كانت معدّة للتهريب خارج سوريا.. تسليم مجموعة أثرية نادرة إلى مديرية آثار حلب
كانت معدّة للتهريب خارج سوريا.. تسليم مجموعة أثرية نادرة إلى مديرية آثار حلب
● أخبار سورية ١٩ يونيو ٢٠٢٥

كانت معدّة للتهريب خارج سوريا.. تسليم مجموعة أثرية نادرة إلى مديرية آثار حلب

أعلنت مديرية آثار ومتاحف حلب، عن تسلمها مجموعة كبيرة من القطع الأثرية النادرة، بعد أن تم ضبطها من قبل وزارة الداخلية بالتعاون مع الجهات المختصة، خلال محاولة تهريبها خارج البلاد.

وبحسب ما أعلنت المديرية فإن القطع المصادَرة تنتمي لفترات تاريخية متباينة، وتشكل جزءاً مهماً من الإرث الثقافي السوري، لما تحمله من دلالات تاريخية وحضارية تعكس غنى وتنوع الحضارات التي تعاقبت على سوريا.

تعاون مؤسساتي لحماية الإرث الوطني
وأشادت المديرية بجهود وزارة الداخلية في إحباط عمليات تهريب الآثار، مؤكدة أن حماية التراث الوطني ليست مسؤولية جهة واحدة، بل واجب جماعي تشترك فيه مؤسسات الدولة والمجتمع على حد سواء، بهدف الحفاظ على هوية البلاد الثقافية ونقلها للأجيال القادمة.

ودعت مديرية الآثار في حلب إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية حماية الموروث الثقافي، وتكثيف التعاون مع الجهات الأمنية في مواجهة شبكات التهريب التي تستهدف الآثار، لا سيما في ظل تكرار محاولات تهريب كنوز أثرية ثمينة نحو الخارج.

وفي مبادرة وُصفت بأنها الأولى من نوعها في سوريا الحديثة، أعلن وزير الثقافة السوري "محمد ياسين صالح" عن تخصيص مكافأة مالية سخية لحارسين ساهما في حماية المتحف الوطني بدمشق، ليلة سقوط نظام بشار الأسد وفراره إلى روسيا في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024.

وفي مؤتمر صحفي، قال الوزير: "أنا مؤمن جداً بفكرة التكريم المعنوي، وهما (الحارسان) يستحقّان التصفيق. ولكن بصفتي وزيراً للثقافة، أقول إن زمن البخل وزمن الرخص في النظام الساقط قد ولّى. لذلك أتمنى أن يقبل الشخصان هديةً بسيطةً من وزارة الثقافة: 50 مليون ليرة سورية لكل منهما".

وأكد الوزير أن هذا التكريم يعكس روح سوريا الجديدة، التي "تكافئ المجتهد وتعطي كل ذي حق حقه"، في إشارة واضحة إلى نهج مغاير تماماً لما كان سائداً في عهد النظام السابق.

قطيعة واضحة مع ممارسات النظام الساقط
اللافت في هذا الإعلان أنه يشكّل قطيعة واضحة مع ما كان يُمارَس في عهد بشار الأسد، الذي لم يُبدِ أي تقدير حقيقي للثقافة أو لحُماتها، ولا حتى لجنوده الذين قتلوا دفاعاً عنه. ففي أفضل الأحوال، كانت عائلات القتلى تحصل على "ساعة حائط" أو "سحارة برتقال"، فيما كان يُنفق المال على دعايات إعلامية تُظهر الأسد وهو يزور أطفالاً أو أسر قتلى لتلميع صورته.

إعادة افتتاح المتحف الوطني بعد التحرير
تزامناً مع بداية مرحلة جديدة، أعادت المديرية العامة للآثار والمتاحف فتح أبواب المتحف الوطني بدمشق في 8 كانون الثاني/يناير 2025، بعد شهر من سقوط الأسد، وذلك بعد إغلاق احترازي مؤقت خوفًا من أعمال النهب أو الفوضى.

وتأسس المتحف الوطني بدمشق عام 1919 تحت إشراف وزارة التربية والتعليم، ويُعدّ من أبرز معالم سوريا الثقافية. يضم المتحف مجموعة فريدة من الآثار التي تمثل مختلف الحقب التاريخية، بدءاً من العصر الحجري القديم، مروراً بالآثار الشرقية والكلاسيكية والإسلامية، وصولاً إلى الفنون الحديثة.

واليوم، لا يقتصر رمزية المتحف على كونه حارساً للتراث، بل أصبح أيضاً رمزاً للعبور من عهد الديكتاتورية إلى دولة جديدة تُكرّم مواطنيها وتحترم إرثها.

وفي كلمته خلال مراسم الإعلان عن التشكيلة الوزارية الجديدة في 29 آذار 2025، أشار وزير الثقافة إلى أن الوزارة ملتزمة بإعادة سوريا إلى مكانتها الثقافية، مع التركيز على بناء ثقافة عمل الخير والتآخي. وأكد على أهمية الانفتاح على العالم العربي وتعزيز التواصل الثقافي مع جميع الأطياف.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ