حملة لإحياء المزارات السياحية في حماة: "أم النواعير" تستعيد بريقها التاريخي
حملة لإحياء المزارات السياحية في حماة: "أم النواعير" تستعيد بريقها التاريخي
● أخبار سورية ٢ يونيو ٢٠٢٥

حملة لإحياء المزارات السياحية في حماة: "أم النواعير" تستعيد بريقها التاريخي

تُعتبر مدينة حماة من أقدم المدن التاريخية في سوريا، حاضنةً لمجموعة من المواقع الأثرية الهامة التي تعود لحضارات متعددة. لكنها تعرضت لتهميش ممنهج خلال حكم أسرة الأسد منذ عام 1973، حيث تم إهمالها وطمس معالمها الأثرية، وتحويلها إلى مكب للنفايات، مما أضعف دورها كوجهة سياحية داخلية وخارجية.

تشتهر حماة بنهر العاصي الذي يقسم المدينة إلى نصفين، ويحتضن على ضفافه 16 ناعورة خشبية ضخمة، منها الناعورة المحمدية والأربع نواعير المتجاورة، والتي يعود بناؤها حسب أهالي المدينة إلى العهد الآرامي في الألفية الأولى قبل الميلاد. هذه النواعير الخشبية المصنوعة من خشب الجوز والسنديان تعمل على نقل مياه النهر إلى الأراضي الزراعية والمنازل، وسط انتشار واسع للبساتين التي تحيط بالنهر.

ومن بين المعالم التي تعرضت للإهمال في عهد النظام السابق قلعة حماة الأثرية (قلعة أبي الفداء)، مسجد النوري، وحي الطوافرة، حيث حوّلت بعضها إلى ثكنات عسكرية وأمنية منذ عام 2011.

في إطار جهود إعادة إحياء المدينة، أطلق محافظ حماة، عبد الرحمن السهيان، حملة تحت عنوان "حماة تنبض من جديد"، بهدف إعادة الحياة إلى المحافظة واستعادة مكانتها كوجهة سياحية مهمة. وأوضح السهيان في تصريح لموقع "الجزيرة نت"، أن النظام السابق اتبع منهجية متعمدة لطمس معالم المدينة بسبب نقمة على تاريخها كوجهة سياحية بارزة، من خلال إهمال معالمها الأثرية والسياحية.

وتشمل أهداف الحملة التركيز على ترميم معالم تاريخية عريقة مثل مسجد السلطان، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 700 عام ويعاني حالياً من الإهمال. كما تستهدف الحملة إعادة الاعتبار لنهر العاصي الذي وصفه المحافظ بأنه "رئة حماة"، عبر تنظيف مجراه وترميم المواقع الأثرية المحيطة به، مما سيفتح آفاقاً جديدة للاستثمار السياحي وجذب الزوار.

كما تتضمن خطة الحملة ترميم كبريات المدارس العريقة مثل ابن رشد والسيدة عائشة، سواء في المدينة أو الأرياف، لتكون نموذجاً يحتذى به في بقية المؤسسات التعليمية.

وفي السياق ذاته، بدأت مؤسسة "رحمة بلا حدود" حملة "مدينتنا أمانتنا"، حيث أطلقت مشروع تنظيف مجرى نهر العاصي بالكامل بالتعاون مع محافظة حماة، ومن المتوقع أن يستمر العمل لمدة شهرين. كما سيتم ترميم وصيانة عدد من نواعير المدينة خشبياً بعد عودة جريان المياه النقية للنهر، لما لها من أهمية تاريخية وتراثية.

كما تجري حالياً أعمال ترميم لمسجد السلطان، الواقع وسط أسواق حماة، وهو معلم تاريخي بني قبل أكثر من سبعة قرون على يد السلطان الأفضل، تعرض للهدم عام 1964 وأُعيد بناؤه في 1968.

إلى جانب هذه المعالم، تحتضن حماة العديد من المواقع السياحية الأخرى، مثل:
قصر العظم: قصر أثري يعود للقرن الثامن عشر، يتميز بالعمارة الدمشقية ويضم متحفاً.
خان رستم باشا: سوق قديمة مغطاة تقدم التحف والمشغولات التقليدية.
جسور نهر العاصي: جسور خشبية وحجرية قديمة توفر تجربة مشي فريدة على ضفاف النهر.
حدائق العاصي: متنزهات مناسبة للعائلات، تُعد مكاناً مثالياً للاستجمام والتصوير.
تل النبي هود: موقع أثري يعتقد أنه يضم قبر النبي هود عليه السلام.
ريف حماة: يضم معالم طبيعية وأثرية مثل قلعة مصياف القديمة، وادي العيون الشهير بشلالاته وينابيع المياه، ومدينة آفاميا التاريخية التي تضم آثاراً من العصور الرومانية والبيزنطية وتقع شمال غرب حماة.

تسعى حملة "حماة تنبض من جديد" إلى استعادة المدينة بمجدها التاريخي وتعزيز مكانتها كوجهة سياحية وتراثية مميزة في سوريا.

المصدر: الجزيرة نت

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ