صورة
صورة
● أخبار سورية ٢٠ يونيو ٢٠٢٥

موسكو تؤكد تمسكها بعلاقاتها مع دمشق وتدعو وزير الخارجية لزيارة رسمية لتعزيز الشراكة

جدّدت روسيا دعوتها إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع سوريا في المرحلة الجديدة، حيث أعرب نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، عن أمل بلاده بأن تلبي وزارة الخارجية السورية الدعوة الموجهة لزيارة موسكو، بهدف مناقشة الملفات المشتركة والتأسيس لتعاون أوسع بين الجانبين.

وفي تصريحات أدلى بها على هامش منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، قال بوغدانوف: "ننتظر وصول وفد رسمي من دمشق، وقد وجهنا دعوة لوزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، لزيارة موسكو"، مؤكداً استعداد بلاده لمواصلة التنسيق مع الحكومة السورية الجديدة.

وحول مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سوريا، أوضح بوغدانوف أن التواصل مع الجانب السوري مستمر دون انقطاع، معبّراً عن تفاؤله بالتوصل إلى تفاهمات مع القيادة الجديدة في دمشق. وقال: "نحن نتابع الاتصالات عن كثب، وكل شيء يعمل حالياً كما هو، ونأمل في التوصل إلى تفاهم مشترك حول مستقبل هذه القواعد".

وتتسق هذه التصريحات مع مواقف روسية سابقة أكدت فيها موسكو تمسكها بمصالحها الاستراتيجية في سوريا. ففي وقت سابق، شدد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، على أن لروسيا "مصالح خاصة" في سوريا، يجب تأمينها من خلال الحوار المباشر مع من يتولون السلطة فعلياً في البلاد، مؤكداً أن التعامل الواقعي مع الوقائع الجديدة ضرورة لضمان استمرارية هذه المصالح.

وفي مقابلة مع قناة "روسيا اليوم"، أشار بيسكوف إلى أن النظام السوري السابق انهار نتيجة تفاعلات داخلية وخارجية، واصفاً ذلك بـ"سقوط عملاق على أقدام من طين"، في إشارة إلى هشاشة بنية نظام بشار الأسد.

وأوضح أن موسكو تنظر إلى المرحلة الراهنة كفرصة لإعادة ضبط علاقاتها مع دمشق، من خلال العمل مع السلطات الجديدة التي تحكم البلاد، مع الحفاظ على الوجود العسكري الروسي كجزء من معادلة الاستقرار في المنطقة.

بدوره، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، استمرار المحادثات مع الحكومة السورية بشأن مستقبل القواعد العسكرية الروسية، مشيراً إلى أن الوضع القائم لم يشهد أي تغيير جذري حتى الآن. وأضاف: "نتوقع من شركائنا السوريين أن يحافظوا على المصالح الروسية انطلاقاً من منطق التفاهم والمسؤولية المتبادلة".

وتحتفظ موسكو بقاعدتين عسكريتين رئيسيتين في سوريا: الأولى هي القاعدة البحرية في طرطوس، التي أُنشئت بموجب اتفاق ثنائي عام 1971، والثانية هي قاعدة حميميم الجوية، التي أنشئت عام 2015 لدعم نظام الأسد، وكانت تمثل نقطة ارتكاز أساسية للتدخل العسكري الروسي طوال سنوات الحرب.

وتشير مواقف موسكو إلى رغبة واضحة في الحفاظ على نفوذها الاستراتيجي في سوريا، رغم سقوط نظام الأسد، وذلك من خلال إعادة ترتيب العلاقات مع السلطة السورية الجديدة على أسس تراعي المصالح المشتركة.

وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد أكد في وقت سابق أن العلاقة بين دمشق وموسكو "استراتيجية وعميقة"، مشدداً على أن إنهاء هذه الشراكة لا يمكن أن يتم بصورة سريعة، رغم ما وصفه بـ"الضغوط الدولية والإقليمية المتزايدة".

وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه المشهد السوري تحولات متسارعة، تسعى خلالها روسيا إلى تثبيت حضورها السياسي والعسكري ضمن صيغة جديدة من التعاون، تأخذ بعين الاعتبار الواقع الجديد الذي فرضه سقوط النظام السابق وتغير موازين القوى في البلاد.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ