
تصريحات تعزز الأنباء عن هبوط مروحية إسرائيلية في السويداء لإيصال معدات ونقل جرحى
خلق الخبر الذي جرى تداوله على وسائل الإعلام بينها شبكة "شام" ليلاً، حول هبوط مروحية إسرائيلية في محافظة السويداء، بالتوازي مع الغارات الإسرائيلية التي طالت مواقع للجيش السوري، جدلاً واسعاً بين من يؤكد بناء على إشارات الرصد الملتقطة، وبين من ينفي لاسيما من نشطاء السويداء ويتداولون الخبر بأسلوب تهكمي ساخر.
وبقي الخبر متداولاً دون أي تأكيدات رسمية، حيث أن هذا الحدث يعتبر الأول من نوعه، في سياق المساعي الإسرائيلية لدعم قوى درزية معروفة اليوم، تنتهج موقفاً معارضاً لبسط الأمن والاستقرار، وتحاول مواجهة السلطة السورية الجديدة، وطلب الحماية الدولية للدروز، مستعينة بالدعم الإسرائيلي.
لكن تصريحات خرجت اليوم السبت، أولها على لسان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، وآخر على لسان مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي، تشير وتدل بشكل مباشر إلى حقيقة الخبر المتعلق بهبوط المروحية الإسرائيلية، وتؤكد بشكل غير مباشر الحدث، من خلال الحديث عن نقل جرحى دروز إلى إسرائيل، وإيصال معدات عسكرية للقوى الدرزية في السويداء.
فقد أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي "أفيخاي أدرعي"، اليوم السبت 3 أيار، عن إجلاء خمسة مواطنين سوريين من أبناء الطائفة الدرزية لتلقي العلاج الطبي داخل إسرائيل الليلة الماضية، لافتاً إلى نقلهم إلى المركز الطبي زيف في تسفات (صفد) بعد إصابتهم داخل سوريا.
ولفت المتحدث في تصريح على منصة إكس، إلى أن قوات جيش الدفاع تنتشر في منطقة جنوب سوريا وتبقى مستعدة لمنع دخول قوات معادية إلى المنطقة والى القرى الدرزية. يواصل جيش الدفاع متابعة التطورات ويبقى في حالة جاهزية للدفاع وللتعامل مع سيناريوهات مختلفة.
وقال مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي "Doron_Kadosh" على منصة إكس، إنه لأول مرة هبطت مروحية نقل تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي الليلة الماضية معدات ومساعدات إنسانية للدروز في منطقة السويداء، جبل الدروز، على بعد نحو 70 كيلومترا من الأراضي الإسرائيلية وبعيدا عن المنطقة التي يحتلها جيش الدفاع الإسرائيلي كمنطقة أمنية في جنوب سوريا.
ونقلت "هيئة البث الإسرائيلية الرسمية" عن مصدر أمني أن مروحية نقل تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي وفي خطوة غير معتادة نقلت مساعدات إنسانية ومعدات لأبناء الطائفة الدرزية في محافظة السويداء السوريّة.
وأوضحت الهيئة أن هذه هي المرة الأولى التي تسلم فيها مروحية نقل إسرائيلية معدات ومواد غذائية للدروز السوريين على بعد نحو 70 كيلومترا من الحدود الإسرائيلية، وأوضح المصدر أن الهدف من هذه المساعدات هو تمكين الدروز من مواجهة التحديات الإنسانية، مشيرا إلى أن القرار تم اتخاذه بموافقة القيادة السياسية في إسرائيل.
في المقابل، كانت نفت صفحة "السويداء 24" المحلية نقلا عن مصادر أن "الأنباء المتداولة عن هبوط طائرة مروحية إسرائيلية في السويداء عارية عن الصحة وتأتي في سياق حملات التحريض الطائفي الممنهجة"، وأضافت: "لم تُسمع أصوات مروحيات في أجواء المحافظة إنما كان هناك أصوات انفجارات بسبب الغارات الجوية التي كانت تستهدف مواقع عسكرية في ريف درعا".
وسبق أن أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم الأربعاء 1 أيار، عن قيامه بإجلاء ثلاثة مواطنين سوريين من أبناء الطائفة الدرزية إلى داخل إسرائيل لتلقي العلاج الطبي، إثر إصابتهم في سوريا، وذكر المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، أن المصابين نُقلوا إلى المركز الطبي "زيف" في مدينة صفد، دون تقديم تفاصيل إضافية حول طبيعة إصاباتهم أو مكان وقوعها.
وفي وقت متأخر من يوم الجمعة 2 أيار، شنت طائرات حربية إسرائيلية غارات جوية عنيفة استهدفت مواقع عدة في أرياف حماة واللاذقية وريف دمشق، وذلك عقب غارة جوية نفذتها فجراً بالقرب من القصر الرئاسي في العاصمة دمشق، وصفت بأنها "تحذيرية".
طالت الغارات منطقة الشعرة بريف اللاذقية الشرقي القريبة من منطقة شطحة بسهل الغاب، في حين جاءت الغارات الثانية في منطقة قرب حرستا بريف دمشق، وسجل نشطاء غارات إسرائيلية طالت الكتيبة الصاروخية بين بلدتي موثبين وجباب شمالي درعا، وطالت غارات الفوج 175 في مدينة إزرع بريف درعا.
من جانبها، أصدرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بيانًا قالت فيه: “قبل قليل، شنّ جيش الدفاع الإسرائيلي ضربات على منشأة عسكرية ومدافع مضادة للطائرات وبنى تحتية متصلة بصواريخ أرض-جو داخل الأراضي السورية”، مضيفة أن الجيش سيواصل “اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين الإسرائيليين.”
وتأتي هذه الغارات بعد أيام قليلة من تصعيد لافت شمل استهداف محيط القصر الرئاسي في دمشق وأشرفية صحنايا، بدورها، ردت الرئاسة السورية عبر بيان رسمي، أدانت فيه القصف الإسرائيلي واعتبرته محاولة مكشوفة لتقويض الأمن والاستقرار الوطني، مؤكدة أن سوريا “لن تساوم على سيادتها أو أمنها”، وأنها ستواصل العمل لحماية البلاد من أي تهديدات.
وفي سياق ردود الأفعال، أدانت عدد من الدول العربية بينها قطر والسعودية والكويت والأردن واليمن والعراق ولبنان، والجامعة العربية والأمم المتحدة ولجنة التحقيق الدولية بشأن سوريا والمبعوث الأممي غير بيدرسون، التصعيد الإسرائيلي ضد سوريا، وأكدت هذه الدول رفضها القاطع للتدخلات الإسرائيلية وانتهاك سيادة سوريا ووحدتها.
وجاء التصعيد الإسرائيلي اللافت، بعد ساعات قليلة من إعلان مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز، بالتعاون مع المرجعيات الدينية والاجتماعية ووجهاء وعموم أبناء الطائفة، بيانًا وطنيًا شاملاً شددت فيه على التمسك بوحدة الدولة السورية، ورفضها القاطع لأي شكل من أشكال الانفصال أو مشاريع التقسيم، مؤكدة أن الطائفة ستبقى جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية الجامعة.
لكن "المجلس العسكري في السويداء" وقبله الرئيس الروحي "حكمت الهجري"، طالبوا بفرض منطقة آمنة في السويداء والمناطق المحيطة بها، تحت إشراف قوات دولية محايدة، معلنين رفضهم دخول قوى الأمن العام، وذلك عقب ما أسماها "الانتهاكات" التي تعرض لها الدروز في منطقة صحنايا بريف دمشق.
وكانت مدينتا جرمانا وأشرفية صحنايا قد شهدتا، فجر الثلاثاء 29 نيسان، واحدة من أكثر المواجهات المسلحة دموية في ريف دمشق خلال الفترة الأخيرة، إثر هجوم مفاجئ شنته مجموعة مجهولة على حواجز لقوات الأمن العام، وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل 13 شخصاً، بينهم اثنان من عناصر الأمن، قبل أن تمتد الاشتباكات إلى مناطق أخرى جنوب العاصمة، مسفرة عن مقتل 16 عنصراً أمنياً إضافياً، ما زاد من حدة التوترات الأمنية وأعاد ملف الجنوب السوري إلى صدارة الاهتمام الإقليمي والدولي.