
غياث دلة: ضابط من أزلام الأسد يسعى لإحياء النفوذ الإيراني عبر تمرد مسلح في سوريا
كشفت صحيفة "ذا ناشيونال" عن تحركات جديدة للعقيد السابق في جيش النظام البائد، غياث دلة، تهدف إلى استعادة نفوذ طهران داخل سوريا عبر تشكيل ميليشيا مسلّحة مدعومة إيرانياً، ومناهضة للحكومة السورية الجديدة.
وبحسب الصحيفة، فقد تواصل دلة خلال الأيام العشرة الماضية بشكل مباشر مع السلطات الإيرانية، طالباً دعماً مالياً بمئات ملايين الدولارات لتأسيس كيان عسكري جديد، يضم فلول جيش الأسد، بهدف تنفيذ عمليات ضد إسرائيل ومواجهة الحكومة الانتقالية. وأوضحت مصادر أمنية أن دلة لم يستخدم وساطة "حزب الله"، بل وجّه الطلب مباشرة إلى طهران.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، ما اعتبره دلة فرصة لتعبئة أبناء الطائفة العلوية تحت راية "المقاومة"، مستغلاً هشاشة المرحلة الانتقالية. غير أن الصحيفة نقلت عن مسؤولين استخباراتيين استبعادهم استجابة إيران الفورية، رغم إدراكها لأهمية تعزيز وجودها غير المباشر في سوريا على المدى الطويل.
سيرة دموية
يُعد غياث دلة من أبرز رموز النظام القمعي السابق، وقاد "اللواء 42" ضمن "الفرقة الرابعة"، وارتبط اسمه بمجازر وانتهاكات جسيمة، لاسيما في داريا ومعضمية الشام والقابون، حيث قاد عمليات عسكرية أسفرت عن مئات القتلى وآلاف المعتقلين، وجرائم موثقة ضد المدنيين.
أسّس عام 2017 ميليشيا "قوات الغيث"، بدعم إيراني، وشاركت في معارك عنيفة بدمشق وريفها ودرعا وإدلب. وكان اسمه ضمن قائمة العقوبات الأميركية منذ عام 2020 بسبب دوره في قمع الحراك الشعبي.
من التواري إلى التمرد
بعد سقوط نظام الأسد في كانون الأول 2024، توارى دلة عن الأنظار، ليعود في آذار 2025 بإعلان تشكيل "المجلس العسكري لتحرير سوريا"، وتبنى هجمات ضد مؤسسات حكومية في ريف اللاذقية، معلناً أن هدفه "تحرير سوريا من الاحتلال وإسقاط النظام الجديد".
واتهمت السلطات السورية المجلس بأنه غطاء لمحاولة إعادة النفوذ الإيراني والروسي في الساحل السوري، خاصة بعد رصد تحالفات بين دلة وقيادات عسكرية سابقة في جيش الأسد، مثل محمد محرز جابر وياسر رمضان الحجل، فضلاً عن دعم تلقاه من "حزب الله" ومليشيات عراقية، وتسهيلات لوجستية من "قوات سوريا الديمقراطية".
تمرد منظم وجرائم جديدة
بحسب تقرير بثته قناة "الجزيرة"، قسّم دلة ميليشياه إلى ثلاث مجموعات: "درع الأسد"، و"لواء الجبل"، و"درع الساحل"، وشن تمرداً مسلحاً أدى إلى مقتل قرابة 250 عنصراً من قوات الحكومة السورية الجديدة، مع العثور على مقابر جماعية تحتوي على عشرات الجثث.
ورداً على ذلك، أطلقت وزارة الدفاع السورية عملية أمنية من مرحلتين، الأولى لتأمين مدن الساحل الكبرى، والثانية لتمشيط القرى الجبلية الوعرة، في محاولة لاستئصال فلول النظام البائد ومليشياته المتمردة.