهدد قدرتهم على متابعة التعليم ويكشف حجم النقص في الدعم والإمكانيات لتأمين احتياجاتهم الأساسية خلال الظروف المناخية الصعبة.
مدارس متضررة
وبحسب إحصائية صادرة عن مديرية التربية في محافظة إدلب في نهاية أغسطس/آب الماضي، عانى قطاع التعليم خلال 14 عاماً من الحرب، حيث بلغ إجمالي المدارس التي تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي 782 مدرسة، ما أثر بشكل مباشر على مستقبل مئات الآلاف من التلاميذ.
وأوضحت الإحصائية أن 32 مدرسة دُمّرت بالكامل، و143 مدرسة تعرضت لأضرار جسيمة، و137 مدرسة لأضرار متوسطة، بينما سجلت 421 مدرسة أضراراً متفاوتة.
جهود الترميم
ورغم هذه التحديات، أوضحت المديرية أنها رممت 325 مدرسة أعادت فتح أبوابها لاستقبال التلاميذ، فيما تستمر أعمال الترميم في 158 مدرسة أخرى، بهدف الحد من النقص الحاد في المرافق التعليمية وتخفيف الضغط الناجم عن الاكتظاظ في المدارس القائمة.
طلاب يفترشون الأرض
ومع ذلك، يشير مراقبون إلى أن الطلاب في بعض المدارس ما زالوا يضطرون للجلوس على الأرض أو على حصر وبطانيات، بينما يستخدم آخرون مقاعد خشبية مهترئة، ما يبرز الحاجة الملحة لاستكمال الترميم وتجهيز المدارس بالمقومات الأساسية لضمان بيئة صحية وآمنة للتعلم.
تداعيات صحية
وبالإضافة إلى التحديات التعليمية، تعبر العائلات عن مخاوفها المتزايدة مع اقتراب فصل الشتاء من أن يتعرض أبناؤها لمشكلات صحية نتيجة البرد القارس. ويؤكد الأطباء أن الطقس القاسي قد يسبب مضاعفات خطيرة للأطفال، تشمل نزلات البرد، والتهابات الجهاز التنفسي، وانخفاض القدرة على التركيز أثناء الدروس، ما يهدد انتظامهم في التعليم ويزيد من معاناتهم اليومية.
وفي ظل هذه الظروف القاسية والمخاوف المتزايدة، يوجه أهالي الطلاب والمعلمون مناشدات عاجلة للجهات المعنية بضرورة ترميم المدارس وتجهيزها بجميع المستلزمات الأساسية وتأمين مواد التدفئة، لضمان بيئة تعليمية آمنة تحمي الأطفال من البرد وتحافظ على صحتهم ومستقبلهم الدراسي.