
لجنة التحقيق الدولية بشأن سوريا: التدخل الإسرائيلي يهدد السلام ويزيد التوترات
اعتبرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، في بيان لها يوم الجمعة، أن التدخل الإسرائيلي في سوريا يشكل تهديدًا للسلام الهش في البلاد، وحذرت اللجنة من تصاعد خطر "التشرذم وإلحاق الضرر بالمدنيين" نتيجة استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية في مختلف المناطق السورية.
وأكدت اللجنة أن الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا، إلى جانب التهديد بمزيد من التدخل العسكري، وتوسيع الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري، ومحاولات تقسيم المجتمعات، تهدد بشكل كبير بـ"مزيد من زعزعة الاستقرار" في البلاد.
ولفتت اللجنة إلى أن تاريخ سوريا الحديث يعد تذكيرًا بأن التدخلات الخارجية غالبًا ما تؤدي إلى تصاعد العنف والنزوح والتشرذم في المجتمع. وأضافت أن التحريض المتزايد وخطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي يسهم في تأجيج "العنف ويهدد التماسك الاجتماعي الهش" في سوريا.
ودعت اللجنة جميع الأطراف المشاركة في التصعيد بسوريا إلى "وقف الأعمال العدائية فورًا"، والسعي بكل السبل المتاحة لوقف التصعيد والانخراط في الحوار، وشددت على ضرورة إيلاء الأولوية لحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، ومنع حدوث مزيد من النزوح.
وأوضحت اللجنة أنه لا يمكن لسوريا أن تبدأ في إعادة بناء الثقة بين مجتمعاتها المنقسمة إلا من خلال دعم "سيادة القانون، وضمان العدالة والمساءلة، وتقديم التعويضات للضحايا وعائلاتهم". وطالبت الحكومة المؤقتة بضمان إجراء "تحقيقات فورية، محايدة ومستقلة في هذه الانتهاكات للقانون الدولي، ومحاسبة مرتكبيها من خلال عمليات تتسم بالمصداقية وفقًا للقانون السوري".
تجدر الإشارة إلى أن لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا تم إنشاؤها في 22 أغسطس/آب 2011 من قبل مجلس حقوق الإنسان، وتتمثل مهمتها في التحقيق في جميع الانتهاكات المزعومة للقانون الدولي لحقوق الإنسان التي ارتُكبت منذ مارس/آذار 2011.
وفي وقت سابق، أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الغارة الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق، داعيًا "إسرائيل" إلى وقف هجماتها والامتثال لسيادة سوريا ووحدتها وسلامتها واستقلالها.
وكانت أدانت عدد من الدول العربية والجامعة العربية والأمم المتحدة، التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد سوريا، وخاصة الهجوم الذي استهدف محيط القصر الرئاسي في دمشق فجر يوم الجمعة، وأكدت هذه الدول رفضها القاطع للتدخلات الإسرائيلية وانتهاك سيادة سوريا ووحدتها.
وجاء التصعيد الإسرائيلي اللافت، بعد ساعات قليلة من إعلان مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز، بالتعاون مع المرجعيات الدينية والاجتماعية ووجهاء وعموم أبناء الطائفة، بيانًا وطنيًا شاملاً شددت فيه على التمسك بوحدة الدولة السورية، ورفضها القاطع لأي شكل من أشكال الانفصال أو مشاريع التقسيم، مؤكدة أن الطائفة ستبقى جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية الجامعة.
وكانت مدينتا جرمانا وأشرفية صحنايا قد شهدتا، فجر الثلاثاء 29 نيسان، واحدة من أكثر المواجهات المسلحة دموية في ريف دمشق خلال الفترة الأخيرة، إثر هجوم مفاجئ شنته مجموعة مجهولة على حواجز لقوات الأمن العام، وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل 13 شخصاً، بينهم اثنان من عناصر الأمن، قبل أن تمتد الاشتباكات إلى مناطق أخرى جنوب العاصمة، مسفرة عن مقتل 16 عنصراً أمنياً إضافياً، ما زاد من حدة التوترات الأمنية وأعاد ملف الجنوب السوري إلى صدارة الاهتمام الإقليمي والدولي.