في احتفال مركزي بعنوان “حفاظ النصر”.. درعا تحتفي بـ 2200 حافظ للقرآن الكريم 
في احتفال مركزي بعنوان “حفاظ النصر”.. درعا تحتفي بـ 2200 حافظ للقرآن الكريم 
● أخبار سورية ٢٥ سبتمبر ٢٠٢٥

في احتفال مركزي بعنوان “حفاظ النصر”.. درعا تحتفي بـ 2200 حافظ للقرآن الكريم 

شهدت محافظة درعا، احتفالية كبرى لتكريم 2200 من حفظة القرآن الكريم في المدينة الرياضية تحت شعار “حفاظ النصر”، وسط حضور رسمي وشعبي واسع، في مشهد يعكس عودة الحياة الدينية والاجتماعية إلى حوران بعد سنوات الحرب والنزوح.

كلمة وزارة الأوقاف: وجوه المستقبل بعد التحرير
في كلمته خلال حفل التكريم، قال وزير الأوقاف محمد أبو الخير شكري: “من أراد أن يسأل عن سوريا المستقبل فلينظر إلى هذه الوجوه الكريمة يميناً ويساراً، ومن أراد أن يطمئن على دين الناس فهذا يوم من أيام الله عز وجل، يوم عظيم، يوم القرآن الكريم بعد تحرير البلاد”.


وأكد أن القرآن كان وما يزال عزاً وتشريفاً لهذه الأمة، وأنها بخير ما دامت متمسكة بكتاب الله. وأضاف الوزير أن مرحلة التمكين تبدأ بعد ختم القرآن الكريم، حيث يُترجم الحافظون ما تعلموه إلى سلوك وأعمال على أرض الواقع.

محافظة درعا: بناء الإنسان أساس النصر
رحّب محافظ درعا أنور طه الزعبي بضيوف حوران، ومن بينهم وفود من وزارة الأوقاف ومجلس الإفتاء ودول عربية كالكويت والسعودية ولبنان، مؤكداً أن الاحتفاء بحفظة كتاب الله هو احتفاء ببناء الإنسان السوري الجديد، وأن هؤلاء الحافظين يمثلون ثمرة العلم والأدب والأخلاق والأمانة والرحمة التي يربي عليها القرآن الكريم.

رسائل علمية ودينية من علماء حوران
مدير أوقاف درعا الشيخ حامد أبا زيد وصف الحافظين بأنهم “جند الله في الأرض وورثة الأنبياء”، مشدداً على أنهم قادة المستقبل بعد أن منّ الله على البلاد بالنصر. من جهته، عبّر مفتي درعا الشيخ عبد الرزاق الصياصنة عن شكره للقائمين على الحفل، فيما دعا رئيس لجنة القراء في حوران الشيخ يحيى الغوثاني الحافظين إلى التميز والوصول إلى القراءات العشر لنحتفل في العام القادم بألف حافظ جديد أتم القراءات العشر.

إنشاد ومسرحيات ومشاركة شعبية واسعة
تخللت الاحتفال وصلة إنشاد ديني قدمها الشيخ المنشد معتصم العسلي شكر فيها الله على حضوره الحفل في أرض حوران الطاهرة بعد سنوات التهجير، كما شهدت الفعالية عرض مسرحية من وحي المناسبة، وتكريم شخصيات ساهمت في إنجاح الحدث، ما أضفى على الحفل طابعاً روحياً وشعبياً في آن واحد.

دلالات الحدث: عودة الروح لسوريا ما بعد الحرب
يُبرز هذا الحفل المركزي أن درعا، التي كانت منطلقاً لأحداث كبرى، باتت اليوم منصة لتكريم حفظة القرآن الكريم وبناء الإنسان السوري على أسس دينية وأخلاقية، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشراً على مرحلة جديدة من التعافي الاجتماعي والديني وإعادة الاعتبار للهوية الثقافية والروحية للمنطقة بعد سنوات من النزاعات والدمار.

تكريم حفظة القرآن في درعا.. مؤشر على تحوّل اجتماعي وروحي
يمثل احتفال درعا بتكريم 2200 من حفظة القرآن الكريم علامة فارقة في مسار التعافي الاجتماعي والروحي لسوريا بعد سنوات الحرب الطويلة، فالحدث لا يقتصر على بُعده الديني، بل يعكس إرادة المجتمع المحلي في إعادة بناء الإنسان وترميم النسيج الاجتماعي الذي تهشّم بفعل النزاعات والنزوح، ويُظهر هذا التكريم أن المؤسسات الرسمية والدينية باتت تركز على الاستثمار في التعليم والقيم الأخلاقية كركيزة للمصالحة الوطنية وإعادة الإعمار المجتمعي.

ويرى مراقبون أن هذا النوع من الفعاليات يبعث برسائل عدة للعالم: أولاً أن المجتمع السوري، رغم الجراح العميقة، ما يزال قادراً على إنتاج أجيال متشبعة بالقيم الروحية والأخلاقية؛ وثانياً أن بناء الإنسان هو خطوة موازية لبناء الحجر وإعمار البلاد، بما يهيئ بيئة أكثر استقراراً وتعايشاً. 


بهذا المعنى، يصبح تكريم حفظة القرآن في درعا نموذجاً لمشهد اجتماعي جديد يسعى إلى استعادة الهوية الثقافية والروحية للبلاد، وتأكيد أن النصر لا يكتمل إلا بالتمسك بالقيم التي تصون المجتمع وتوحده.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ