كمال جنبلاط تحت مجهر التحقيق بعد ضغوط شعبية بسبب مواقفه العدائية تجاه السوريين
كمال جنبلاط تحت مجهر التحقيق بعد ضغوط شعبية بسبب مواقفه العدائية تجاه السوريين
● أخبار سورية ٢٠ يونيو ٢٠٢٥

كمال جنبلاط تحت مجهر التحقيق بعد ضغوط شعبية بسبب مواقفه العدائية تجاه السوريين

أثار إعلان نادي الوحدة الرياضي، بتاريخ 19 حزيران/يونيو، عودة لاعب كرة السلة التركي كمال جنبلاط إلى صفوفه، عاصفة من الاستياء في الأوساط السورية، بعد وصفه بـ"نجم الحادية عشرة"، نظراً إلى سجلّه الحافل بالتحريض ضد اللاجئين السوريين ودعمه العلني لنظام الأسد المخلوع، ما دفع وزارة الرياضة والشباب إلى التدخل الفوري.

وبعد تصاعد موجة الغضب الشعبي، أصدرت الوزارة في 20 حزيران/يونيو بياناً أكدت فيه فتح تحقيق رسمي بحق كل من كمال جنبلاط، واللاعب علاء النائب، على خلفية ما وصفته بـ"مواقف وانتماءات مناهضة لتضحيات الشعب السوري"، مشددة على أن دماء الشهداء ومعاناة المهجرين تمثل خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه. وأوضحت أن التحقيق يجري بالتنسيق مع الجهات المختصة، تمهيداً لاتخاذ قرارات نهائية مبنية على نتائج موثقة، وأعلنت تجميد عضوية اللاعبين مؤقتاً.

من هو كمال جنبلاط؟
كمال جنبلاط، أو كمال جانبولات (Kemal Canbolat)، لاعب كرة سلة تركي حاصل على الجنسية السورية منذ عام 2020، بحكم أصوله المنحدرة من منطقة لواء إسكندرون. انضم إلى منتخب سوريا لكرة السلة في عهد النظام البائد ولعب ضمن صفوف نادي الوحدة لمدة عام ونصف تقريباً، قبل أن يعود إلى تركيا.

سجل تحريضي ضد السوريين
عرف جنبلاط بمواقفه المعادية للاجئين السوريين، ودعواته المتكررة لترحيلهم من تركيا، حيث استخدم منصات إعلامية وحساباته على وسائل التواصل للترويج لفكرة أن سوريا أصبحت "آمنة"، داعياً اللاجئين إلى العودة، رغم تأكيد المنظمات الدولية على استمرار المخاطر في البلاد.

كما انتقد الحكومة التركية لما وصفه بـ"تقديم امتيازات للسوريين"، واتهم اللاجئين بـ"استنزاف موارد الدولة"، مطالباً بوقف المساعدات وإغلاق برامج الدعم المقدم من الاتحاد الأوروبي والهلال الأحمر التركي.

 مواقف داعمة لنظام الأسد والمصالحة
خلال مقابلات إعلامية أبرزها مع قناة Odatv التركية في ديسمبر 2024، تحدث جنبلاط عن دعمه للمصالحة مع نظام الأسد، واعتبر أن "وقت السلام قد حان"، كما وصف الإطاحة بالأسد بأنها "فخ إسرائيلي" لا تمثل انتفاضة شعبية، مهاجماً المعارضة السورية ومشككاً بشرعيتها.

وأبدى جنبلاط اعتراضه على طبيعة السلطة الجديدة في دمشق، قائلاً إنها "ليست بيئة مناسبة لبناء دولة حديثة أو نظام رياضي متطور"، مشيراً إلى "تطرف فكري وديني" يحول دون تطوير الحياة الاجتماعية، على حد تعبيره.

دعوات لترحيل اللاجئين السوريين
واصل جنبلاط تحريضه ضد اللاجئين حتى بعد سقوط نظام الأسد، حيث دعا إلى استخدام أدوات ضغط لمنع السوريين من البقاء في تركيا، ومنها "وضع ختم أحمر على جوازاتهم لمنعهم من العودة مجدداً"، معتبراً أن تقديم حياة كريمة للعائدين "ليس من مسؤولية تركيا"، بل من مسؤولية الحكومة السورية.

دعم سياسي مثير للجدل
وفي سياق آخر، أعلن جنبلاط دعمه السياسي لزعيم حزب النصر التركي اليميني المتطرف، أوميت أوزداغ، المعروف بعدائه الصريح للاجئين السوريين. وبعد اعتقال أوزداغ بقرار قضائي في إسطنبول يوم 20 كانون الثاني/يناير 2025 بتهمة "التحريض على الكراهية"، عبر جنبلاط عن تضامنه معه ورفضه لقرار المحكمة، معتبراً أن "فرح السوريين باعتقاله هو سبب كافٍ للوقوف إلى جانبه".

تأتي هذه التطورات في سياق نهج جديد تتبعه وزارة الرياضة والشباب في سوريا، يهدف إلى تطهير المؤسسات الرياضية من الشخصيات المرتبطة بالنظام السابق أو ذات الخلفيات العنصرية والمسيئة لتضحيات السوريين، خاصة بعد سقوط نظام الأسد، حيث أكدت الوزارة أن الانخراط في الرياضة السورية يجب أن يعكس القيم الوطنية والالتزام الأخلاقي، وليس أن يكون منصة لتبييض صورة المسيئين.

تخضع مشاركة كمال جنبلاط في نادي الوحدة الآن لمراجعة دقيقة من قبل الجهات المختصة، وسط مطالب شعبية بعدم السماح لمن يسيء للشعب السوري أو يروّج لأجندات مناهضة لقيم الثورة، بتمثيل الرياضة الوطنية. ومن المتوقع أن تُصدر الوزارة قرارات حاسمة خلال الأيام المقبلة بشأن اللاعبين محل الجدل، بما ينسجم مع مبادئ العدالة والكرامة التي يسعى السوريون لترسيخها في مرحلة إعادة بناء الدولة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ