
حاجٌّ سوريٌّ من ذوي الهمم يعبّر عن فرحته باختياره لأداء مناسك الحج
أعرب الحاج السوري "حكمت الخالد"، وهو من ذوي الهمم وفاقد للبصر نتيجة إصابة خلال المعارك، عن بالغ سعادته لاختياره ضمن المستفيدين من منحة الحج المقدمة من الدولة السورية لهذا العام.
وقال في تصريح تلفزيون سوريا: "مع اقتراب موسم الحج، كنت أدعو الله أن يرزقني زيارة بيته الحرام والطواف حول الكعبة. وفي أحد الأيام، أبلغنا الإخوة الإداريون المشرفون علينا، نحن الجرحى، أن هناك قرعة ستُجرى لاختيار الحجاج، وقاموا بنقلها مباشرة".
وأوضح أنه شعر حينها بأن اسمه سيُدرج ضمن المقبولين، وظل يدعو ألا يُخيّب الله ظنه. وأضاف:"في البداية، ورد اسمي ضمن قائمة الاحتياط، ما يعني أن احتمالية الذهاب كانت غير مؤكدة. لكن بعد فترة قصيرة، أبلغوني بأنه تم اعتمادي ضمن القائمة الأساسية، وأني سألتحق بالمجموعة لأداء الحج".
وتابع قائلاً: "شعرت بفرحة لا توصف، يعلمها الله وحده. وعندما وصلنا إلى مكة، أدّينا العمرة أولاً، وتلقى الجميع توجيهات من الشرعيين والإداريين بشأن أداء المناسك. وما إن دخلت الحرم، حتى شعرت بسكينة وطمأنينة، وغرغرت عيناي بالدموع".
واختتم الخالد حديثه بالإشادة برفاقه في الغرفة، قائلاً: "الإخوة الذين أشاركوني السكن لا يتوانون عن مساعدتي، جزاهم الله خيراً، وهم أيضاً من المصابين".
منحة الحج
ويُشار إلى أن حكمت الخالد كان واحداً من بين أكثر من 500 حاج من مصابي المعارك وذوي الشهداء والأسرى في سجون النظام البائد، ممن شملتهم منحة الحج التي قدّمتها الدولة السورية لعام 1446 هـ – 2025 م. وقد جاءت هذه المبادرة تقديراً لتضحياتهم وتكريماً لأسرهم، وفاءً لمن بذلوا أرواحهم وأعمارهم في سبيل الوطن. وتشمل المنحة جميع نفقات الرحلة، من تأشيرات ونقل وإقامة، إلى جانب خدمات لوجستية وطبية متكاملة، إضافة إلى برامج إرشاد ديني ترافق الحجاج خلال أداء المناسك، لضمان راحتهم وتيسير رحلتهم الإيمانية.
وقد عبّر عدد من الحجاج المستفيدين من المنحة في مقابلات مصوّرة عن امتنانهم العميق للحكومة التي أتاحت لهم هذه الفرصة المباركة، موجّهين شكرهم على ما وصفوه بـ"رحلة العمر". وأكد أحدهم أنّ مشاعر الفرح التي غمرتهم لا يمكن وصفها، لما تمثله هذه الرحلة من قيمة روحية وإنسانية كبيرة في حياتهم.
مكالمة الشرع مع الحجاج
ويُذكر أن الرئيس السوري "أحمد الشرع" أجرى مكالمة هاتفية التي مع مجموعة من الحجاج السوريين المتواجدين في المملكة العربية السعودية، ليطمئن شخصياً على أوضاع الحجاج والتأكد من أن جميع الترتيبات تسير على خير ما يرام.
وقد ضمت المجموعة عدداً من الحجاج الذين توجهوا إلى الديار المقدسة ضمن المنحة التي قدمها الشرع لذوي الهمم وأهالي الشهداء، تقديراً لتضحياتهم وتكريماً لصبرهم، الأمر الذي لاقى صدى واسعاً في الشارع السوري، وأعاد التأكيد على الروح الإنسانية التي تسعى القيادة السورية إلى تعزيزها.
خلال المكالمة، أعرب الرئيس الشرع عن فخره بالحجاج السوريين، ودعاهم إلى اغتنام فرصة وجودهم في هذه البقاع الطاهرة للإكثار من العبادة والدعاء، مؤكداً أنهم يمثلون سوريا أمام إخوتهم في المملكة العربية السعودية. وقد رد الحجاج بأنهم يفعلون ذلك بكل صدق، وأن دعواتهم لا تنقطع لسوريا وشعبها وقائدها.
كما أشار الشرع إلى العلاقات الأخوية المتينة التي تجمع بين الشعبين السوري والسعودي، داعياً الحجاج إلى أن يعكسوا أفضل صورة عن الأخلاق والسلوك السوري الأصيل، وقد أكد أحد الحجاج أن استقبالهم كان في غاية الكرم، حتى أن أحد السعوديين قبّل جواز سفره فقط لأنه يحمل الجنسية السورية، في لفتة مؤثرة تعكس عمق المحبة بين الشعبين.
وخلال الاتصال، وجّه أحد الحجاج من ذوي الهمم شكره العميق للرئيس الشرع قائلاً: "سيدي الرئيس، سعادتنا بهذه المنحة أنستنا آلام السنين وجراحها، ونسأل الله أن يمدّكم بالقوة والعافية"، ليجيبه الرئيس: "أنتم تستحقون عيوننا، وسنردّ الجميل ليس بالحج فقط، بل بإعادة الإعمار، وتحقيق الأمن، وتوفير الرزق بإذن الله".