توثيقات تفضح جرائم جمعية "البستان" ومليشيات الأسد: اختطاف وابتزاز ومجازر بحق المدنيين
توثيقات تفضح جرائم جمعية "البستان" ومليشيات الأسد: اختطاف وابتزاز ومجازر بحق المدنيين
● أخبار سورية ٢٥ مايو ٢٠٢٥

توثيقات تفضح جرائم جمعية "البستان" ومليشيات الأسد: اختطاف وابتزاز ومجازر بحق المدنيين

يتواصل العمل لكشف خيوط الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري خلال سنوات حكم المجرم بشار الأسد، إذ تتعزز المطالب الشعبية بمحاسبة المتورطين في سفك الدماء وتهجير الأهالي، وتظهر يوماً بعد يوم وثائق جديدة تدين شخصيات ومجموعات أمنية وعسكرية كانت تتحرك تحت مظلة "أعمال خيرية"، لتنكشف حقيقتها كمليشيات مارست الإجرام باسم السلطة.

أحدث هذه التوثيقات ما نشرته وزارة الداخلية السورية عبر تسجيل مصور يظهر اعترافات صادمة لأفراد تورطوا في جرائم خطف وقتل وابتزاز، كانت تُدار من مقرات تابعة لما يُعرف بـ"جمعية البستان"، وهي الجمعية التي ترأسها رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، والتي طالما رُوّج لها كجمعية خيرية، ليتبيّن لاحقاً أنها كانت واجهة لتمويل وتسليح عصابات تعمل خارج القانون.

الواجهة الخيرية.. والواقع المسلح
ظهر في التسجيل المصور أحد أفراد هذه العصابات، وهو يشرح تفاصيل عملهم داخل مقر استولوا عليه، قائلاً: "أخذوا هذا المقر، سوروه وأقاموا فيه سواتر، وأصبح نشاطهم العسكري بالكامل هنا، بحيث يكون بعيداً عن الأعين". وأضاف: "تم جلب مجموعة تجيد استخدام الكلور في الهجمات، وكان المقر منطلقاً لكافة العمليات القتالية، بتنسيق مباشر من رامي مخلوف، مروراً بسامي درويش، الذي كان يصدر الأوامر للوحدات القتالية".

اختطاف وتصفية مقابل المال
ربيع صلاح معروف، أحد المشاركين في هذه العمليات، كشف عن دوره ضمن مجموعة يقودها فراس سلطان، مشيراً إلى أن "جمعية البستان" كانت تقدم نفسها كجمعية خيرية، بينما كانت في الحقيقة عبارة عن تنظيم مسلح بقيادة سامر درويش وفراس سلطان، متخصص بالخطف والابتزاز.

قال ربيع، إنهم كانوا يشاركون في العمليات العسكرية بدمشق وريفها، وكان من مهامهم اختطاف المدنيين ومطالبة عائلاتهم بدفع فدية. ومن يرفض الدفع كان يُصفّى بأمر مباشر. وأكد تورطهم في تصفية مدنيين، مثل بسام الصوص الذي قُتل رغم دفع والديه الفدية، إلا أنه اكتشف هوية خاطفيه. 

شهادة لأحد الضحايا
وعرض التسجيل شهادة أحمد الطحان، صيدلاني من منطقة المزة، الذي ظهر في مقطع مصور موثق عبر الهاتف. والذي ذكر المجرم ربيع اسمه كواحد من ضحايا الاختطاف. وروى الطحان تفاصيل اختطافه في 26 تشرين الثاني 2011 على يد مجموعة مسلحة تابعة للجمعية، واحتجازه في زنزانة انفرادية لمدة 43 يوماً، حيث تعرض للتجويع والتعذيب، وطُلب من عائلته دفع فدية بقيمة 20 مليون ليرة سورية، خُفضت لاحقاً إلى 15 مليون، لكن العائلة لم تدفع في البداية لاعتقادها أنه معتقل لدى النظام البائد.

مجازر وتعفيش في وضح النهار
من جانبه، أدلى محفوظ محمد محفوظ، قائد مجموعة مكونة من 400 عنصر تابعة لـ"البستان"، بشهادته حول مشاركته في معارك على جبهات دمشق وريفها، خاصة في داريا والمعضمية ووادي بردى. واعترف بإطلاق قذائف هاون على وادي بردى، ثم انتقل إلى "الفرقة الرابعة"، المعروفة بانخراطها في عمليات القتل والتهجير الجماعي.

أما ميسم يوسف، أحد عناصر مجموعة "سوار صايمة"، فقد روى كيف كانت مهماتهم تتضمن الخطف والتعفيش والابتزاز، وشاركوا في جبهات مختلفة منها حلب، الشام، الحجر الأسود، المزة، ومساكن الرازي. واعترف بارتكابهم مجازر، وهو قتل أربعة مدنيين في بساتين الرازي.

المحاسبة آتية
هذه الشهادات ليست إلا غيضاً من فيض مما ارتُكب من جرائم ممنهجة تحت غطاء الدولة ومؤسساتها الصورية. وقد فتحت هذه التوثيقات الباب واسعاً أمام مطالبات شعبية وحقوقية متجددة بمحاسبة كل من تورط في هذه الانتهاكات، بدءاً من رأس النظام، مروراً بالممولين والمنفذين، وصولاً إلى كل من تستر أو شارك في سفك الدم السوري.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ