
"ملف القتَلة".. أبرز مجرمي ميليشيات نظام الأسد البائد الذين سفكوا دم السوريين
عُرف عن نظام الأسد البائد منذ اندلاع الثورة السورية اعتماده على تشكيل ما يُعرف بـ"الشبيحة"، وهم مجموعات مسلحة قوامها لصوص وقتلة، أوكلت إليها مهام القمع والتنكيل وقتل المدنيين، إلى جانب جيشه وأجهزته الأمنية، هذا النهج أدى إلى نشوء مئات الميليشيات المحلية التي مارست، على مدى سنوات، أعمالًا عسكرية وأمنية وحشية ضد السوريين، وارتكبت انتهاكات جسيمة ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وتستعرض شبكة "شام" الإخبارية في هذا التقرير مجموعة من أبرز قادة هذه الميليشيات وأكثرهم دموية، ممن لعبوا أدوارًا رئيسية في تنفيذ تلك الانتهاكات والجرائم الوحشية، وسط تساؤلات تتجدد اليوم عن مصيرهم، ومطالب متصاعدة بملاحقتهم قضائيًا ومحاسبتهم على ما اقترفته أيديهم الملطخة بدماء الشعب السوري.
سهل الحسن.. النمر الذي تحول إلى هر فار
يعتبر المجرم "سهيل الحسن" من مواليد عام 1970 في إحدى قرى مدينة جبلة على الساحل السوري، وهو من أبناء الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الهارب "بشار الأسد"، من أبرز قادة ميليشيا النظام البائد، حيث يقود ميليشيات النمر.
وطيلة السنوات الماضية، عمل الإعلام الرسمي على تلميع صورة "النمر" الذي تمت ترقيته، وذلك لحاجة النظام لرمز معنوي في الميدان يلتف حوله أنصاره، وكان الضابط الوحيد الذي رافق الهارب بشار الأسد حين التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة حميميم الجوية نهاية عام 2017.
هذا ووصفت مجلة دير شبيغل الألمانية في تقرير سابق لها الحسن -المدرج على قائمة العقوبات الأوروبية- بأنه مجرم حرب، ومنذ إسقاط نظام الأسد و سحق ميليشيات النمر الرديفة لجيش النظام البائد، طرحت الكثير من التساؤلات حول مصير متزعم الميليشيات "النمر".
ويغيب عن المشهد أيضًا، مصير الأمين العام لـ"الجبهة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون"، معراج أورال، المعروف باسم "علي كيالي" وعُرف أورال باسم "جزار بانياس" بعد عام 2013، لمسؤوليته عن مجزرة قرية البيضا في بانياس في ذلك العام، والتي راح ضحيتها أكثر من 70 مدنياً.
نابل وسيمون.. ثنائي الإجرام وسط سوريا
اشتهر متزعم ميليشيا الدفاع الوطني السابق لدى نظام الأسد البائد في مدينة السقيلبية بريف حماة "نابل العبدالله"، المدرج على لوائح العقوبات الغربية، بجرائمه ومشاركته في العمليات العسكرية ضد الشعب السوري، وطالما استقوى بالدعم الروسي غير المحدود، إلى جانب نظيره الطائفي "سيمون الوكيل" الذي كان يقود ميليشيات الدفاع الوطني بمحردة غربي حماة.
وحاول قادة ميليشيات النظام البائد "الوكيل والعبد الله"، يحاولون بث النعرات الطائفية والتضحية بأبناء الطائفة المسيحية في سوريا، للنجاة من المحاسبة والعقاب، جراء ما اقترفاه عبر تزعمهما ميليشيات النظام من جرائم حرب في ريف حماة من قصف وقتل وتدمير للمساجد والمقدسات.
صهر آل الأسد.. الطائفي الذي توعد وهدد قبل إغلاق حساباته
اختفى "جهاد إبراهيم بركات"، متزعم ميليشيات "مغاوير البعث"، عن الظهور الإعلامي بعد أن كان يهدد ويتوعد بحرق إدلب ودرعا، وهو متزوج من انتصار بديع الأسد، وينحدر من مدينة القرداحة بريف اللاذقية ومعروف بنفسه الطائفي والتشبيح المطلق للنظام.
ومع ذكر قادة الميليشيات المحلية لا بد من ذكر "فراس علي الجهام"، الملقب بـ"فراس العراقية"، وهو كان متزعم ميليشيا ما يسمى بـ"قوات الدفاع الوطني"، بديرالزور، إضافة إلى القيادي بميليشيا "لواء الباقر" "فادي العفيس"، و"فاضل وردة"، قائد "الدفاع الوطني".
ومن أبرز متزعمي ميليشيات الأسد البائد "يعرب عصام زهر الدين" قائد ميليشيات "نافذ أسد الله"، ومدير المكتب الأمني التابع للفرقة الرابعة في الجنوب السوري، بعد أن خلف والده الهالك "عصام زهر الدين" الذي قتل بانفجار لغم خلال معارك دير الزور عام 2017.
وكذلك مدير المكتب السياسي في ميليشيا لواء الباقر، "عمر الحسين الحسن"، وكان شارك في تأسيس لواء الباقر في عام 2012، مع قريبه قائد مليشيا لواء الباقر خالد المرعي، الملقب بـ"الحاج أبو حسين"، وهما على علاقة مع "نواف البشير" قائد ميليشيا "أسود العشائر" المدعومة من إيران، الذي توارى عن الأنظار هو الآخر.
ومن بين قادة ميليشيات الأسد البائد متزعم ما يسمى بـ"قوات المهام الخاصة" (فوج الشواهين) "صقر شاهين"، التابع لميليشيات الفرقة 25، و"مجاهد فؤاد إسماعيل" قائد ميليشيا مركز كتائب البعث بدمشق، ونظيره القائد في الميليشيات ذاتها "يوسف حسن سلامة"، و"عصام نبهان سباهي" قائد مركز كتائب البعث بحماة، و"غزوان محسن سلموني" قائد ميليشيا الدفاع الوطني بمنطقة الصبورة سابقاً، و"حسام الزير" قائد مجموعات الزير طه في محافظة حلب.
وكذلك "محمد السعيد" الذي أسس ميليشيا "لواء القدس" الفلسطيني بدعم من من فرع المخابرات الجوية في المنطقة الشمالية الذي شجع عمليات تجنيد واسعة في صفوف الفلسطينيين، وشارك اللواء في قمع المظاهرات ثم تبنى العمل المسلح بالكامل، و قام لواء القدس بارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق السوريين، حيث تلقى أوامر من قادته "السعيد" ونائبه سابقا "عدنان السيد" الذي تمكن الأمن الداخلي من إلقاء القبض عليه.
ويعد "فيليب سليمان أبو عدي"، من بلدة السقيلبية في ريف حماة، من أبرز القادة العسكريين المحليين الموالين للأسد في المنطقة، وكان يقود ميليشيا "قوات الغضب" الرديفة، والتي لعبت دورًا رئيسيًا في شن الهجمات على مواقع الثوار في ريف حماة، وكانت مصدرًا دائمًا للقصف على المدن والبلدات في الريف الغربي.
وأما "رسلان العلي الرسلان"، المنحدر من مدينة منبج بريف حلب، فهو قائد "لواء الشمال" التابع للأمن العسكري، ويُعرف بأنه الذراع الأيمن للعميد سهيل الحسن. استطاع بفضل علاقاته الأمنية أن يصل إلى عضوية مجلس الشعب في دورته التشريعية الرابعة، ويواجه اتهامات بارتكاب جرائم ضد المدنيين، كما كوّن ثروة ضخمة من السرقات والابتزاز، وكان يمنح بطاقات أمنية للمطلوبين مقابل مبالغ مالية.
و"محمد الحاج علي"، قائد ما يُسمى بـ"جيش الوفاء" التابع للنظام في مدينة دوما، ومن منطقة القلمون بريف دمشق، برز مهند زيد، ابن قرية عين التينة، كأحد الوجوه الأمنية والسياسية في صفوف النظام، إذ شغل سابقًا عضوية في مجلس الشعب. أسّس ميليشيا "قادش" التابعة للحرس الجمهوري، وكان له نشاط بارز في دوما وحرستا، كما قاد ميليشيا "درع القلمون" المرتبطة بالفرقة الثالثة دبابات.
وفي مدينة حماة، يُعرف محمود إبراهيم بلقبه "أبو علي خشفة"، وهو أحد أبرز الشخصيات الأمنية والعسكرية في المخيمات. يتولى قيادة ميليشيا "القيادة العامة" التابعة لأحمد جبريل، ويُرجّح أنه يحمل رتبة مقدم في فرع الأمن العسكري، أما دهام الشلاش الفارس، المنحدر من قرية أبو دالي في ريف إدلب، فقد قاد ميليشيا محلية رديفة لقوات النظام، واعترف صراحةً بقتاله إلى جانبها في معارك ريفي حماة وإدلب.
وبعد سقوط نظام الأسد البائد وجدت سوريا الجديدة نفسها أمام العديد من التحديات الخارجية والداخلية، لعل أبرزها على المستوى الداخلي هو كيفية التعامل مع فلول النظام السابق الذين لا يزالون يشكلون تهديداً مباشراً لاستقرار البلاد.
وشدد المحلل العسكري العقيد أديب عليوي على ضرورة تجفيف منابع الإمداد العسكري لفلول النظام، من خلال مداهمة مستودعات التسليح في الوحدات العسكرية التي كانت تتبع قوات النظام البائد.
وذلك بالأخص في مناطق الساحل وريف حمص الغربي، إضافة للأماكن التي يختبئ فيها الفلول بالجبال والأحراش، والتي تحتوي على مستودعات ذخيرة بعضها متوسط وثقيل منذ زمن.
ويشير إلى ضرورة استخدام تقنيات حديثة في هذا المجال، كطائرات شاهين المسيرة بشكل فعال، من خلال المراقبة واستخدامها بالوقت المناسب لصد أي تحرك للفلول، أو اكتشاف أي مستودع أو ملجأ بالجبال التي تختفون فيها.
هذا ونفذت القوات الأمنية والعسكرية في سوريا ممثلة بوزارة الدفاع السورية وقوى الأمن الداخلي، حملات أمنية مركزة طالت العديد من الأشخاص الضالعين بقتل الشعب السوري، وارتكاب جرائم كثيرة بحقهم خلال تواجدهم لسنوات طويلة في صفوف ميليشيات الأسد البائد وشبيحته، ونجحت القوات الأمنية بالقبض على عدد من المتورطين.