
شكاوى من ارتفاع الأسعار وتراجع جودة الخدمات في بعض فنادق دمشق
تشهد فنادق العاصمة السورية دمشق ازدحاماً، ما أدى إلى امتلاء بعض المنشآت وصعوبة في إيجاد غرف شاغرة، وسط شكاوى متزايدة من ارتفاع الأسعار وتراجع جودة الخدمات المقدمة للنزلاء.
أعرب عدد من الزوار عن استيائهم من تدني مستوى الإقامة، حيث أشار أحد النزلاء إلى أنه دفع نحو 300 ألف ليرة سورية لقاء إقامة قصيرة لم توفر الحد الأدنى من الراحة، منتقداً ما وصفه بـ"سوء المعاملة" و"رداءة الخدمات" في بعض الفنادق داخل دمشق.
في المقابل، أرجع أحد أصحاب الفنادق في وسط دمشق هذا التدهور إلى الارتفاع الكبير في التكاليف التشغيلية، مشيراً إلى أن تعبئة صهريج مياه واحد قد تكلف ما بين 800 ألف إلى مليون ليرة سورية، بالإضافة إلى مصاريف الكهرباء وتكاليف الموارد الأخرى.
من جهته، قال معاون وزير السياحة، "غياث الفراح"، إن الوزارة تتابع أوضاع الفنادق عن كثب وتولي أهمية خاصة لملف إعادة التأهيل والتطوير، مؤكداً أن المنشآت التي لا تلتزم بتحسين خدماتها وتحديث تجهيزاتها سيتم استبعادها من السوق السياحية.
وأوضح "الفراح" أن الوزارة تعمل على طرح مجموعة من الفنادق المصنفة بثلاث نجوم وما فوق لإعادة تأهيلها، بهدف رفع مستوى الخدمات وتحسين تجربة الضيوف.
وشهدت منطقة المزة بالعاصمة دمشق افتتاح فندق "آرت هاوس" بسوية خمس نجوم مطلع أيار الماضي، وذلك بحضور وزير السياحة "مازن الصالحاني"، في خطوة وُصفت بأنها تعكس عودة النشاط السياحي إلى المدينة وتُبرز البعد الثقافي والفني في قطاع السياحة السورية.
ويمتد الفندق على مساحة تزيد عن 700 متر مربع، ويتألف من أربعة طوابق، ويضم عشر غرف تحمل كل منها اسم فنان، وتحتوي على مقتنيات وصور تجسد سيرته وأعماله، ما يمنح الضيوف تجربة فريدة تجمع بين الإقامة والذاكرة الفنية كما وفر المشروع نحو 45 فرصة عمل.
وقالت مسؤولة مجلس إدارة شركة "غلوري الدولية" المستثمرة للمشروع، "مجد شربجي"، إن استثمارها في سوريا جاء بدافع الحب والانتماء قبل البحث عن الجدوى الاقتصادية، مشيرة إلى أن اختيارها لفندق "آرت هاوس" جاء نظراً لرمزيته الفنية، كونه المشروع الفندقي الوحيد في سوريا الذي يحمل هذا الطابع الثقافي.
من جانبه، اعتبر مدير الفندق، "بيير بشير الخوري"، أن المشروع يُعد واجهة حضارية تسهم في تعزيز الصورة السياحية لسوريا، مشدداً على أن "آرت هاوس" يمثل قيمة مضافة للقطاع السياحي ويعكس مؤشرات تعافٍ تدريجي للبلاد.
بدوره، قال مدير الموارد البشرية "نزار يارد" إن الفندق يشكّل علامة فارقة في عالم الفنادق، لاهتمامه الخاص بالفن والتراث، ودمجه بين الطابعين الشرقي والغربي، لافتاً إلى احتوائه على صالة مميزة لإقامة معارض فنية وحفلات موسيقية كلاسيكية وشرقية.
كما كشفت "رانيا عبيد"، مديرة "غلوري الدولية" في الفندق، أن المبنى أثري ويعود عمره إلى نحو 400 عام، وكان في السابق طاحونة للملح الصخري ثم تحول إلى مخزن للحبوب، قبل أن يُعاد تأهيله وتحويله إلى منشأة فندقية راقية.
وأكدت أن الفندق، رغم حجمه الصغير، يتمتع بكامل مواصفات فنادق الخمس نجوم، إذ يضم مسابح صيفية وشتوية، وصالات يوغا، ومعرضاً فنياً دائماً، إضافة إلى كافيهات وغرف ذات طابع ثقافي خاص.
هذا ويأتي دعم الحكومة السورية لافتتاح الفنادق في إطار مساعي وزارة السياحة لدعم المشاريع النوعية التي تعزز الصورة الحضارية لسوريا، وتساهم في إنعاش سوق السياحة المحلية عبر استثمارات تحمل بعداً ثقافياً وفنياً، وفق مراقبون.