قصة نجاح جديدة.. شاب سوري يفتتح معملاً لصناعة خطوط الإنتاج في تركيا
قصة نجاح جديدة.. شاب سوري يفتتح معملاً لصناعة خطوط الإنتاج في تركيا
● أخبار سورية ٩ يوليو ٢٠٢٥

قصة نجاح جديدة.. شاب سوري يفتتح معملاً لصناعة خطوط الإنتاج في تركيا

لم يسمح الشباب السوري للغربة بأن تُضعف عزيمتهم، بل واصلوا السعي والعمل بجد لإثبات ذواتهم وقدراتهم في البلدان التي احتضنتهم بعد هجرتهم من سوريا، هرباً من الحرب وتبعاتها القاسية على المستويات السياسية والأمنية والمعيشية وغيرها.

يُعدّ المهندس محمد الحمادي، المتخصص في الهندسة الميكانيكية والمنحدر من مدينة حمص، وتحديداً من حيّ البياضة، أحد النماذج السورية الناجحة. فقد تمكّن، بفضل إصراره ومثابرته رغم التحديات، من افتتاح معمل لصناعة خطوط الإنتاج في سكاريا في تركيا، محققاً بذلك خطوة مهمة في مسيرة عمله وتحقيق حلمه

وفي مقابلة أجراها مع موقع تلفزيون سوريا، قال المهندس محمد الحمادي: 'بدأت من نقطة الصفر، حتى أنني اضطررت في البداية إلى استدانة مبلغ من المال لأتمكن من الانطلاق.' واليوم، أصبح مالكاً لشركة 'Multi Mak' للصناعات الغذائية.

أشار الحمادي إلى أنه بدأ العمل في مدينة إسطنبول التركية لمدة عام، قبل أن تتاح له الفرصة للعمل في شركة تركية كبرى بمدينة سكاريا، متخصصة في صناعة ماكينات الألبان والأجبان. وقد عمل هناك لمدة أربع سنوات، اكتسب خلالها خبرات واسعة في هذا المجال. وأضاف أنه منذ ذلك الحين وهو يخطط بينه وبين نفسه لافتتاح مشروعه الخاص.

تحدث الحمادي عن بدايات تأسيس معمله، مشيراً إلى أنه انطلق بإمكانات بسيطة جداً، حيث لم تتوفر لديه أي معدات في البداية. وقال: 'بدأت بماكينة لحام أرجون صغيرة وصاروخ، وبمساعدة شاب واحد فقط. ومع ازدياد عدد الزبائن وكثرة الطلبات، كنت أشتري المعدات تدريجياً".

وأضاف أنه أحضر ماكينة اللحام الثانية ماكينة مساوي الطورنا، وبعدها فريزة، منوهاً إلى أن الخطوط صارت تكبر، مشيراً إلى أن أول عمل أخذه كان بـ 10 آلاف دولار، الآن صات يأخذ عمل بـ 200 ألف دولار، وصار العمل يتطور بدون أي دعم خارجي.

وقال المهندس محمد الحمادي: "أغلب ما نقوم بتصنيعه هو ماكينات الألبان والأجبان، إلى جانب خطوط إنتاج العصائر، والكاتشب، والمايونيز. نقوم بتصنيع هذه الخطوط بشكل كامل، من الألف إلى الياء. ونعمل بالتعاون مع مهندس غذائي، حيث نرسم له المخططات وفق احتياجاته، سواء كان المشروع بسيطاً أو عبارة عن مصنع متكامل".

وتابع أنه افتتح فرع ثاني في مدينة الدانا بريف إدلب الشمالي، هو صيانة، مضيفاً أنهم يبحثون عن مكان أكبر كي يبدأوا بتصنيع نفس الماكنات في سوريا.

وأعرب الحمادي عن أمنيته بأن يكون من المؤثرين في مجال الصناعة في سوريا، وفي مدينة حمص بالذات، وأن يفتتح مشروع على مستوى، وأن ينقل كل هذه الخبرات، وعلّق بالقول: "نريد أن نكون نحن مصنعين، ليس فقط أبيع المصنع إلى سوريا وإنما نصنع ونصدر خارجها أيضاً".

الآن، ومع سقوط نظام الأسد وعودة المغتربين إلى البلاد، يأمل الشباب في الحصول على الفرص التي يستحقونها، وأن تُقدّر خبراتهم ويُستفاد منها في عملية بناء الوطن وتطويره. وذلك بخلاف ما كان عليه الحال في ظل النظام السابق، الذي تعمّد تهميش الكفاءات وعدم منحها الاهتمام اللازم، مما دفع كثيرين منهم إلى مغادرة البلاد بحثاً عن بيئة تُقدّر إمكاناتهم وتحتضن طموحاتهم.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ