مدن مدمرة تنهض من تحت أنقاض الأسد البائد: مشاريع ترحيل في حلب ومناطق أخرى
مدن مدمرة تنهض من تحت أنقاض الأسد البائد: مشاريع ترحيل في حلب ومناطق أخرى
● أخبار سورية ٢٤ يونيو ٢٠٢٥

مدن مدمرة تنهض من تحت أنقاض الأسد البائد: مشاريع ترحيل في حلب ومناطق أخرى

بدأت محافظة حلب بالتعاون مع مديرية الدفاع المدني ومديرية الطوارئ والكوارث تنفيذ مشروع واسع لإزالة الأنقاض من 16 حيًّا متضررًا، وذلك ضمن خطة شاملة لإعادة تأهيل البنية التحتية وتحسين الواقع الخدمي والمعيشي لتسهيل عودة الأهالي إلى منازلهم.

وشهد المشروع حضور محافظ حلب المهندس "عزام الغريب" ونائبه "فواز هلال" ورئيس مجلس المدينة "محمد علي العزيز"، حيث جرى التأكيد على أن هذه المبادرة تأتي في سياق الجهود المستمرة لإعادة إعمار المدينة وترميم الأحياء التي تضررت بشدة خلال سنوات الحرب.

وتغطي الحملة أحياء موزعة على ثلاثة قطاعات رئيسية، من بينها السكري وصلاح الدين وبستان القصر والأنصاري وهنانو، وتهدف إلى ترحيل أكثر من 75 ألف متر مكعب من الأنقاض، مع الالتزام الصارم بالمعايير الفنية والسلامة المهنية وقوانين الملكية.

ويتم تنفيذ المشروع على مراحل تبدأ بتحديد مواقع العمل بالتنسيق بين الفرق الهندسية والدفاع المدني، يليها فرز الأنقاض وتحويل المواد القابلة للتدوير إلى معمل الراموسة، بينما يتم التخلص من النفايات غير القابلة لإعادة الاستخدام بطرق آمنة، وسط تحضيرات للتعاقد مع موردين خارجيين في المراحل القادمة لتسريع وتيرة العمل.

ويُتوقع أن يسهم المشروع في تهيئة البنية التحتية الأساسية، وتحفيز الحركة الاقتصادية عبر توفير فرص عمل وتقليل كلفة الإعمار من خلال استخدام المواد المعاد تدويرها وأكد القائمون على المشروع التزامهم بمواصلة الأعمال حتى استكمال إزالة جميع الأنقاض وفتح الطرقات تمهيدًا لعودة النازحين واستكمال مسيرة النهوض بالمدينة.

وفي سياق متصل، بحث محافظ حلب المهندس "عزام الغريب"، مع وفد من نقابة المهندسين السوريين برئاسة النقيب "مالك حاج علي" سبل تعزيز التعاون في تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار وتأهيل البنى التحتية.

وشهد اللقاء حضور رئيس فرع النقابة بحلب المهندس "عبد السلام عبد الكريم" ورئيسة جامعة قرطبة الدكتورة "لارا قديد"، حيث شدد الجانبان على أهمية الدور الحيوي للكوادر الهندسية في دعم مرحلة البناء والتنمية، بحضور نائب المحافظ وعدد من المعاونين.

وتأتي هذه الجهود في حلب ضمن موجة من الحملات الخدمية المتكررة في مختلف المدن السورية التي دمرها نظام الأسد على مدار سنوات الحرب. ففي القنيطرة، أكد مدير الخدمات الفنية "سالم البخيت" أن آليات المديرية تواصل ترحيل الأتربة والأنقاض من الشوارع الرئيسية والفرعية في مدينة الحجر الأسود، التي يسكنها أبناء الجولان، بهدف تحسين الواقع الخدمي وتسهيل عودة الحياة الطبيعية للمنطقة.

وفي دير الزور، تواصلت حملة النظافة التي أطلقها مجلس المدينة، حيث وُاصلت أعمال إزالة النفايات وترحيل الأنقاض وفتح الشوارع في حي المطار القديم، ضمن خطة تهدف إلى تحسين الواقع الخدمي في المدينة التي تعرضت لأضرار واسعة.

أما في معرة النعمان بمحافظة إدلب، فقد أُطلقت حملة خدمية واسعة لرفع الأنقاض من الشوارع والمناطق السكنية في ظل واقع معيشي وخدمي صعب خلفته سنوات القصف والدمار.

وفي حمص، كشف رئيس لجنة حي بابا عمرو "سامر الجوري"، أن نسبة الدمار في منطقة السلطانية تجاوزت 80%، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية والمنازل بشكل شبه كامل، حيث لم يعد سوى 600 عائلة فقط من أصل آلاف العائلات التي كانت تقطن الحي.

وأشار "الجوري" إلى استمرار غياب البنية التحتية الأساسية من كهرباء وصرف صحي، إضافة إلى تكدّس الأنقاض في الشوارع وخاصة في منطقة الحاكورة، الأمر الذي يعيق الحركة اليومية للسكان.

وفي حماة، أطلقت مديرية الخدمات الفنية حملة تنظيف وإزالة أنقاض شملت أكثر من 10 قرى في منطقة محردة، بالتعاون مع إدارة المنطقة، ضمن حملة "حماة تنبض من جديد".

وشملت الحملة قرى وبلدات كرناز، والجبين، وتل ملح، والتريمسة، والجديدة، والمجدل، ومعرزاف، والكرامة، إضافة إلى مزارع مجاورة، حيث تمت إزالة النفايات المتراكمة وفتح الطرقات بمشاركة نحو 15 آلية وعشرات العاملين.

هذه التحركات الحثيثة عبر مختلف المحافظات السورية تعكس مدى ضخامة التحديات التي خلّفتها سنوات من القصف الممنهج على يد نظام الأسد، والتي تسببت في دمار واسع النطاق في البنى التحتية والمرافق العامة، ما يجعل جهود إعادة الإعمار بمثابة معركة طويلة لاستعادة الحد الأدنى من مقومات الحياة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ